الأساتذة الجامعيون ومطلب التكوين البيداغوجي.

التصنيف




الأساتذة الجامعيون ومطلب التكوين البيداغوجي.



  قال ديكارت :" أما أنا فلم أدّع قط أن نفسي أكمل من نفوس الغير، بل كثيرا ما تمنيت أن يكون لي من سرعة الفكر أو من وضوح الخيال وتميّزه،أو من سعة الذاكرة وحضورها، مثل ما لبعض الناس." مقال عن المنهج.ت.محمد الخضيري.دار الكتاب العربي. القاهرة.1968.ص 110/109

   أصبح من الضروري إعادة النظر في تدبير أساتذة الكليات للتدريس والإشراف على مختلف البحوث من دون مراقبة وتأطير بيداغوجي للأساذة مختلف الكليات.الكل يجزم بالتسيب والفوضى وكأن أساتذة الكليات معفيون من المراقبة والتأطير البيداغوجي والتكوين المستمر.كثير منهم تنقصهم الكفاءة البيداغوجية ( والتعميم هنا غير وارد)، وسيرته الذاتية الجامعية فارغة ، ومع ذلك يعتبرون أنفسهم فوق القانون والمحاسبة.
    ليس عيبا أن يخضع أساتذة الجامعة لدورات تكوينية يشرف عليها خبراء في البيداغوجيا والديداكتيك، لأن الفضاء الجامعي ليس خزانا للمعرفة وتلقينها جاهزة عبر الإملاء وإجبار الطلبة على شراء "البوليكوب" في بعض التخصصات، بل أيضا والمهم هو كيفية تدريس هذه المعارف وتوظيفها في البحث الأكاديمي والحياة اليومية والمهنية.كثير من أساتذة الجامعة مع الأسف لا يفقهون في بيداغوجيا التدريس،مع أن الجامعة فضاء للتدريس وهذا له مقتضياته ومتطلباته، لذا وجب وضع منهاج لكافة التخصصات وتقييم تجربة تدريس الأساتذة الجامعيين،لأن صفة الدكتور ليست نهاية المطاف وليست خارج التقويم والمساءلة .قد يكون الأستاذ الجامعي باحثا جيدا ومتمكّنا معرفيا ،وله مؤلفات ناجحة، ولكنه فاشل في التدريس ولا يستفيد منه طلبته.فالمعارف في زمن الثورة الرقمية معروضة في الطريق، لكن التكوين البيداغوجي والديداكتيكي ضرورة لكل من يقوم بعملية التدريس، ومن يرفض هذا التكوين يقدم استقالته من الكلية ويتفرغ للتأليف والمُتاجرة في المعرفة.لقد صدق من قال : المربي في حاجة دائمة إلى التربية.


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: