إلى المفكرين والفلاسفة المغاربة

التصنيف




إلى المفكرين والفلاسفة المغاربة :


لماذا لم يتردّد كل من جان بول سارتر وميشيل فوكو وسلافوي جيجيك وجيل دولوز..كأمثلة
في الحفاظ على التوازي بين إنتاج الخطاب الفلسفي بشروطه ومقتضياته المعروفة، وبين ممارستهم السياسية في الميدان من دون تعارض بين الموقفين؟ ولم يقتصر الأمر على الفعل والممارسة الميدانية، بل تعداه إلى إنتاج المقالة السياسية (مثلا كتب فوكو عن الثورة الإيرانية وقام بزيارة إيران ليطلع على مجريات الثورة في الميدان.وجان بول سارتر معروف بمقالاته السياسية ولقائه الرموز السياسية الثورية، وهو الذي كتب تقديم كتاب " معذبوا الأرض" لفرانز فانون" .....من دون أن تخدش هذه المواقف من سمعتهم الفلسفية.)


.نعم للتمثل الفكري أو المعرفي للفلسفة لكن ليس إلى درجة الهروب عبر " الجدل الصاعد" نحو الكون اللامتناهي، فالجدل النازل ينتظر رحلته إلى وجهة الواقع.وأعتذر لآفلاطون عن الممثالة.
أخاف أن يتحول مفكرونا إلى أشباه فقهاء السلاطين، يأمرون العوام بالجهاد وهم وأولادهم ينعمون في خيرات السلطان.وأعتذر إن بدا مني خلط بين الأمور ، فقوّموا ما تروه الصواب وسأكون لكم من الشاكرين.
عين الصواب ما قلت الاستاذ كمال، فقولك هذا وما قلت سابقا بعنوان "فصل المقال..." يشخص فعلا ما تعيشه الثقافة والفكر المغربيين، او بالاحرى مثقفينا ومفكرينا، فالهوة بين التنظير والممارسة خلقت جروحا فكرية وسلوكية. ان الانسجام بين الاقوال والافعال هو ما نحتاجه اليوم...مثال بسيط احد الاساتذة الجامعيين كنا ندرس عنده فلسفة الدين لهيجل، وكان من شعاراته وخطاباته التي يكررها علينا تقريبا في كل المحاضرات ان الفلسفة فكر تساؤلي نقدي...لكن الغريب هو عدم سماحه لنا بوضع الاسئلة الا ناذرا...والامثلة كثيرة

Kamal Sidki
شكرا على التوضيح أستاذ محمد العربي وتعميق النقاش من خلال مفارقة ما يدعيه المفكر على مستوى الخطاب وبين الممارسة.وغالبا ما يتم وصف هذا الإشكال بأنه إيديوجيا تبحث في الممارسة عن تبرير فلسفي.أقول لهم كيف نشأت الفلسفة في اليونان؟ألم تكن التجربة السياسية أحد عوامل نشأتها؟كيف نقدر المعلول وننتقص من العلة؟
أعتقد أن هؤلاء الفلاسفة ولدوا في مناخ سياسي اجتماعي يشجع على جرأة استعمال العقل في الأماكن العمومية وبشكل فعلي، المناخ تم التهييء له مند بداية عصر النهضة ق17م والأنوار ق18.. بمعنى أن هذا المناخ الاجتماعي والسياسي التي تهيأة فيه شروط حرية التعبير السياسي جاء نتيجة عصر تخلصت فيه أورووبا من الأوهام العقلية لتنتقل الى عصر الأنوار حيث العقل الغربي جنبا الى جنب البداهة والوضوح.. أما حينما نحاول مقارنة هؤلاء الفلاسفة بسياقاتهم الاجتماعية التي وفره لهم العقل الغربي بالمفكرين العرب وسياقهم الاجتماعي والسياسي والفكري الذي لازال ينتمي زمنيا للعصور الوسطى، فهذا ما لا يقبل المقارنة.. المفكر الغربي لم يكن يبدع لو أنه ولد في مناخ استبدادي عربي، من هنا الارتباط القوي بين تقدم الفكر وابداع العقل والمناخ السياسي ..خلاصة القول المجتمع الغربي سبقنا وسيظل متقدما علينا بقرون من الزمن ما لم يكن هناك أصلاح حقيقي للعقل العربي وتخليصه من الأوهام، تم اصلاح الواقع السياسي
محمد العربي لمراني علوي
لكن اذا قبلنا بهكذا مبررات، وسوغنا للمفكر والمثقف خنوعه فمن سيحرر هذا العقل؟ انراهن على "الفاعل-المنفعل" السياسي ليصلح عقولنا وهو غارق في الافساد؟ الا يكون التغيير الحقيقي مؤطر بالفكر والفعل؟




Kamal Sidki
شكرا على التفاعل أستاذ إسماعيل.كثير من قلته لا خلاف حوله.الاختلاف سيكون حول طبيعة الشرط التاريخي والاجتماعي للقول الفلسفي. أعتقد أن المرحلة الراهن للمجتمع المغربي ، بعد حركة عشرين فبراير ضمن الحركة الأم الربيع العربي (بالرغم من ما قيل من تشكيك وتسفيه لهذا الحراك) حررت العديد من الناس من الخوف الذي جثم على الناس في سنوات الجمر والرصاص.وبالتالي لم يعد هناك مبرر لانتظار التغيير (من أيّ مصدر؟) بعد أن تحرر الإنسان المغربي من الخوف وهذا هو الشرط الفلسفي الذي تحدث عنه سبينوزا وقبله الرواقيين.لكن مع الأسف لم يتم توظيف التحرر من الخوف من قبل النخبة التي لأسباب لا يحتمل شرحها هذا الحيز، لم تتحمل مسؤوليتها في تغير استراتيجية التفاعل الإيجابي مع الربيع العربي، وهو بالنسبة للبعض أكثر قوة من انتفاضة الطلاب في فرنسا والتي غيرت مجرى تعاطي الفلاسفة مع الشارع الذي تمّ تأميمه من القمع البوليسي.
ألا ترى معي أستاذ إسماعيل المفارقة التالية، وما سأقوله بيّنه حمد عابد الجابري في إحدى مقالته أن طريقة تفكيرنا تغيرت سلبا مقارنة مع طريقة التفكير في السبعينا مع أن النهج الرأسمالي العالمي وأدرعه الإمبريالية ازداد تغولا وفتكا بالشعوب بل حتى بشعوب المركز وليس المحيط.وقد نجحت النخب المدافعة عن الامبريالية من تخفيف المقاومة من خلال تزييف المفاهيم المقاومة بمفاهيم مهادنة، وهي التي بينها محمد عابد الجابري من خلال التقلبلات التالية، ومع الأسف سقط في هذا الفخ عدد كبير من مثقفينا ربما لأن النهج النضالي من مواقعهم يرعبهم لأسباب شخصية لها علاقة بالمصلحة الذاتية.....يقول محمد عابد الجابري:
(حول مقولات نظام العولمة :
....هذه الحملات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية تتم تحت غطاء،أو على الأقل بمراقفة، حملات إيديولوجية وإعلامية متواصلة قواها اختراق ثقافي ونشر مقولات ومفاهيم ضبابية تفرض على العالم لتجعل الجميع ينظر إلى الحاضر والمستقبل بنظارات واحدة تتعامل مع " الضباب" كواقع واضح وبمنطق " ليس في الإنكان أبدع ما كان"....كلنا يعرف أنه ظهرت في العقجد الأخير من القرن الماضي جملة من المقولات تكتسي صبغة شعارية عطن أو أبعدت من الساحة الفكرية مفاهيم وشعارات أخرى....من خلال التقابل التالي :
*الاستقلال الوطني#العولمة.
* القومية # الأقليات.
* حقوق الشعوب # حقوق الإنسان.
* التأميم # الخوصصة.
* اقتصاد الدولة # القطاع الخاص.
* تدخل الدولة # نهاية السياسة.
* حرق المراحل # نهاية التاريخ.
* صراع الطبقات # صراع الحضارات.
* الحماهير الكادحة # المجتمع المدني.
* التنمية الصناعية المستقلة # التنمية البشرية المستدامة.
* القضاء على الاستغلال # التخفيف من الفقر.
* الدولة # الكوفيرنانس.
* الإيديولوجيا # الثقافة.
* المقاومة # الإرهاب.
* التوعية # التسويق. يسار/ يمين # صديق / عدو.
* إصلاحي/ثوري / معتدل متطرف.
*وعي (شعور) # إدراك (حسي)
* الإشعاع # التسويق.
_من كتيب مواقف العدد 40.ص.50.49......2005



Abdennour Karam
اعتثقد ان الوعي السياسي رهين باختمار الوعي الثقافي لدى الجماهير ...هناك هوة سحيقة بين الفكر والسياسة في المغرب وما عسى للانطلجنسيا ان تفعل امام التيار الجارف للسفسطة التي طغت على الكل بما فيها المثقف نفسه


Abdennour Karam
اين المثقف العضوي الان ومن ينظر للاحزاب والنقابات ومن يحمل هموم الشعوب ...حتعى المناضلون لم تعد الجماهير تسندهم بل تسخر منهم ومن يدافع عن الحق اصبح منبوذا حتى من قبل الجماهير
Abdennour Karam
جيل اليوم في المغرب من اكبر اعداء الديمقراطية انظر الى الوعي الطلابي في المدارس والجامعات





شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: