رمضانيات تكشف عن أسئلة مسكوت عنها.الحلقة الأولى

التصنيف




رمضانيات تكشف عن أسئلة مسكوت عنها.





*- الفلسفة والحلقة المفقودة بين الخطاب والحياة اليومية.

 قال الأستاذ سعيد ناشيد في كتابه "التداوي بالفلسفة " :إذا لم تنفعك الفلسفة في مواجهة أشد ظروف الحياة،قسوة وضراروة ، فمعناه أن دراستك لها ،إن كنت تدرسها ،مجرد مضيعة للوقت، وعليك أن تعيد النظر في أسلوب التعلم" ص 13
أ‌-        كيف ندافع عن المصداقية الفلسفية من خلال تجربة الأجرأة، بعيدا عن خطاب التمجيد النظري الذي أصبح مادة استهلاكية  يتم التسويق لها عبر الخطاب وفي فضاءات نخبوية ،وكتب تعرف ندرة القراءة بالعزوف عنها والإقبال على عوالم التفاهة والشعوذة والخرافة؟ وبالتالي هل يجوز الحديث عن كون الفلسفة تحررالمقتنع بها من الخوف وضرورة الاحتكام إلى العقل خطابيا من دون اختبار مفعولها في حياة الناس كما هو الأمر الحاصل في التجربة الدينية.علما أن عددا من الفلاسفة لا يناقشون فقط موضوعات فلسفية بحثة بل يحثون على التحلي بالفلسفة في السلوكات والمعاملات (ديكارت،سبينوزا،باسكال هيجل.... )الفلاسفة قالوا،ولكن كيف يصل قول الفلسفة إلى الذين يخاطبهم الفلاسفة؟ هل هناك فرق بين ما تستبطنه الفلسفة من قيم عقلية وجمالية وحقوقية وإنسانية... وبين أجرأة تلك القيم في الممارسة الحياتية بشكل تبدو جلية في التفكير والممارسة؟ السؤال الصعب، من سيترجم  القول الفلسفي إذا اعتبرنا أن مهمة الفيلسوف ومفسريه ومدرسيه  تقف عند إنتاج الخطاب وتشريعه فلسفيا(حتى تعليم الفلسفة في المدارس لم يفعل فعله كما كان يحلم به الفلاسفة، وتنطبق نفس الحالة على عدد من مدرسيها ) ، بمعنى آخر من الذي يمثل السلطة الفلسفية التنفيذية  لتحويل الخطاب الفلسفي من خطابيته إلى مفعول ملموس على الأرض.ماعدا ذلك، من العبث تمجيد فكر لم يعرف طريقه إلى الواقع، وعندها يتم الاكتفاء بالحديث عن مزايا الفلسفة في ذاتها والتسلي بهذه المزايا من خلال فعلي الكتابة والقراءة لذاتهما وبخلفية ذاتية/ سيكولوجية، دون أن ننسى مختلف العواقع الذاتية والموضوعية التي تعرقل الفعل الفلسفي في الحياة اليومية.
أتساءل عن رهان مطلب الحاجة إلى الفلسفة، الأسرة الفلسفية ليست في حاجة إلى الفلسفة لأنها داخل الفلسفة، فهل الحاجة إلى الفلسفة تتعلق بالعموم ، إذن كيف تصل الفلسفة إليهم لتفعل فعلها في التفكير والسلوك؟

شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: