على هامش أولمبياد
الفلسفة 2025
وعلى البعض لعنة
سقراط .
يبدو أننا في
السنوات الأخيرة بصدد خلق " فلسفة موازية" لفلسفية الفلسفة كما مارسها
الفلاسفة، فلسفة مدرسية قائمة على تحنيط
الفلسفة من خلال تحويلها الديداكتيكي الشكلي والتقنوي، وإفراغها في قوالب
جاهزة تُصادر على مطلب إنصاف القول الفلسفي في أفق خلق مناخ لمطلب التفلسف،يكون من
غاياته أرضنة الفلسفة في طريقة التفكير والسلوك خارج دائرة المؤسسة التعليمية
لتوطين التفلسف في الفضاء العمومي.
لهذا يجب التعامل
بحذر مع إنجازات أولمبياد الفلسفي وعدم المبالغة في مدحه والإطراء عليه حتى لا
يكون الشجرة التي تُخفي الغابة،لأنه مجرد استثناء لا يمكن تعميمه على تدريس
الفلسفة في الثانوي التأهيلي،علما أن القاعدة هي كون تدريس الفلسفة بالثانوي
والجامعي يشكو من عدة أعطاب غالبا ما يتم السكوت عنها، ومحاولة التشبت بقشة يتوهم
البعض أنها بمثابة طوق نجاة من الغرق.وهو نفس ظاهرة التغني بحصول بعض التلميذات
بالخصوص على أعلى معدل في مادة الفلسفة بالامتحان الوطني، ونحن نعرف طبيعة صيغ
الامتحان وطريقة التصحيح وما يشوبها من عيوب...معدلات لا تعكس واقع تدريس الفلسفة
في كثير من الفصول الدراسية وخاصة مع جيل ضحية كثير من الإغراءات وخاصة السقوط في
عيوب التكنولوجية الرقمية ....والحالة هذه الاستثناء لا يًقاس عليه،وأستغرب من
تضخيم بعض المبادرات واعتبارها مؤشرا على " ربيع فلسفي"، في حين هذا
الوهم يضر بتدريس الفلسفة أكثر من تمجيد بعض من إنجازاتها، وكأن البعض يريد "
تغطية الشمس بالغربال " كما يقال.في هذا السياق أرجو من المؤطرين التربويين
نشر تقارييهم الفصلية لنقارن بين واقع التدريس وواقع بعض المهرجانات الفلسفية
بالرغم من أهميتها باعتبارها تُشجع على تحويل الاستثناء إلى قاعدة.
آخر نكتة وقع ضحيتها عدد من المتمدرسين الباحثين عن أقصر الطرق في الحصوص على نقطة جيدة في الامتحان الوطني، ظهور شاب يُتاجر بمادة الفلسفة إذ يروّج بقدرته على مساعدة المتعلمين على مراجعة البرنامج الفلسفي للثانية بكالوريا في أربعة أيّام ؟؟؟ ومدرسة لمادة الفلسفة تنشر منهجيات الإنشاء الفلسفي من خلال نماذج جاهزة من قبيل إملأ الفراغ بما يناسب، دون أن تشعر بالخجل وتزعم أنها أستاذة لمادة الفلسفة؟؟؟؟؟وهذا يذكّرنا بالأستاذ المعجزة والأستاذ الأسطورة وأستاذ النجاح..بحيث يتهافت المتعلمون على هذه " الزوايا الفلسفية" ويتبرّكون ببركة الوالي الفلسفي نعلتُ سقراط عليه.والغريب أن وزارة التربية والتعليم تغض الطرف عن هؤلاء التجار المفسدين لتدريس الفلسفة، بل هم أشبه بالكهنوت الدينيين الذين خلقوا دينا موازريا للدين الحقيقي.
0 التعليقات:
more_vert