تدريس الفلسفة بين التلقين والرهان الفلسفي المنهجي التكويني





تدريس الفلسفة بين التلقين والرهان الفلسفي المنهجي والتكويني



سؤال بيداغوجي: ما الفرق بيداغوجيا بين تحضير مدرس مادة الفلسفة لدرس كما يتصوره شكلا ومضمونا، وبين التحويل الديداكتيكي للدرس الموجه للمتعلمين شكلا ومضمونا؟ لماذا هذا السؤال ؟ بكل تواضع عدد من الدروس الفلسفية المنشورة تشبه التأليف الفلسفي الاكاديمي ولا يظهر عليها تحويلا ديداكتيكيا يجمع بين الإفهام الفلسفي بناء على أشكلة قضايا تطرحها المجزوءات وتفسرها نصوص المفكرين،وبين الخلفية المرجعية للتوجيهات التربوية ورهانها من تدريس الفلسفة.بمعنى، كيف نفسر أن عددا من مدرسي مادة الفلسفة يركزون اهتمامهم على أطروحات الفلاسفة ولا يهتمون بمدى مساهمة تلك الاطروحات ومن خلالها كل مميزات التفكير الفلسفي التي تعلمها المتعلمون في الجذع المشترك ( لماذا التفلسف؟ ومعالم التفكير الفلسفي ونمط اشتغاله) في الارتقاء بفكر وسلوك المتعلمين.عادة ما يتم الاهتمام بنقل وتحليل المعارف ببعدها الثقافي فقط،ويتم تقويم هذه المعارف منفردة ومفصولة عن رهان التدريس ،بمعنى أين تقويم رهانات المنهاج ( التوجيهات التربوية 2007) من تدريس الفلسفة:تمكينهم من النظرة التركيبية للمعارف والاراء التي يتلقونها....ممارسة التفكير النقدي الحر والمستقل والمسؤول...التشبع بقيم التسامح والمساواة والمواطنة....المساعدة على تنمية تجربة الرشد الفكري والنضج الوجداني....تعلم ممارسة اتخاذ القرار بحرية واختيار...وتعلم التحرر من السذاجة الفكرية ومن الأحكام المسبقة والتعصب ومن سلبية التلقي...تعلم الشجاعة في استخدام العقل وفي التعبير عن الرأي المدعوم بالحجج.....مع الاسف حتى دليل التصحيح في الامتحان الوطني لا يحترم مرجعيته المتمثلة في المنهاج،ويتم التركيز على اختبار وتقويم المعارف الفلسفية ،،،بحيث يُطلب من المترشحين استخراج مفاهيم المطلوب وليس إبداع مفاهيمهم هم التي تعلموها من لماذا التفلسف.يستخرحون حجج الاطروحات وليس حججهم هم في التعبير عن موقفهم من الاطروحات وحقهم في مناقشتها وانتقادها ،،،ليجد المترشحون أنفسهم يكررون ما قاله الفلاسفة مع هامش صغير "يمكن للمترشح الافصاح عن رأيه إن أمكنه ذلك!!!!!! (السؤال كيف نعلم هذه الكفايات وكيف نقومها ؟وهل نجد لها مكانا في الجذاذة او في نية المدرس وممارسته الفصلية؟ وما هي آليات ترجمتها في نسق الدرس ؟معظم الدروس المطروحة عبارة عن تلخيصات لأطروحات تزيح شخص المتعلم وكأنها تقول له هذه هي البضاعة الفلسفية وعليك أن تبيعها للمصحح ومبلغ تسعة عشرة على عشرين مضمونة،الفلسفة بمنطق النجاح والتسليع  !!!!!! الملاحظ أن أغلب النقاشات بين مدرسي الفلسفة على مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات معرفية وأكاديمية،. تتجاهل النقاش البيداغوجي. واطرح السؤال :كيف يتم تدريس الفلسفة من دون مرجعية بيداغوجية وعدد ديداكتيكية. حتى مناصري البيداغوجية الذاتية للفلسفة نسألهم كيف يتم تصريفها بيداغوجيا وديداكتيكيا؟.وبالرغم من مرور قرابة إثنا عشر سنة على عمر البرنامج الفلسفي الحالي ولا زال مدرسو الفلسفة مختلفين حول بعض مفاهيم المجزوءات وطبيعة العلائق بينها، وهي نقاشات تثار كل سنة من دون التقدم في النقاش،لكن الملاحظ إهمال النقاش البيداغوجي، علما أن الامر يتعلق بتدريس وليس ببحث فلسفي أكاديمي،بمعنى من الانصاف تطوير وتجويد تدريس الفلسفة من خلال طرائق التدريس والاجتهاد في تطويرها وإغنائها.فالمعارف الفلسفية والخلاف بين الفلاسفة مطروح في الطريق ومحفوظ في تاريخ الفلسفة ،لكن المشكلة في توظيف المعارف الفلسفية في الإرتقاء بفكر وسلوك المتعلمين وليس شحنهم بالمعارف مفصولة عن مفعولاتها في فكر وسلوك وتشكيل ذات مفكرة وليس ذاتا مُستقبِل ومُنفعلةنحن في رحاب المدرسة التي لها شروطها ومقتضياتها التي تجمع بين المعارف الفلسفية وتحقيق مفعولاتها فكرا وممارسة.


.





شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: