كفى من جعل الفلسفة معبدا مقدّسا

 


بيان من أجل البوح .

 



كفى من جعل الفلسفة معبدا مقدّسا أو مصحة فكرية تشفي وتُداوي كل أزمات وأمراض من يعتنقها،في حين كان من الأولى الاهتمام بعوائق تحقق الوجود الفلسفي الذي أصبح يتسَوّل أو على الأصح يتوهُم التميّز والتفرّد عن بقية أنواع التفكير الإنساني.
من بين نكبات الفلسفة،إن على المستوى البيداغوجي أو على مستوى التأليف،فشل كل دعوات إنشاء مرصد وطني لتجويد تدريس الفلسفة بالثانوي التأهيلي وبالتعليم العالي،كما أن ما ينشر لا يوزّع بالشكل المطلوب إضافة إلى احتمال تجاهله فيما يسمى أزمة القراءة.كيف يعقل أن تفشل الجمعية الفلسفية المغربية في الاستمرار،و التي أصدرت مجلة مدارات فلسفية التي كان يرأسها المرحوم محمد سبيلا وتضم هيئة تحريرها نخبة من المفكرين .كما فشلت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة والتي تعجز حاليا عن تجديد مكتبها الوطني،لتعيد نكبتها مع تجربة مفكر من طينة إدريس كثير، وحتى كثير من فروع الجمعية تأسست من أجل التأسيس والمضحك يتم تجديدها من أجل التجديد!!!!!! كما خبا صوت جمعيات أصدقاء الفلسفة،إضافة إلى سيولة إقبار تدريس الفلسفة بالثانوي التأهيلي وإغراقه في التنميط والتقنوية.
كفانا من الكذب على الفتوحات القولية الخارقة للفلسفة والمشتغلين بها هم من يسيئون إليها،السؤال لماذا لا نتلمس تلك البطولات الفلسفية القولية في سلوكات المشتغلين بالفلسفة؟.حتى مختلف الندوات يبقى مفعولها محدودا بسبب نخبويتها ومن يرتادها يُعدّون على رؤوس الأصابع وبالتالي لا مفعول لها!!!!!!!!.ربما الاولمبياد الفلسفي إن تم تفعيله بطرق سليمة يبقى تقليدا إيجابيا يؤسس لعلاقة إيجابية بين المتعلمين والفلسفة ،لكن إن تم تجاوز بعض الشكليات المدرسية النمطية. وأخيرا ،يمكن تلمّس محدودية إن لم نقل غياب مفعول الفلسفة في مختلف الفضاءات العامة والبرامج التلفزية والإذاعية والإعلامية....مقارنة مع المد السيولي والسائل لمختلف الدعاة في المجال التديّني.لهذا أتساءل عن أسباب عزوف العائلة الفلسفية وخاصة الأكاديمية عن التواجد في العالم الرقمي وخاصة اليوتوب كما هو الشأن في المواقع الفرنسية والأمريكية .ويحزّ في نفسي أن الحركية الفلسفية في الجزائر وتونس تعرف حيوية لا تعرف الكلل بينما يسود النوم والكسل الفلسفي الوطن المغربي.
أمام عن مدى حضور الزُّمَر الفلسفية في نضالات الساحات العامة،فهذه مُصيبة أخرى.
أقول مع نزار قباني مع التصرف: لبسنا قشرة الفلسفة والروح دوكساوية نرجسية
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: