في 12 نونبر من سنة 1989، كتب المفكر محمد جسوس مقالا بجريدة الاتحاد الاشتراكي، عدد 2290 مايلي:
"إنهم يريدون خلق أجيال جديدة من الضّباع.
لا خير يرجى من بلاد بأكملها ومن نظام سياسي واقتصادي واجتماعي بأكمله،إذا كان يعتمد على سياسة التجويع والتضبيع،إذا كان شباب هذه البلاد يُعاني من تخوف مستمر حول عيشه أولا،وقبل كل شيء،ويُعاني في مستوى ثان من من سياسة على صعيد التعليم ، وعلى صعيد الثقافة وعلى صعيد التأطير الفكري والإيديولوجي. تحاول خلق جيل جديد لم نعرفه في المغرب،جيل الضبوعة، جيل من البشر ليس له الحد الأدنى من الوعي بحقوقه وواجباته،ليس له الحد الأدنى من الوعي بما يُحدّد مصيره ومصير إخوانه ومصير أقاربه،ومصير جيرانه،لاخير يُرجى من بلاد تُعامل شبابها بمختلف أشكال القمع والإكراه والتخويف والترهيب،بل إن ما نلاحظه حاليا هو تكريس وترسيخ هذه المعاملات .فمن العار كل العار،أن تُصبح ثانويتنا وكلياتنا وجامعاتنا هي بدورها لاتختلف عن الشارع،أن تصبح عبارة عن مكان يسود فيه قانون الغاب،ويُعامل فيه أكبر رصيد بشري، وأكبر طاقاتنا الفكرية ،كما لو أنهم أعداء،كما لو كانوا خصوما مضطهدين من طرف أجهزة الأمن،مُضطهدين من طرف الإدارة،مُضطهدين أحيانا حتى من قبل الأساتذة الذين ليس لهم الوعي الكافي. من العار أن نتعامل مع شبابنا كما لو كانوا فقط مصدرا للشغب والسيبة والفوضى،ومصدرا لمختلف أشكال العدمية ومختلف أشكال التحطيم الفكري. من العار أن يساهم الكثير من المسؤولين في المزيد من تكريس وتعميق مسلسل التجهيل والتيئيس والتهميش ..."
0 التعليقات:
more_vert