قضايا فلسفية منسية (مفهوم موت الإنسان في بعض الفلسفات المعاصرة)

التصنيف

قضايا فلسفية منسية (دعوة إلى موت الإنسان في بعض" الفلسفات"!! المعاصرة)



في كتابه " مشكلة البنية"، عرض المفكر زكريا إبراهيم بعضا من تجليّات التحوّل الجذري في الفكر الغربي المعاصر ، والذي تصدّى لمختلف النزعات الإنسانية. في الفصل الخاص ب" البنيوية الثقافية" يُلخص زكريا إبراهم موقف ميشال فوكو قائلا :"ليست العلوم الإنسانية علوما، بل ضربا من المعرفة تولّد بفضل إنشاء الثقافة الأوروبية في القرن التاسع عشر لموجودات أُطاق عليها إسم " الإنسان".إن الإنسان الذي توزّعت معرفته علوم الأحياء والفيزياء وعلم النفس وعلم الاجتماع والأتنولوجيا، قد فقد هويته، بحث صار في وُسعنا اليوم أن نُعلن موت "الإنسان" الذي هو تجريدات في حقول من العلم والمعرفة.أما الإنسان العيني، فقد ولّى إلى غير رجعة."
وفي الفصل الخاص بالبنيوية الأنتروبولوجية،يُلخص زكريا إبراهيم موقف كلود ليفي ستروس ،قائلا :"إن مفهوم الإنسان لابُدّ أن يموت في عالم البنيوية.وكما بدأ العالم بدون إنسان، سوف ينتهي بدونه أيضا.لم تعمل " الإنسانية " إلاّ على بثّ الإضطراب في النظام الأصلي.إن موت الإنسانية يحمل في  طيّاته إيمانا خفيّا بإنسانية جديدة تُقدّم العالم على الحياة."
لإضاءة المواقف أعلاه، نُعزّزها بالأدلة من أفواه دعاة موت الإنسان.قال فوكو في إحدى حواراته نشرتها مجلة " بيت الحكمة" العدد الأول 1981.قال فوكو:"...تأتي أهمية " لاكان"من كونه أظهر، من خلال خطاب المريض وأعراض عُصابه،أن المُتكلّم ليس الشخص، بل البنيات اللغوية ونسق اللغة ذاته...هكذا فثمة، قبل كل وجود بشري، وكل فرد بشري، معرفة ونظاما أي نسقا نحن بصدد معاودة اكتشافها.."
سألته المُحاورة :"لكن ، مَن يفرز هذا النسق؟
أجاب ميشال فوكو:"ما هو هذا النسق المغفل الذي لا فاعل له؟ من يفكر؟ لقد انفجر الأنا(أنظري إلى الآدب الحديث)، ونحن في مرحلة اكتشاف ال" يوجد".ثمة وجود لشيء إسمه هو (مبني للمجهول)ونحن نقوم هنا- على نحو من الأنحاء، بعودة إلى وجهة نظر القرن التالسع عشر، ولكن مع الفرق التالي، وهو أن الأمر لايتعلق بوضع الإنسان محل الآلة، بل بوضع فكر مغفّل محله، هو فكر المعرفة دون ذات عارفة، فكر النظري الذي لا هوية له.."ص6و7.



شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: