من الأبيات الشعرية التي أثارت جدلا، الأبيات الثلات للمتنبي " أيّ محلّ أرتقي"
وكُلّ ما قد اللــــ***هُ وما لم يخلق
مُحتقر في هِمّتي*** كشَعْرة في مُفْرقِي
ملحوظة: هذه الأبيات للمتنبي من بحر الرجز، وغرضها الفخر.وقد قالها في صباه.
قيل بصدد الأبيسات عند البعض :هذا الكلام من المبالغة المذمومة ... حتى قال ابن وكيع التنيسي في كتاب < المنصف للسارق والمسروق منه > : ( هذه أبيات فيها قلة ورع احتقر ما خلق اللّه عز وجل وقد خلق الأنبياء والملائكة والصالحين وخلق الجن والملوك والجبارين وهذا تجاوز في العجب الغاية، ويزيد على النهاية وقد تهاون بما خلق وما لم يخلق فكأنه لا يستعظم شيئاً مما خلق اللّه عز وجل الذي جميعه عنده كشعرة في مفرقه. وهذا مما لا أحب إثباته في ديوانه لخروجه عن حد الكبر إلى حد الكفر).
وقد أجاب عن هذا الإفك الصفدي في < نصرة الثائر > بقوله رادا على ابن وكيع المتقدم : ( ... و الجواب على المتنبي أنه إنما قال: وكل ما ولم يقل وكل من فإن ما لما لا يعقل على الصحيح، وبهذا يخرج عنه الرسل ومن شرف قدرهم وارتفع مقامهم عن هذا، والملائكة صلوات الله عليهم وسلامه ).
قال أنيس منصور بخصوص أبيات المتنبي :" الشاعر المتنبي يرى أنه أعظم الناس.
لم نكن نعلم معنى هذه الأبيات التي وضعها أمين «المكتبة الفاروقية» بالمنصورة في برواز فوق رأسه.. ولا كنا نعرف كيف نقرأها. وكان يلفت نظرنا إليها ويبتسم.. ولم نحاول أن نستوضح معنى الإشارة ولا معنى هذه الأبيات ولا حتى من هو «المتنبي» الذي قال هذه الأبيات..
ولكن عرفنا بعد ذلك ومتأخراً جداً، أن المقصود بهذه الأبيات هو الشاعر نفسه.. وكان أمين المكتبة يرى أن القراء والباحثين والعلماء هم الذين يشعرون بهذه المعاني.. ومعه حق. فليس أعظم من الكتاب ولا أروع من العلم ولا أمتع من القراءة.. ولا أكثر احتراما من شاب أمسك كتاباً وانشغل به عن الدنيا.. فالكتاب هو الدنيا.. والعلم هو نعيم الدنيا، وأمل الحياة ووسيلتها لأن تكون أفضل.. فلا تقدم إلا بالكتاب تقرأه أو تؤلفه..
0 التعليقات:
more_vert