السكولائية ..وشيطنة الفلسفة المدرسية

التصنيف





السكولائية ..وشيطنة الفلسفة المدرسية


من الوهم الاعتقاد بأن تدريس الفلسفة بالثانوي يهدف إلى " تخريج" فلاسفة".
أستغرب من اتهام تدريس الفلسفة بالثانوي بمصطلح " السكولائية" بهدف تحقيري،والمٌتهِمين مدرسون للفلسفة.ربما يُناقضون السكولائية ( الفلسفة المدرسية ) بالإبداع الفلسفي ( التأليف الفلسفي الحرّ) وكأن السكولائية مجرّد تلقين وحشو للأدمغة بالمعلومات الفلسفية،لهذا ألتمس منهم إفادتنا بطريقة تدريسهم للفلسفة إبداعيا وليس سكولائيا.وقبل ذلك ، هل توظيف السكولائية ضمن هذا السياق صحيح؟ وهل كان هذا هو دور السكولائية التي ظهرت في أروبا القرون الوسطى ؟ وهل يمكن اعتبار جاك دريدا سكولائي لأنه دافع عن تدريس الفلسفة في الثانوي والجامعة من خلال تصديه للهجمة التي تعرضت لها الفلسفة من قبل التكنوقراطية الجيسكاردية التي لم تر فائدة في تعليم الفلسفة في مجتمع صناعي تكنولوجي؟من يمدنا بأسم واحد لمفكر مغربي في مجال الفلسفة لم يمارس التدريس ؟ صحيح تخضع الفلسفة المدرسية لمجموعة من الإكراهات، ولكن لا يجوز إسقاط رهان الإبداع الفلسفي كما مارسه الفلاسفة على مدرسي الفلسفة في مواجهة تلاميذ مراهقين وطلبة في بداية الشباب. وهل مدرسو الفلسفة بالجامعة أيضا سكولائيين لأنهم يدرسون من خلال " المحاضرة " أو ما يُطلق عليه " الدرس الماجسترالي؟
ألم يعمل السكولائيون على مواجهة تدمير البرابرة الذين دمروا المدارس وأتلفوا الكتب، من خلال إعادة بناء المدارس ونشر العلم بداية بالأديرة "؟ أليس في زمن سكولائية القرن الثاني عشر ، وخاصة في فرنسا إزدهرت المدارس ونشطت الحركة الفكرية والأدبية، وكأنت هذه المرحلة بداية اتصال الغرب السكولائي مع الشرق العربي واليونان، حيث تم ترجمة الكتب الفلسفية والأدبية إلى اللاتينية؟ وأخيرا ألم يتخرج كبار الفلاسفة الفرنسيين من " مدرسة المعلمين العليا"؟ لنسلم بشيطنة الفلسفة المدرسية ( السكولائية) فأفيدونا بملائكية مدرسي الفلسفة أصحاب الفرقة الناجية من آفة السكولائية؟



شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: