الفلسفة البيئية كلحظة من لحظات تطور الفلسفة.

التصنيف




الفلسفة البيئية كلحظة من لحظات تطور الفلسفة.
من يوميات مدرس مادة الفلسفة
أتساءل عن فتور الوعي الإيكولوجي لدى كثير من النخب الثقافية وفعاليات المجتمع المدني، وبعض السياسيين، وحتى كثير من مناضلي الفايسبوك.وبالمناسبة وفي إطار المقرر الفلسفي للجذوع المشتركة، ضمن محور لحظات أساسية في تطور الفلسفة، اخترتُ الاشتغال ضمن لحظة الفلسفة المعاصرة على ثلاث نماذج أساسية تميز بها المشهد الفلسفي المعاصر، وذلك إجابة على الإشكال المتعلق بالثابت والمتحول في تاريخ الفلسفة منذ اليونانيين حتى اللحظة الراهنة .
1-
 الفلسفة الارتيابية، باستحضار كل من ماركس ونيتشه وفرويد.. والفلسفات اللاحقة التي فتحت أفاقا جديدة من خلال الكثير من المتغيرات..من دون إرهاق المتعلمين بتفاصيلها.... ومن ثمة خلق حوار ونقاش بين لحظة الفلسفة الحديثة في جانبها العقلاني والمؤسس لمشروع إعادة بناء الذات في أفق بناء " قدر من اليقين الصلب في المعارف والعلوم " كما قال ديكارت.،ومن خلال موقف ماركس من علاقة الوعي بالوجود الاجتماعي، وموقف نيتشه من علاقة حقائق العقل بالأوهام، وأخيرا موقف فرويد من سلطة العقل بإعادة ترتيب العلاقة بينه وبين اللاوعي وفرويد القائل:" لم يعد العقل سيدا في بيته".
2- 
الفلسفة السياسية، وكان كل من " حنا أرندت" و" جون راولز" نموذجان لهذه الفلسفة، بحيث تم الاهتمام بقضايا السلطة والدولة والعنف، والحق والعدالة.. وهي من موضوعات مجزوءة السياسة في مقرر الثانية بكالوريا.
3-
 الفلسفة البيئية،مع لفت انتباه التلاميذ إلى أن إشكالية الوعي الأيكولوجي سنفكر فيها ضمن مجزوءة الطبيعة والثقافة، في المحور الثالث : الطبيعة موضوع للنشاط الإنساني، بحيث يطرح هذا المحور إشكالات مهمة، ومنها إشكالية : هل ينبغي أن نحدّ من تدخلنا في الطبيعة؟ لماذا؟ مع ربط هذه الإشكالية بإشكالية التقنية في الأولى بكالوريا، وأيضا ربطها مع ظاهرة العنف ، في الثانية بكالوريا،والذي نمارسه ضد الطبيعة  من خلال كل ما من شأنه أن يضر بمصلحة البشر وعلى رأسها الاحتباس الحراري، وإنشاء المحطات الحرارية كالتي هي بصدد الاستنبات بمدينة آسفي.
لا أستغرب إهمال شعب الفايسبوك للثقافة البيئية، وأتمنى الالتفات لهذه الإشكالية التي أصبحت تهدد كثيرا من شعوب دول العالم بسبب استعمار رأسمالي جديد أخطر، والمتمثل في نقل نفايات التقدم الرأسمالي لدول المحيط ومنها المغرب.

من النصوص التي اشتعلتُ عليها، وربط إشكالية الفلسفة البيئية بالواقع المسفيوي كنموذج، النص التالي:
يقول " دومينيك بورج . Dominique Bourg.Droit de l’homme et ..écologieإنه من الواجب الإقرار بأن للطبيعة حقوقا علينا، وأنه يلزم إيقاف كل ما يُمارس ضدها من استنزاف وعنف... فالطبيعة إرث مشترك بيننا، ونحن مسئولون عن الكائنات الطبيعية وعن مصيرها...إننا نشهد انقراضا تدريجيا للطبيعة، لن يتوقف ما لم نعمل على إعادة النظر في العقد الاجتماعي الذي يُحدد علاقتنا بالطبيعة...فقد أصبح من الواجب علينا التعامل مع الطبيعة كإرث مشترك للإنسانية ( في حاضرها ومستقبلها) ولم يعد من حق أيّ واحد منّا أن يفعل بالطبيعة وفيها ما يشاء...ليس هناك أيّ سبب لإقامة عقد متخيل بين الإنسان والطبيعة لمواجهة هذا المشكل، فالأمر يقتضي فقط تفكيك حقوق الإنسان والمواطن، وإعادة بنائها من جديد، انطلاقا من الوعي بما ينبغي أن تكون عليه علاقات البشر بعضهم مع بعض من جهة، وعلاقاتهم بباقي عناصر الطبيعة من جهة أخرى."


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: