الفلسفة في اللحظة العامانية : منظورات جديدة. عبد العزيز بومسهولي.







الفلسفة في اللحظة العامانية : منظورات جديدة.
عبد العزيز بومسهولي.





" لقد غدا بإمكان الفيلسوف العربي اليوم،أن يتفلسف  في زمن ثقافي لم يعد هو الزمن العربي الثقافي الراكد بتعبير محمد عابد الجابري، وإنما في زمن ثقافي متغيير، ارتبط على الخصوص بمفاهيم الحرية، والكرامة، والاعتراف والمواطنة، والتي تختلف جذريا عن مفاهيم الزمن الثقافي الراكد، والتي غالبا ما ارتبطت بمفاهيم الرغية، والولاء والهوية أو الجماعة،أو الملّة أو للحزب، العشيرة أو القومية.ومع أننا لم نصل بعد إلى مرحلة القطيعة بين الزمنين، بسبب البُطء الذي  يقتضيه مجرى التحول نحو أفق جديد،إلا أن اللحظة دشنت الثورات، وتزامنت مع الحراك  العربي، قد أشاعت نوعا من الابتهاج العمومي، بما هو تعبير عن  إرادة الاقتدار التي خلّصت الشعوب من الخوف على مواجهة الاستبداد، لكنها تمثل بالنسبة للمتفلسف العربي فرصة تمكّن فيها من الخروج عن عزلته التي فرضتها اهتماماته البحثية النظرية،أو تأملاته المرتبطة بممارسته الفكرية،أو حتى بممارسته المهنية، وبذلك وجد نفسه أمام حدث يدعوه لقراءته، ليس من أجل فهمه فحسب، بل من أجل تأمل تجربته الخاصة  في التفلسف والتي تقتضي الآن نوعا من استعجال الفلسفة أي جعلها ضمن أفق التغيرات المنشودة والتي تتطلب خوض معركة أخرى من أجل تأسيس " حياة فلسفية" جديرة بهذا الاسم....فما موقع المتفلسفة العرب ضمن هذه الجغرافية الجديدة، وما هي منظوراتهم  التي تميز تجربة ذواتهم الخاصة؟ وهل بإمكاننا أن نتحدث عن ولادة جديدة للفلسفة في العالم العربي، فلسفة لا تكتفي  باستعادة الأثر الفلسفي العربي أو الغربي، وإنما تحاول أن تعبر عن الذات المتفلسفة العربية، التي ستضمر الأثر  الفلسفي ولا تستظهره، لتفسح المجال لتفلسف كينونتها الخاصة؟"
من كتاب" الفلسفة والحراك العربي.تجارب فلسفية جديدة في العالم العربي؟.ص.126-127
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: