بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة.2018.وسؤال أرضنة التفلسف.

التصنيف


بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة وسؤال أرضنة التفلسف.


نقرأ في تقديم " كورين أنودو" لكتاب " لماذا نتفلسف؟" لجان فرانسوا ليوطار من باب القول الاستنكاري على ما يظهر مع وجود ما يستنكره كوجهة نظر "...لا ترغب الفلسفة في الحكمة أو في المعرفة،إنها لا تعلمنا لا الحقائق ولا ما يجب أن تلتزم به من سلوك.تسائل نفسها من تكون وما الكائن في عزلته لا يزعج أحدا.لا تقدم لنا أفكارا نافعة تساهم في نمو ثرواتنا،أو تجعلنا نحلم بنظام اجتماعي بديل، أو تجعل كذلك من الأفيون الميتافيزيقيملاذا لعزائنا...قد يصبح الفلاسفة أشبه بمجانين ثرثارين الذين تحملهم الإنسانية معها خلال تاريخها من دون ربح أو خسارة كبيرة أيضا...فهم يملكون قدرة كبيرةعلى تأويل العالم غير أنهم يظلون جاثمين على عتبته عاجزين أبدا عن تغييره."
السؤال، لماذا لازال المهتمون بالفلسفة أسيري المربع الأول دون التقدم في حل مشكلة هل الفلسفة طريقة في تأمل القضايا من دون أن ينخرط الفاعل الفلسفي في تغيير واقع هذه القضايا،أم الفلسفة تأمل ينتهي في فعل سياسي واجتماعي لتنخرط الفلسفة في تحمل مسؤولية التواجد على أرض الواقع.نقرأ أيضا وبالعلاقة في تقديم كورين أوندو:" ثمة حقيقتان متزامنتان :أولهما موروثة عن هوسيرل عن طريق ميرلوبونتي وهي أن الفيلسوف يحمل في التعبير عن المعنى الخاص به تجربة صامتة،وثانيهما موروثة عن ماركس،وهي أن الفيلسوف لا يُؤَوّل العالَم إلاّ ليساعد على تغييره."
السؤال ما نصيب المهتمين بالفلسفة في المغرب من المساهمة من خلال تأويلهم ، في التغيير؟ يتعب الناس من التنظير وهم ينتظرون فعلا وأملا بعد الأشكلة والمفهمة والعقلنة، لهذا أتساءل ما مدى أهمية الكتابات الفلسفية ذات المنحى النسقي التأملي التقليدي والإصطفافي والذي لم تعد شروطه التاريخية قائمة . إذن هل نفهم من دعاوى " التداوي بالفلسفة والعلاج بالفلسفة وفلسفة الفعل والفلسفة التطبيقية وأرضنة الفلسفة والتجربة الفلسفية والفلسفة والحاضر...دعاوى تطرح نفسها كبديل لما يُشاع فلسفيا بينما الحاجة إلى فلسفة تنخرط في شروط عصرها؟ لكن تغيب عن هاته الدعاوى لأرضنة الفلسفة إثارة إشكال الفاعل المؤهل لأرضنة الفلسفة في الواقع، أو من هو الوسيط المكلف بأرضنة الفلسفة ومن هو وما طبيعة علاقته بالفلسفة وما مصلحته في ذلك؟ولماذا فشل التعليم المدرسي في زرع الروح الفلسفية لدى المتعلمين كتمهيد للتنشئة الفلسفية في أفق التجاوب مع أرضنة الفكر الفلسفي كجزء من الحياة اليومية وكغذاء للعقل والروح لا غنى عنهما ؟" هذه هي الحلقة المفقودة في الدعوة إلى أرضنة الفكر الفلسفي والتفلسف.وما يوجد في الواقع فلسفة بحثية تأملية لغاية التأمل .ما المحصلة من ما كتبه المفكر عبد العزيز بومسهولي في كتابه " الفلسفة والحاضر، أو في تجربة التفلسف :" ...لن تكون الفلسفة التي نحتاجها اليوم  لتحررنا من  الاستسلام للمذهبية العقدية سوى فلسفى للعيش.
مازال الطريق إلى الفلسفة شاقا ،لأن المهتمين بالفلسفة لم يطرحوا السؤال : لماذا نوجد كفلاسفة وما المطلوب منا حسب شروط الراهن وما الفلسفة التي نريد، وما مدى مساعدة الماضي الفلسفي في إنارة إشكالات الحاضر؟ وأخيرا ما نصيب عامة الناس وهم بالملايين من الممكن الفلسفي لعقولهم كما الغذاء لجسدهم؟ من ذا الذي يدافع عن نخبوية الفلسفة ويقصر فعل التفلسف على الخاصة؟من ذا الذي يستأثر بالحق الفلسفي تمثلا وكتابة وتجارة ،إذن ما الداعي إلى الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة إن أريد لها أن تكون من حق نخبة النخبة؟ أكان سقراط على خطأ في سعيه أرضنة التفلسف في الآغورا؟
حين تلتقي الفلسفة بالسياسة، والفن بالسياسة، فاعلم أنهم في الطريق الصحيح .




شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: