فلسفة أم تفلسف؟ مُساءلة بعض قضايا الدرس الفلسفي.

التصنيف
التصنيف





فلسفة أم تفلسف؟ مُساءلة بعض قضايا الدرس الفلسفي.



تحية إلى كل أعضاء الفِرق التربوية لمادة الفلسفة في مختلف الجهات، جنود الدرس الفلسفي الأوفياء
.
1- كثيرا ما يُردّد مدرسو مادة الفلسفة أقوالا لكانط من قبيل "إننا لا نستطيع أن نتعلم الفلسفة وإنما فقط التفلسف". ثم " ينبغي أن يذهب التلاميذ إلى المدرسة، لا ليتعلموا الأفكار هناك، ولكن ليتعلموا التفكير والسلوك".ثم " "لا يمكن للمرء لحد الآن تعلم أية فلسفة، إذ أين هي؟ ومن يمتلكها وأية علامة تدل عليها؟" جميلة هي تلك الأقوال ومُغرية في رهانها التطبيقي وليس التنظري.
لكن حين تقرأ كل الأدبيات البيداغوجية حول تفضيل رؤية كانط على موقف هيجل من تعليم الفلسفة، لا نجد سوى خطاب حول التفلسف من دون تحديد إجراءات ديداكتيكية تُترجم مطلب التفلسف لحظة بناء الدرس الفلسفي أو لحظة ممارسة التفلسف حول نقاش عمومي، وقد يُحاجج البعض أن ليس هناك فعل ديداكتيكي نمطي وجاهز لتحقيق فعل التفلسف.ليس هذا قصدي، وليس قصدي أن نقول لمدرس الفلسفة بعد التنظير لفعل التفلسف :"إذهب أنت وربك فقاتلا" بمعنى بعد التظير يترك للمدرس العوم وحده في مياه التفلسف.طيّب أتمنى طرح هذا التنوع في أجرأة فعل التفلسف ديداكتيكيا لتعم الفائدة، ر.إذا كان كانط يتفلسف في مؤلفاته وفي رهانه من تدريس الفلسفة في الجامعة، فماذا عن الدرس الفلسفي في الثانوي التأهيلي مع تلامذة مراهَقين، نتعاقد معهم منذ البداية بأننا لسنا بصدد تعليم الفلسفة بل التفلسف، لأن الفلسفة ليست معرفة قابلة للتعلّم بل فعّالية وطريقة في التفكير.وقس على ذلك الخطاب حول ممارسة العقلنة والنقد ودفع التلاميذ إلى التفكير بأنفسهم.طيّب، لكن ديداكتيكيا وبعيدا عن العفويةوالإرتجال كيف يتم التحضير المعقلن لفعل التفلسف والنقد والأشكلة.مدرسو الفلسفة ليسوا وًعّاظا بل ممارسين لفعل التفكير، وهذا الفعل يحتاج إلى تحضير مسبق وتخطيط ومهارات تنجح أحيانا وتقشل أحيانا أخرى....درس الفلسفة تجربة وجودية وممارسة فصلية وليس تنظيرا في المحافل والندوات.مدرس مادة الفلسفة أشبه بجندي يلقَى به وسط المعركة ويحارب في الميدان بأسلحة واستراتيجية محكمة لتحقيق النصر. النصر لا يتحقق في المنابر وبالخطب فقط بل في الواقع الواقعي .
من هذا المنطلق ألتمس من مدرسي الفلسفة ومن المراقبين التربويين المُقتنعين بالطرح الكانطي، أن يرفعوا التحدي التالي : بيّنوا لنا إجرائيا كيف تُنجزون دروس مادة الفلسفة من خلال رهان ممارسة التفلسف وليس تعليم معرفة فلسفية جاهزة مُعدّة للتلقي على خلفية الفلسفة كمعرفة تاريخية؟اختاروا مفهوما ضمن مجزوءة وبيّنوا لنا مختلف المراحل الديداكتيكية لأجرأة فعل التفلسف، على خلفية أن التفلسف ممارسة عقلية،وحتى لا نسقط في " ممارسة الخطاب" حول التفلسف وليس "ممارسة فعل التفلسف" والكف عن تقديم معارف فلسفية لذاتها لفلاسفة أنتجوا أطروحات كإجابات عن إشكالات يطرحها المقرر الدراسي. وبالتبعية كيف يتم تقويم التفلسف في المراقبة المستمرة والامتحان الوطني ؟
وحري بالقيّمين على الدرس الفلسفي أن يشرّعوا لتسمية " مادة التفلسف" حتى يدرك التلاميذ الفرق بين الفلسفة والتفلسف، بين المعرفة والفاعلية...ومن الصعب عليهم تقبل الحكم التالي " في درس الفلسفة لن ندرس الفلسفة بل سنتعلم التفلسف.قد تكون هذه العبارة ماكرة، لكن مع التقدم في ممارسة التمرين العقلي يتم إدراك العلاقة الجدلية بين الفلسفة والتقلسف بعيدا عن اللعب بالألفاظ، مع كل الاحترام للفيلسوف هيجل الذي أُريد له أن يُعدم على المقصلة الكانطية حسب التأويل الشائع الذي يفاضل التجربة الكانطية على التجربة الهجلية في تدريس الفلسفة عفوا التفلسف من دون تبرير لهذا التفاضل في العملية التعليمية، ومن خلال تقييم للتجربة في الميدان وليس في خطابات المنابر. ألم أقل لكم هذه قفشات فلسفية تحتاج من مدرسي مادة الفلسفة النبش في المسكوت عته واللامُفكّر فيه.


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: