إشكالية توظيف النصوص بالعلاقة مع رهان إشكالات المحاور.

التصنيف
التصنيف


إشكالية توظيف النصوص بالعلاقة مع رهان إشكالات المحاور.







من القضايا المسكوت عنها لحظة الاشتغال على النصوص، الوقوع في فخ تحليل النص انطلاقا من ما يقدّم نفسه، وليس توظيفه في الإجابة على إشكالات محدّدة ليس بالضرورة واضحة داخل النص ولكنها موجودة في المتن الفلسفي لصاحب النص، أو النظرية العلمية إذا تعلق الأمر بنص من نصوص العلوم الإنسانية أو العلوم الدقيقة.
كأمثلة:
1-بخصوص نص نيتشه حول فعل نشأة الفلسفة، والذي يتحدث فيه عن طاليس باعتباره أحد مؤسسي الفعل الفلسفي.السؤال المطروح، هل نحن بصدد تحليل نص لنيتشه، من حيث مفاهيمه وأطروحته وحجاجه،أم يجب توظيف نص نيتشه في توجيه التفكير في طاليس باعتباره المخصوص بفعل النشأة وليس نيتشه.
وبالتالي فسؤال النص وبنيته المفاهيمية والأطروحة والحجاج يجب أن تنصب على ما قاله طاليس وليس نيتشه، لأن نيتشه ليس هو من أسس فعل نشأة الفلسفة لدى اليونان.من هذا المنطلق يجب " استغلال " مقول نيتشه للوصول إلى القول الطاليسي ،وليس توجيه الاهتمام إلى نيتشه.وكنموذج للبنية المفاهيمية الطاليسية نورد الممكن التالي حسب النص النتشوي:
أ- أصل الأشياء.
ب- الماء.
ج- الكل واحد.
على المدرس أن يجتهد في إحضار مقولة طاليس الفلسفية حول استدلاله على أن أصل العالم ماء، من خلال استشهاد طاليس من خلال ما أورده أرسطو ونسبه لطاليس في كتابه " ما بعد الطبيعة" .قال طاليس:"إن النبات والحيوان يغاذيان بالرطوبة، ومبدأ الرطوبة الماء، فما منه يغتذي الشيء فهو يتكون منه بالضرورة.."بدون القول الطاليسي هذا لا يُمكن للتلميذ فهم فعل النشأة، ولا يُمكن للمدرس مهما كانت كفاءته أن يستخرج فعل النشأة من تحليل تفاصيل نص نيتشه،لأن التحليل المباشر لمنطوق النص النتشوي سيُبعدنا عن طاليس، بينما الاستدلال الطاليس كاف لفهم فعل النشأة لنتواجه مع طاليس مباشرة، ونوجه إليه هو السؤال وليس إلى نيتشه.
لهذه الأسباب فالأطروحة متعلقة بطاليس وليس بيتشه، وكذلك مفاهيم وحجاج النص، وعلينا أن نقود التلميذ إلى أن فعل التفلسف ارتبط مع طاليس من خلال أنه فسّر الطبيعة بالطبيعة وليس بالخوارق كما في الأسطورة، وانتقل بنا من الماء والأشياء ، ليُدخلنا إلى البناء التجريدي للظواهر وهي أن الكل واحد


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: