النظر في المستويات الدلالية التي تحتملها صيغة بعض المواضيع.

التصنيف





· النظر في المستويات الدلالية التي تحتملها صيغة بعض المواضيع.




(مع الأسف لم يعد الموقع التونسي للأستاذ بسيم محمد العيادي موجودا على النيت)
التعريف: 

إذا كانت بعض المواضيع صريحة وغير ملتبسة (مثلا : هل يمكن أن أثق في حواسي ؟ ) أو : ( هل بمستطاع الفرد أن يتحرر من ماضيه ؟ ) فان البعض الآخر يحتمل أكثر من دلالة بحكم تعدد معاني الكلمة الواحدة، وهو ما يشرع للّحديث عن مستويات دلالية للموضوع الواحد بحسب المعنى الذي يقع إسناده لمفهوم معين وارد في نص  الموضوع . ومثال ذلك هذا الموضوع :

هل يمكن للإنسان أن يتحرر من ماضيه ؟

 تتعدد المستويات الدلالية لهذا ا لسؤال بحسب ما إذا كان الأمر يتعلق بالدلالة الشخصية للماضي (ماضي الفرد) أو بدلالته الجمعية (ماضي الجماعة) وتتعدد كذلك بحسب فهمنا لعبارة " يمكن " التي تحتمل دلالتين :

- -         الأولى تتمثل في الإمكانية الفعلية ( إمكانية أن يكون الأمر أو أن لا يكون . . . ). فتصبح دلالة السؤال : هل بمستطاع الإنسان فعلا أن يتحرر من ماضيه أم أن ذلك يتجاوز إمكانياته ؟

- -         والثانية تتمثل في الإمكانية على صعيد الحق في معنى : هل هناك ما يشرع لتحرر الإنسان من ماضيه و  التخلص منه ؟ ( قد يكون ذلك مطلوبا إذا كان الرهان معرفيا كما لدى ديكارت الذي يأسف لأن يكون الإنسان مرتبطا بطفولته باعتبارها سن الأحكام المسبقة ) وقد يكون ذلك مرفوضا لأن " التحرر" أي  التخلص من الماضي إذا تعلق بالجماعة وعلاّقتها بتراثها وجذورها كان في ذلك اغترابها و انبتاتها الحضاري ...)

الهدف:

 اكتساب المتعلمين قدرة على التفطن إلى تعدد محتمل لأبعاد ا لسؤال المطروح وإلى السجلات التي قد يحيل عليها تفاديا لكل مقاربة اختزالية تقلص من ثرائه الدلالي .

 التطبيق:

 الموضوع : هل أن في التجربة درسا ؟

إن فهم هذا الموضوع يتطلب جهدا في التعريف ، ذلك أن عبارة " التجربة " تحيلنا إلى:

- -         تجربة الحياة اليومية في عفويتها،
- -         التجربة التاريخية لشعب ما، أي ما يعيشه شعب بأسره من حوادث تاريخية تؤثر في كيانه ،
- -         التجربة الخبرية المقصودة التي يهدف من ورائها فرد ما إلى تذليل الصعوبات التي يلاقيها ،
- -         التجربة المقصودة أو المبرمجة في شكلها الإجرائي والمنهجي أي التجربة المخبرية في مفهومها العلمي ...

هذا التمييز يحيلنا إلى مستويات متعددة للمشكل الذي نبنيه إنطلاقا من السؤال المطروح :

- -         الدرس الذي يتلقاه الفرد أثناء مجابهته واقعه اليومي ، وذلك من منطلق التساؤل عما إذا كان الوجود منتظما بكيفية تجعل التجربة المكتسبة تتكرر بانتظام بحيث يمكن توقعها وبالتالي التحسب منها وتجنبها ، أو إنشاؤها ، إذا كانت مرغوبا فيها، أم أن الوجود لا يخضع لنظام فتكون التجربة مفاجئة وبالتالي لا تفيد شيئا، أي لا تمكن من استخلاص عبرة. و الدّرس عندئذ - إن كان لابد من " درس " هو أن لا يؤخذ أي درس مأخذ الدرس القطعي أو الدغمائي والمطلق ، فيشكل ذلك درسا في الانفتاح والنسبية، دون أن يعني ذلك سقوطا في منزلق النسبوية أو الريبية.
- -         العبرة ا لسياسية التي يستخلصها شعب من نكساته ونجاحاته السابقة.
- -         التجربة التقنية التي تتنوع وتتراكم فتساعد على تطوير وسائل الإنتاج : مثلا كيفية استخراج الماء. . 
- -         درس علمي : اختبار مدى ملائمة فرضية ما للواقعة العلمية التي نروم تفسيرها.


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: