الظلم الفلسفي.

الظلم الفلسفي.

على افتراض أن الفيلسوف يخاطب متلقيا كونيا، كيف نفسر تحقق هذا البعد الكوني انطلاقا من مدى اطلاع الفيلسوف على باقي الثقافات الأخرى؟ مثلا هل جل الفلاسفة الغربيين "المتميزين" les super-philo اطلعوا على باقي الفلسفات الإنسانية كما اطلاعهم بالخصوص على الفلسفة اليونانية ؟ ولماذا تحديدا هذا التراث الفلسفي دون غيره ؟"وهل يجوز تأسيس الكونية الفلسفية باعتماد مرجعية أحادية تتجاهل الموروث الفلسفي الإنساني والمعاصر لمختلف الفلسفات غير الأوروبية؟ هل يجوز تبرير هذا الإشكال من خلال مفهومي المركز الفلسفي والمحيط المنبهر بالمركز!!!!؟ أم كونية الفلسفة في طريقة التفكير وليس في الاطلاع على باقي الموروث الفلسفي المتنوع؟كنتُ أحلم بأن أسائل ميشال أونفراي، هل يقرأ ترجمات أعمال المفكر عبد السلام بنعبد العالي وكيف يتفاعل معها؟
الغرب المغاير حالّ فينا ويسكننا، لكن لماذا لايسكن غير الغربي الغربي، ويحلّ فيه كما هو حال فيه؟ هل الفلسفة قدر أوروبي وأنكلوسكسوني؟ ماذا عن الفلسفات غير الغربية ؟ وكيف نفسر التفاضل الفلسفي بين من يولي وجه بحثه نحو المركز الفلسفي وبين من يجتهد في الكشف عن نسائم فلسفية في تراث غير الثراث اليوناني والوسيط والحديث الأوروبيين؟
بالمقابل هل تاريخ الفلسفة العربية الاسلامية يختزل في الكندي وابن سينا والفارابي وابن رشد وابن باجة...فقط؟ ألم يلحق الظلم الفلسفي فلاسفة ومفكرين لم ينصفهم التأريخ ربما لأسباب سياسية أو أيديولوجية.