ما أسباب تعطيل الاستئناف الفلسفي ؟

التصنيف

 ما أسباب تعطيل الاستئناف الفلسفي ؟



وأنا أتابع ما ينشره البعض في مختلف الدول العربية من أبحاث فلسفية، يبدو لي أنهم لم يتجاوزوا سقف الفلسفة الأوروبية وخاصة الألمانية والفرنسية،بحيث يختزلون تاريخ الفلسفة في هاتين الفلسفتين فقط ،ويمكن إضافة الحالة الاستثنائية الهولاندية مع سبينوزا.
السؤال ،ما مدى إمكانية إعادة النظر في حقيقة مصطلح"تاريخ الفلسفة"؟ وهل من الإنصاف حصره في المجال الاوروبي؟ وحتى لا نسقط في أسطورة "المعجزة الأوروبية"قياسا على "المعحزة اليونانية"
يُطرح السؤال بخصوص باقي الفلسفات منها الصينية والهندية والعربية..وربما فلسفات شعوب أخرى لم يسعفها الحظ في تدوينها والتعريف بها.
ما يدهشني في تلك الأبحاث التركيز على أسامي فلسفية تتربع على عرش الفلسفتين الألمانية والفرنسية،بحيث تم استنزافهما إلى حد الاجترار والتكرار،لكن المطلوب هو استيعاب تلك الفلسفات وتملّكها والاستمرار في طريق الإستئناف الفلسفي والتخلص من التفاسير والشروحات والمقارنات.لأنه من الغريب اعتقال التفلسف في شرح وتفسير فلسفات يُزعم أنها مُتفردة وتتربع على عرش الفلسفة،لأن هذا الموقف تعطيل للإستناف الفلسفي والمطلوب المضي في الطريق.
والحالة هذه ما مُستلزمات الاستئناف الفلسفي،وبلغة الفقهاء "الاجتهاد الفلسفي"وكما قال أهل الرأي "إجتهد كما اجتهدوا هم رجال ونحن رجال"!!!!
وهذا ما تنبه إليه الفيلسوف الكٍنْدي وهو يطّلع على الفلسفة اليونانية حيث كتب" وينبغي لنا ألا نستحي من استحسان الحق،واقتناء الحق من أين أتى،وإن أتى من الأجناس القاصية عنا،والأمم المُباينة ...وأن نلزم في كتابنا هذا عاداتنا في جميع موضوعاتنا من إحضار ما قال القدماء في ذلك قولا تاما...وتتميم ما لم يقولوا فيه قولا تاما على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان،وبقدر طاقتنا..."
لهذا أقول متى يتحقق الاستقلال الفلسفي،لتبدأ رحلة الاستئناف الفلسفي اجتهادا وإبداعا.
"إبداعات الأطفال، شيء من شيء، وهذا أحد المبادئ الفلسفية.
Aucune description de photo disponible.

A
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: