من الوظيفة البيداغوجية للصورة في درس الفلسفة إلى دلالتها الفلسفية.

التصنيف




من الوظيفة البيداغوجية للصورة في درس الفلسفة إلى دلالتها الفلسفية..(بعض النماذج)




الأستاذ كمال صدقي

الخلفية المراهن عليها: تحية إلى المرأة كما يجب أن تكون في حقيقتها، لا كما في مخيالنا الذكوري المريض كنتيجة لمرض العلاقات الاجتماعية، فليست المشكلة في الرجل كرجل، بل المشكلة في العلاقات الاجتماعية، يُدافع عنها الرجل كما تُدافع عنها المرأة مع الأسف.


أصبح تدعيم التعليم الشفوي / اللفظي بوسائل تعليمية غير لفظية، ضرورة بيداغوجية ، يُدعم الطريقة الإلقائية، وتتجاوز المفهوم التقليدي للنص، لصالح رؤية سيميائية تنفتح على إمكانية ولادة المعنى خارج دائرة سلطة النص اللفظية : الكلمات ( فعل، حرف، اسم ) والمفاهيم ومختلف الصيّغ اللسانية.... فكل ما يدل يُنتج معنى، وكل ما يُنتج معنى فهو نص بشكل من الأشكال، وقابل للقراءة والتأويل : اللباس، طريقة الأكل، العادات...الرسومات، الحركات...
مثال ، أستحضر بعض نماذج من الصور اشتغلتُ عليها ووظفتها كنصوص بصرية لالفظية  ، سواء كانت صورا تشكيلية خيالية أو صورا واقعية دالة، المهم توظيفها في بناء إشكالية أو تقييم أطروحة، أو في إطار وضعية مشكلة.. وسأحاول تقديم بعض الإشارات فقط وللزملاء الأساتذة حرية توظيف قراءة الصورة فيما يرونه مناسبا لحظة بناء الدرس..


مفهوم الشخص.
 قد يُسلب الشخص هويته من خلال إلغاء حقه في استعمال عقله بكل حرية ومن منظوره الخاص.إنها إشكالية تسليع الشخص ليتحول إلى مجرد فرد ضمن قطيع ينتظم وفق تطابق وتشابه ووحدة نمطية تسلب الشخص كل مقومات تحققه الوجودي الذي يتميز به عن سائر الكائنات.وهي ذات إشكالية تشييئ الإنسان وتحويله إلى قيمة استعمالية في سوق العبودية من خلال عُملة التبعية والطاعة والخنوع.




وسبق لي أن وظفتُ الصورة في المراقبة المستمرة





تجسد الصورة التالية  أبرز اكتشافات التحليل النفسي الفرويدي، الذي سعى إلى فهم أساس ماهية الشخص ( الطفل والطفلة، والرجل والمرأة)،وذلك من خلال فهم أسباب التناقض بين الطبيعة الإنسانية والمجتمع.






أكيد للطفلين تمثلات حول حضور القضيب عند الذكر وغيابه لدى الأنتى.



يمكن مطالبة التلاميذ بتحديد شخوص الصورة، وبتحديد وضعية هذين الطفلين (مشروعي الشخص) .والتساؤل عن الدلالة المحتملة لهذه الوضعية الجسدية التي يتم من خلالها المقارنة بين عضوين جنسيين. وما الذي يمكن أن ينتج عن هذه المقارنة، وما مدى تأثيرها على منظور كل من الطفل والطفلة على ذاتيهما مُستقبلا؟
    تمثل الصورة أحد أهمّ مراحل تكون الشخصية الإنسانية كما لها تأثير على هوية الشخص كما سيُبيّن لاحقا فرويد من خلال جملة من الافتراضات، وهي المرحلة القضيبية ، باعتبارها المرحلة التي تشطر إلى الأبد بين الذكورة والأنوثة، بل المرحلة التي تؤسس لميلاد ماهية الجسد الذكوري كرمز للتفوق أمام الجسد الأنثوي.
   يمكن توظيف الصورة ضمن دور الجسد في تشكيل البناء النفسي للشخص، ومن ثمة دور المعطى البيولوجي في تحديد ماهية الشخص بالنسبة للذكر والأنثى معا طيلة حياتهما. والأمر الأهم هو أن الصورة تأتي في سياق أهم اكتشافات فرويد المثيرة للجدل، والمتمثلة في قوله أن "للطفل تجربة جنسية " ( وهي في أساسها منحرفة )، وهذه التجربة تعتبر لدى فرويد بؤرة مؤسسة لجنسية الراشد. ويمكن الرجوع إلى كتاب فرويد " ثلاث مقالات حول النظرية الجنسية".
   مع الصورة نحن بصدد المرحلة القضيبية stade phallique التي تظهر معها عقدة أوديب. وفي هذه المرحلة تصبح الأعضاء التناسلية هي المنطقة الرئيسية للذة الجنسية، بعد أن كانت تتجسد سابقا في منطقة الفم والشرج.. في المرحلة القضيبية يهتم الطفل بالفروق بين الجنسين، ويبدأ في طرح الأسئلة الصعبة المتعلقة بالولادة وبالعلاقة مع الغير...وغالبا ما لا يقتنع الأطفال بأجوبة آبائهم، مما يدفع بالأطفال إلى تكوين نظريات خاصة بهم من خلاقاتهم الشخصية فيما بينهم وخاصة لحظة ممارسة اللعب.
    من بين ما يلاحظه الأطفال في سن من 3 إلى 6، حسب تفسير فرويد غياب القضيب عند الإناث. ويتم تفسير هذا الغياب لديهم إلى عقاب ألحقه الآباء بالإناث ( أي قطع القضيب ). لهذا السبب الافتراضي يوجه الأطفال غرائزهم العدوانية تجاه الأبويين. لهذه الاعتبارات لا يكتسب الطفل مفهوم الأنوثة المقرونة بغياب القضيب إلا بعد مدة من الزمن. إلا أنه لن يعتقد مع ذلك أن للإناث عضوا تناسليا على غرار الذكور. فالفروق ستتلخص عنده في امتلاك القضيب أو الإخصاء castration .
   لهذا الوضع البيولوجي تأثير سلبي على مفهوم الشخص لدي كل من الطفل والطفلة. فبالنسبة لهذه الأخيرة، يُشعرها غياب القضيب لديها بالدونية، يُدعم هذا الشعور موقف المجتمع من جسد الطفلة في حالة عُريّ جسدها أو أحد أعضائها التناسلية، مقارنة مع عدم اهتمام المجتمع بعُريّ جسد الطفل... وغالبا ما تتعرض الطفلة إلى العنف بسبب كشفها عن جسدها...هاته الرقابة التي لا تشمل الطفل ( وخاصة في مجتمع ذكوري ) تُشعر الطفلة بالدونية التي تُرجعها لغياب القضيب لديها. وهذا الشعور بالنفص البيولوجي تترتب عنه تأثيرات سلبية في فهم الطفلة لذاتها ، بالمقابل يجعل هذا السلوك القمعي لجسد الطفلة من الطفل في وضعية الخائف على قضيبه من القطع مثل أخته .. فيصاب بعقدة الخصاء. وترتبط هذه العقدة بعقدة أوديب ( اتخاذ الطفل أمه كموضوع ليبيدي مع الرغبة في تعويض الأب بقتله كما في الأسطورة). لكن الطفل يخشى من معرفة أبيه لميله نحو أمه وبمشاعره العدوانية تجاهه، فيحقّ عليه ما تعرّضت له الإناث من عقاب ( قطع القضيب ). هنا تصبح عقدة الإخصاء مركز الصراع الأوديبي.
  لكن الطفلة ، حسب تأويل فرويد،تعتبر البظر كقضيب صغير، ولكنها حين تلجأ إلى المقارنة- كما في الصور أعلاه  – ترى فيه إجحافا وسببا للدونية، وقد تُفسر الأمر أيضا بالخصي وتتقبله كواقع، بينما يكون مصدر خوف لدى الطفل وخاصة لحظة الختان المتأخر.


 يترتب عن هذا الوضع - التأويلي- اختزال جسد المرأة- وهي من المفروض نظريا أنها شخص من الناحية الأخلاقية مثل الرجل من حيث الكرامة والحقوق- إلى مجرد أنوثة سلبية منفعلة مقارنة مع فاعلية الذكورة، وما استعارة العلاقة التفاضلية بين المفتاح والقفل كما في الصورة أعلاه، وما يحملانه من دلالات مُهينة للمرأة ليس فقط في المخيال الاجتماعي: فوق/ تحت ،إلا دليل على وجود خلل في الدرس الفلسفي الموغل في العمومية والتجريدية الفلسفية التنظيرية، بحيث لا يتم تحيينه مع التدقيق في طبيعة مفهوم الشخص لحظة ربطه بواقع المرأة والرجل في الواقع المعيش ...

بل نجد هذا التفاضل حتى لدى الكثير من الفلاسفة ....!!! الأمر الذي يدفعنا إلى إعادة النظر في مفهوم الشخص كما يحضر في المقاربة الفلسفية وهل هو مختزل في الذكورة فقط أم يتضمن المرأة أيضا. وسأرجع لاحقا لمناقشة موقف كانط من " شخص" المرأة والذي يتناقض مع موقفه الفلسفي العقلاني بخصوص الشخص، وكتلميح ألم يقل كانط: المرأة مثل إناء فضي يضع فيه الرجل جواهره"... ولكم حرية التفلسف حول حقيقة قيمة المرأة عند فيلسوف الأنوار والعقلانية. استحضرت هذه الجزئية بسبب أن التلاميذ هم ذكور وإناث، ومن حقهم فهم حقيقة مفهوم الشخص بعيدا عن عموميته وتجريداته الأفلاطونية والكانطيةو...هل نحن أمام درجات وجودية لشخص، وأسبقية زمنية ( قصة الخلق ) وأخرى شرفية (الذكورة كامتياز ) ؟كيف نفسر هذا الحضور الثانوي لشخص المرأة عند المثقفين؟ ألم يكتب إدريس الخوري مقالا حول حادثة وقعت له مع الروائية خناثة بنونة- بإحدى مطارات باريس وهما متوجهان إلى سوريا لحضور مؤتمر للأدباء العرب.. قال فيه:" المرأة تبقى امرأة حتى ولو كانت جوليا كريستيفا" .فبسبب تأخير في موعد الطائرة إلى سوريا فضلت خناثة بنونة الذهاب إلى محل بيع الجواهر والتزيين... بينما إدريس الخوري فضّل إحدى المكتبات وبيع الجرائدبباحة المطار.اختيار خناثة بنونة أغضب إدريس الخوري.. (الملحق الثقافي للاتحاد الاشتراكي).

  إن التأويل الفرويدي للوضع الوجودي للمرأة ( نفسيا واجتماعيا)، لقي معارضة شديدة من قبل الفلسفة الماركسية والوجودية،وخاصى " سيمون دي بوفوار والتي رفضت تأويل فرويد لأهمية القضيب، وشبّهت القضيب ب" عصا الجنرال" والتي لا يفهما سوى الجنود، ومن العبث تعميم تأويل وجود القضيب من عدمه وإسقاطه على كل إناث مختلف المجتمعات، كما انتقد التأويل الفرويدي من قبل جيل دولوز وفيلكس جاتاري في كتابهما " ضد الأوديب" وما عرفته هذه التأويلات من إعادة تأويل من قبل " لاكان"...لكن بالمقابل ألهمت نظرية فرويد البعض الآخر في توظيف الجنس في حلّ مجموعة من المشاكل، مثلا فيلهيلم رايخ حاول التوفيق بين التحليل النفسي والأخلاق السياسية..إنه سعى طوال حياته إلى الجمع بين الثورة السياسية والتحرر الجنسي ...

الصورة الثانية:



  لهذه الصورة دلالة إيحائية تراهن على تثبيت أسطورة للجنس البيولوجي (العلاقة الجنسية!!!!) ألصقت بفرويد من قبل خصومه .
  يمكن بداية التساؤل مع التلاميذ عن مكونات الصورة، وسبب تحويل وجه فرويد إلى جسد امرأة عارية مستلقية بطريقة إغرائية؟ ولماذا عمد الفنان التشكيلي على جعل فرج المرأة في مقام عين فرويد؟ السؤال ما طبيعة هذه الاستعارة بين العين والفرج؟وهل بالفعل لا يرى فرويد العالم الخارجي إلا من خلال المُكوّن الجنسي؟

   الإشكال الذي تطرحه الصورة كتالي: هل فعلا تُلخص الصورة أطروحة فرويد حول الجنس أم تُشوهه؟ بأي معنى يلعب الجنس دورا أساسيا في بناء الحياة النفسية والعقلية للشخص؟ إذن بأي معنى يحضر مفهوم الجنس عند فرويد؟ هل بمثل ما يتمثله عامة الناس، الذين يختزلونه في مجرد العلاقة التناسلية كجماع بين جسدين بهدف الإنجاب ومعها لذة الأورجازم كمتعة في اليومي الجنسي....أم أن مفهوم الجنس عند فرويد أعمق وأشمل من الجماع ؟ ربما قد يتبادر إلى قارئ الصورة أن المرأة مجرد موضوع جنسي objet sexuel ، كما تحضر في مخياله بسبب الصورة النمطية التي تُلصق بالمرأة : في النكت، والإشهار، وبعض الروايات الإباحية، والأفلام... لكن إشكالية الجنس كما يطرحها فرويد تتطلب بالفعل قراءة متأنية بعيدة عن التسطيح..

  لماذا تجاهل الفنان الذي رسم رأس فرويد باندماجه مع إمرأة عارية ،حضور البعد الأخلاقي ( الأنا الأعلى ) والبعد الإرادي ( الأنا ) في تحديد البنية النفسية المركبة للشخص، واختزل " هوية الشخص " في بعده الجنسي بالمعنى العامي بالتنصيص على أن الشخص الذكر لا يوى العالم الذاتي والخارجي إلا في بعده الجنسي،وبالتالي قد يُفهم أن الجنس  باعتباره مجرد جماع بين رجل وامرأة.ألسيت هوية الشخص مبنية على " التوازن " الذي يُقيمه الأنا بين بين الهو والأنا الأعلى ومتطلبات العالم الخارجي (وكما أسماهم فرويد " الأشدّاء الثلاثة")





لكن ألا يشمل الجنس عند فرويد كل أنشطة الحياة، ومنذ ولادة الإنسان حتى مماته وباعتباره بؤرة لحصول اللذة تشمل كل كيان الشخص، وما يترتب عنه من خبرة نفسية، وهذا هو الفرق بين جسد الإنسان وجسد الحيوان.. لقد ربط فرويد الجنس- كتجسيد للإيروس- بجميع المناطق الجسدية، فما يؤجج الرغبة الجنسية ليس فقط المناطق التناسلية، بل هناك مناطق أخرى مثيرة للشبقية، هذا بالإضافة إلى التسامي بالرغبات الجنسية المكبوتة من خلال كل الإنتاجات  الثقافية والاجتماعية والفنية...حيث يتحول المكون الجنسي إلى دافع منتج للعدوانية أو الإبداعية...
   ويمكن للسادة المدرسين الاستفاضة في مختلف الدلالات التي قد توحي بها الصورة بالعلاقة مع الجواب على السؤال: ما الإنسان ؟ وما دلالة حضور المكون الجنسي في تكوين الشخصية الإنسانية؟ وهل جسد الإنسان موضوع إشباع غريزي كما عند الحيوان أم موضوع خبرة نفسية من خلال العلاقة الجدلية بين اللذة الإيروسية والعدوانية التناتوسية؟( لنتذكر مسألة مص وعض الطفل لثدي أمه في فترة الرضاعة، وما لهذا التناقض الوجداني في تأسيس اللبنات الأولى للحياة السيكولوجية للشخص).

لماذا يتم تجاهل رغبة الشخص/الأنثى والتركيز على رغبات الشخص الذكر؟ما تأثير هذا التمييز السلبي على الإناث من المتعلمات في الدرس الفلسفي؟كيف نفسر هذا الاستمرار في تحويل المرأة إلى مجرد " موضوع" وليس كذات؟ ....
   وأخير هل من الممكن توظيف مثل هذه الصور في بعض التمارين المنزلية، من خلال مطلب التعليق على الصورة كنوع من النص غير اللفظي؟ أو تحويل نص لفظي ( أطروحة فلسفية ) إلى مشروع صورة دالة ؟....وما هي حدود الاجتهاد في توظيف الصورة وكل الوسائل السمعية البصرية في بناء الدرس الفلسفي؟ وهل لتوظيف الصورة في بناء الدرس الفلسفي حدود تصل إلى درجة الانتقاء بخلفية أخلاقية تصل حد المنع، وخاصة مع ما يحمل طابعا جنسيا. أستحضر هنا الحرب التي شُنت بلا هوادة على كتاب المرحوم الأستاذ عبد الكبير الخطيبي : الاسم العربي الجريح، وخاصة الفصل الذي خصص لقراءة " الروض العاطر في نزهة الخاطر" للشيخ النفزاوي..

 وكان رد أحد النقاد: تسمحون بالدعارة في الواقع، وتمنعوا مقاربتها نظريا وسوسيولوجيا بين صفحات الكتب" والغريب في الأمر اكتشفت أن بعض مدرسي الفلسفة كانوا يتحاشون تدريس نص فرويد " مراحل التطور النفسي والجنسي عند الطفل" في المقرر السابق، ضمن مفهوم " الشخصية " وخاصة بعض مدرسات الفلسفة، 


وبالتالي يتم القفز على أطروحة وجود تجربة جنسية عند الطفل. السؤال هل هذا السلوك مبرر ؟ هل أخطأت الوزارة المعنية في تضمين نص فرويد أعلاه، نعم هو نص للاستثمار ولكنه حاسم في بناء الشخصية المركبة كما يطرحها فرويد- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه. وهذا يطرح إشكالية حضور موضوع " الجنس " في الدرس الفلسفي  بل في برامج وزارة التربية الوطنية. لنتصور أن مدرسا للتربية الإسلامية ارتأى أن يُناقش قضية الشذوذ الجنسي/المثلي، واستحضر الآيات القرآنية التالية، التي نزلت في قوم " لوط "...تحتهم على ترك المعاصي والمُنكرات ...قال تعالى:"..أتأتون الذكران من العالمين، وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم؟ بل أنتم قوم عادون"(الشعراء 160)" وإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون"..وأتصور أنه استحضر بعض ما قاله الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه" آداب النكاح وكسر الشهوتين"- وخاصة ص112،56 (منشورات سوسة/تونس1990)


في إطار الانفتاح على مقولة: المسلم من لا يخطو على خطوة حتى يعرف حكم الله فيها.فماذا عن المكوّن الجنسي لدينا؟ ما حكم الله فيه؟ هل سيُتهم هذا المدرس بأنه وقع في المحظور؟ هل لا زالت مُقاربة مفهوم الجنس من " المحرمات " في المدرسة المغربية؟ كيف نُفسر هذه المفارقة: تشديد الخناق على المقاربة العلمية لإحدى الموضوعات، وبالمقابل إطلاق العنان بشكل فجّ لنفس الموضوعات بشكل مُشوه في الإشهار والأفلام وعلى صفحات بعض المجلات...؟؟ من يتحمل مسؤولية " التثقيف الجنسي": الآباء؟ المدرسة؟ المسجد؟ أم كلهم معا ؟

يعتبر درس الحقيقة من الدروس المساعدة على توظيف الصورة في تدعيم فهم بعض الأطروحات من قبل التلاميذ. وسأشتغل لاحقا على الصور التالية، ويمكن للسادة المدرسين والمدرسات  تقديم تأويلاتهم لمختلف الصور، مع تهيئي أسئلة بيداغوجية تساعد التلاميذ على إدراك المعنى الثاوي في الصور.

أقدم بعض المؤشرات فقط على أمل العودة لاحقا لقراءة الدلالات الممكنة للصور بشيء من التفصيل.

تأويل رفائيل صاحب الصورة:
بالنسبة ألفلاطون توجد الحقيقة  في عالم المثل فوق قبة السماء ( الأصبع يُشير إلى الأعلى ويحمل كتاب محاورة طيماوس باعتبار موضوعها يتحدث عن عالم المثل، والإله.)
أرسطو: يبسط يده نحو الأسفل، الحقيقة محايثة للواقع...( ويحمل كتاب الأخلاق)




 الحقيقة كتطابق..






 يجب أن تحاكي النسخة حقيقة الأصل باحثة عن التطابق والتوافق..فالحقيقة تقتضي مشاركة النسخة لمثالها حتى تأخذ صفة الأيقونة، وإلا ستبقى مجرد نسخة " سيمولاكر " محرومة من نعمة الحقيقة ( الوحدة والتشابه) مثل الذين رفضوا الخروج من الكهف..ويمكن أن توظف الصورتين في مقاربة مفهوم الفن ضمن إشكالية المحاكاة والإبداع التخيلي...



لحظة الحدال بين الظن والحقيقية

هل الفن هو إعادة إنتاج الواقع كما هو إلى درجة التماهي كما في اللوحتين، أم الفن إبداع تشكيلي يُنتج واقعا موازيا للواقع الواقعي؟ بمعنى آخر،هل الفن تصوير جميل لشيء أم تصوير لشيء جميل؟ ( كانط)

يمكن توظيف الصور التالية لإضاءة بعض الإشكالات التي تطحرها المجزوءات :
 بالفعل حسب مارجريت هذه صورة لغليون وليست غليونا واقعيا.وهنلك فرق بين الصورة والواقع.
وقد سبق لي أن ناقشتُ هذه الصورة في مفهوم الحقيقية من خلال المقال التالي في نفس المدونة"

http://sidphilo.blogspot.com/2016/09/blog-post_92.html



بعض الصور التي وطفتها في باقي المجزوءات.



 الخروج من القطيع














شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: