خصام المثقفين بين الموضوعي والذاتي

التصنيف




خصام المثقفين بين الموضوعي والذاتي.

هل انبعث زمن النقائض السياسية والثقافية؟

عرف تاريخ الفلسفة والأدب صراعات بين مختلف الفاعلين الثقافيين،صراع أخذ طابعا السجال المعرفي حتى في أعنف لحظاته من دون أن يخدش في شخص المُختلف، وفي بعض الأحيان قد يتخطى السجال والنزاع حدود اللباقة بين النخبة لتصل إلى التشهير والضرب تحت الحزام كما يقال.
إلا أنه سجال يكشف عن جوانب أخرى بين أطراف النزاع، وخاصة جوانب منهجية تروم تحقيق الانتصار على الخصم من خلال محاججة لا تقتصر على الإقناع بتهافت خطاب الآخر بل وأيضا محاججة تروم التجريح وإسقاط الآخر بضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة ضمن ما يزعم أنه ينتمي إليه، وكأني برهان النزاع يكشف عن الوجه الآخر لنخبتنا، وجه قد نتلمس من خلاله جوانب من الحقيقية من خلال حجاج الطرفين، بالرغم من الرغبة في تكذيب الطرفين المتخاصمين لافتراءات بعضهما لبعض.
أسوق لكم نموذجين من صراع ثقافي قد يحمل بين ثناياه ما لم يرغب كلا الطرفين في البوح بهحين يقتحم المتخاصمون بعضا من القضايا الشخصية بُغية التشهثير والتجريح،عنوانه المخفي : ممارسة العنف الرمزي ،من خلال الخطاب.
الأول السجال الذي حصل بين الشاعر صلاح الدين الوديع والكاتبة والإعلامية فاطمة الإفريقي، والثاني بين الدكتور حسن مخافي والشاعر والكاتب والإعلامي عدنان ياسين.

كتب الشاعر صلاح الوديع وناقضته الكاتبة فاطمة الإفريقي.
، قال صلاح الدين الوديع يهاجم في رسالة إلى من يهمهم الأمر: بطولاتكم هزلية وخارج السياق وخارج التاريخ.

وردت عليه فاطمة الإفريقي :لم أكن أعلم أن الكلام المباح فقط لمن ولدوا وفي فمهم ملعقة سجّان.


كما كتب الدكتور حسن مخافي مقالا يتهجّم فيه على الأستاذ الشاعر والكاتب عدنان ياسين تحت عنوان :تهافت المتشاعرين على جائزة الشعر.


ورد عليه الشاعر والكاتب عدنان ياسينـتحت عنوان: تهافت التهافت.


ما يهمني من هذا السجال والخصومات، تحديد طبيعة الجغرافيا البلاغية التي يتنقل فيها طرفي الخصام و الموثقة بالححج في تدمير الآخر والدفاع عن الذات. إننا بإزاء درس في المناظرة غير المباشرة، مناظرة تكشف عن العيوب كما الجدية في الردّ والمحاججة.

هاته الظاهرة الفكرية معروفة منذ القدم، لكن كانت تأخذ طابعا أكاديمية وليس بالضرورة طابعا شخصيا باستثناءات قليلة من قبيل انتقاد شوبنهاور لطريقة تدريس هيغل باستهداف لشخص هيجل الذي استمال الطلبة الجامعيين وهذا لم يرق شوبنهاور الذي جافاه الطلبة.






شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: