الفلسفة و تاريخ الفلسفة*
1-الأهمية الفلسفية لتاريخ الفلسفة و لعلاقة
الفلسفة بتاريخها:
لابد في البداية من الإشارة إلى أن الحديث عن تاريخ الفلسفة هو حديث عن موضوع إشكالي مركب:
* من جهة لان الحديث عن التاريخ هو حديث عن علم إنساني لازال يواجه كعلم عوائف ابستمولوجية بسبب خصوصية موضوعه .
* و لان الحديث عن الفلسفة هو حديث عن فكر مفهومه لازال يشكل جزءا من النقاش الفلسفي منذ نشأة الفلسفة إلى ألان.
ومن هنا بالتالي فان الحديث عن تاريخ الفلسفة هو حديث عن علم أو مبحث هو موضوع نقاش فلسفي و ابستمولوجي.و هذا ما يجعل من تاريخ الفلسفة موضوعا فلسفيا بامتياز.و قد دعم هيجل هذا الموقف بقوله: " يجب أن يكون فلسفيا تاريخ الفلسفة ذاته."
" من أين يأتي كون الفلسفة ذات تاريخ ؟ " سؤال طرحه هيجل ( ص :16 من كتابه المترجم إلى العربية : محاضرات في تاريخ الفلسفة ) ليجيب عنه في نفس الصفحة بقوله:" ليس تاريخ ( الفلسفة ) مجموعة أراء معينة،إنما هناك رابط ضروري يوحد بداياته الأولى مع نموه الغني "
و ينسجم تصور هيجل هذا لتاريخ الفلسفة مع تصوره للتاريخ . بحيث يعتبر أن الفكر و الواقع يتحركان في تفاعلهما الجدلي نحو تحقيق التطابق بينهما ليصبح، في لحظة تاريخية، "كل ما هو عقلي واقعي، و كل ما هو واقعي عقلي" إنها لحظة تحقق المطلق الفلسفي في التاريخ المطلق.
* من جهة لان الحديث عن التاريخ هو حديث عن علم إنساني لازال يواجه كعلم عوائف ابستمولوجية بسبب خصوصية موضوعه .
* و لان الحديث عن الفلسفة هو حديث عن فكر مفهومه لازال يشكل جزءا من النقاش الفلسفي منذ نشأة الفلسفة إلى ألان.
ومن هنا بالتالي فان الحديث عن تاريخ الفلسفة هو حديث عن علم أو مبحث هو موضوع نقاش فلسفي و ابستمولوجي.و هذا ما يجعل من تاريخ الفلسفة موضوعا فلسفيا بامتياز.و قد دعم هيجل هذا الموقف بقوله: " يجب أن يكون فلسفيا تاريخ الفلسفة ذاته."
" من أين يأتي كون الفلسفة ذات تاريخ ؟ " سؤال طرحه هيجل ( ص :16 من كتابه المترجم إلى العربية : محاضرات في تاريخ الفلسفة ) ليجيب عنه في نفس الصفحة بقوله:" ليس تاريخ ( الفلسفة ) مجموعة أراء معينة،إنما هناك رابط ضروري يوحد بداياته الأولى مع نموه الغني "
و ينسجم تصور هيجل هذا لتاريخ الفلسفة مع تصوره للتاريخ . بحيث يعتبر أن الفكر و الواقع يتحركان في تفاعلهما الجدلي نحو تحقيق التطابق بينهما ليصبح، في لحظة تاريخية، "كل ما هو عقلي واقعي، و كل ما هو واقعي عقلي" إنها لحظة تحقق المطلق الفلسفي في التاريخ المطلق.
لقد انطلقت الفلسفة في بدايتها
كحوار بين الفلاسفة أنفسهم وبينهم وبين غيرهم من عامة الناس.و استمرت كحوار مع
الفلسفات السابقة من خلال طبيعة و حاجيات العصور اللاحقة.ويعتبرا لوعي بهذه
الاستمرارية ،و بالتالي بالنظام الداخلي لتطور الأفكار،شرطا لمواصلة التقليد
الفلسفي و لو في مجتمعات مختلفة شان المجتمع الإسلامي في العصر الوسيط.وقد جسد كل
من الكندي و ابن رشد هذا الوعي التاريخي المتقدم و هم يدافعون عن " إحضار ما
قال القدماء في ذلك قولا تاما، على اقصد سبله و أسهلها سلوكا على أبناء هذا
السبيل، و تتميم مالم يقولوا فيه قولا تاما،على مجرى عادة اللسان و سنة الزمان،و
بقدر طاقتنا" من رسائل الكندي
2 - الأهمية التربوية لتاريخ الفلسفة و لعلاقة الفلسفة بتاريخها:
على المستوى التربوي لهذه
العلاقة بين الفلسفة و تاريخها، لابد من القول أن تاريخ تدريس مادة الفلسفة
بالمغرب،قد تأرجح،على مستوى دوائر القرار، مابين الحيطة و الحذر، التضييق و
الحصار، و المراهنة عليها.و قد عبرت هذه المواقف عن نفسها إزاء الدور التربوي لهذه
المادة من خلال تضييق الخناق على دور تاريخها و التاريخ العام في تدريسها.
و هكذا، لوضع حد للدور الذي لعبه مقرر الفلسفة خلال السبعينات من القرن الماضي، بانفتاحه على تاريخ الفلسفة و على التاريخ العام في إطار أجواء سيادة الفلسفة المادية التاريخية آنذاك، اتجهت المقررات البديلة في نهاية العقد المذكور نحو الفكر الإسلامي ، و ابستملوجيا العلوم بشكل خاص.كما جاءت مقررات التسعينات من القرن المذكور، عبارة عن موضوعات و مفاهيم للمقاربة ومن خلال النصوص.وهو ماضيق هامش اجتهاد الأستاذ و حد من قدرته على التصرف في تحليل و نقد المواقف الفلسفية على ضوء تاريخها و التاريخ العام. ليصبح درس الفلسفة مجردا من كل أدوات فهمه و الاستفادة منه.بل لتصبح الفلسفة أسطورة عقلية، ويصبح النص الفلسفي يتيما بعد قتل مؤلفه. و ليصبح مطلب نقد الموقف الفلسفي من قبل التلميذ، مطلبا مستحيلا .
و قد شكلت البرامج الجديدة للمادة والتي بدا العمل بها في إطار الإصلاح، أي منذ 2004، ما يمكن اعتباره محاولة لتجاوز هذا الوضع الشاذ لاعتبارات سياسية و تربوية. من ومؤشرات هذا التحول في الرهان:
و هكذا، لوضع حد للدور الذي لعبه مقرر الفلسفة خلال السبعينات من القرن الماضي، بانفتاحه على تاريخ الفلسفة و على التاريخ العام في إطار أجواء سيادة الفلسفة المادية التاريخية آنذاك، اتجهت المقررات البديلة في نهاية العقد المذكور نحو الفكر الإسلامي ، و ابستملوجيا العلوم بشكل خاص.كما جاءت مقررات التسعينات من القرن المذكور، عبارة عن موضوعات و مفاهيم للمقاربة ومن خلال النصوص.وهو ماضيق هامش اجتهاد الأستاذ و حد من قدرته على التصرف في تحليل و نقد المواقف الفلسفية على ضوء تاريخها و التاريخ العام. ليصبح درس الفلسفة مجردا من كل أدوات فهمه و الاستفادة منه.بل لتصبح الفلسفة أسطورة عقلية، ويصبح النص الفلسفي يتيما بعد قتل مؤلفه. و ليصبح مطلب نقد الموقف الفلسفي من قبل التلميذ، مطلبا مستحيلا .
و قد شكلت البرامج الجديدة للمادة والتي بدا العمل بها في إطار الإصلاح، أي منذ 2004، ما يمكن اعتباره محاولة لتجاوز هذا الوضع الشاذ لاعتبارات سياسية و تربوية. من ومؤشرات هذا التحول في الرهان:
• الرهان في مجزوءة الفلسفة في الجذوع المشتركة ، من خلال إطار النشأة – فعل النشأة – لحظات أساسية في تطور الفلسفة ، بوصفها معالم تاريخية و ثقافية تساهم في تاطير فكر التلميذ.
• الإشارة في ص 32 من التوجيهات إلى رهان " إعداد التلميذ لتقبل خطاب العقل ووضعه في سياقه المعرفي الإنساني و التاريخي"
• الإشارة ضمن التوجيهات و الأطر المرجعية بخصوص المضامين الفلسفية و طرق التدريس إلى أهمية اعتماد " أمثلة من المعيش اليومي أو مستقاة من تاريخ الفلسفة أو من مجالات أخرى أو من تجارب إنسانية مشتركة "
فهل يمكن في البرامج الجديدة للفلسفة تحقيق رهان الربط من قبل التلميذ بين الإشكالات التي يدرسها و معيشه اليومي ،و استدماج الكفايات المطلوبة لمواجهة الوضعيات الطارئة ، في غياب تاريخ الفلسفة و في غياب علاقتها بالتاريخ . و بالتالي ، هل كان من الممكن تبني بيداغوجيا الكفايات دون إعادة الاعتبار لتاريخ الفلسفة و لعلاقتها بالتاريخ؟
محمد راجي -. اليوم الدراسي حول الفلسفة وتاريخ الفلسفة بثانوي
الحسن الأول بزيدوح ابريل 2011
0 التعليقات:
more_vert