مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي والحق في البحث الفلسفي بما يخدم تدريس مادة الفلسفة

التصنيف


مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي والحق في البحث الفلسفي بما يخدم تدريس مادة الفلسفة

أمام مدرسات ومدرسي مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي فرصة بحث فلسفي خاص. والذي يجمع بين خصوصية المادة من جهة والبحث الفلسفي في بعده التأملي من جهة أخرى.مثلا يمكن البحث في دلالة حضور نفس الفيلسوف أو أي مفكر في العلوم الانسانية في عدد من المجزوءات، مما يعني إمكانية إجابته على عدد من الاشكالات المطروحة والتي تختلف باختلاف رهانات كل مجزوءة. من أشهر هؤلاء الفلاسفة ديكارت وكانط وهيجل وميرلوبونتي وسارتر ونيتشه وفرويد ....على مدى السنوات الثلاث للبرنامج الفلسفي.السؤال كيف الحرص على وحدة الفكر الفلسفي للفيلسوف من دون الوقوع فيما يشبة كونه يتناقض مع مواقفه من خلال عدد من الاشكالات التي يتم توظيف نصوصه لحظة مقاربتها او تحميله وتأويل نصوصه بما لاينسجم مع فلسفته.لكن هل التعامل مع مقتطفات النصوص كفيل باحترام فلسفة او علمية المفكر سواء كان فيلسوفا أو عالما إنسانيا؟ المفروض في مدرسة ومدرس الفلسفة أن لا يكتفي بمقاربة النص من غير الاطلاع عن موقعه ضمن سياقه الفلسفي في متنه وليس الاكتفاء بالكتب الفلسفية الشارحة والتي تعرض للفلاسفة كرونولوجيا من قبيل تأريخ يوسف كرم أو عبد الرحمان بدوي أو إيميل برييه وغيرهم من مؤرخي الفلسفة.هذه مراجع مهمة ولكنها لا تغني عن الرجوع إلى المتون الفلسفية بقدر الاستطاعة.فهل مطلوب من مدرسة ومدرس مادة الفلسفة أن يعملان على التوفر على المصادر الفلسفية لعدد من المفكربن علما أن الشبكة العنكبوتية توفر المئات من المصادر الرقمية؟
الاطلاع على المصادر ومن خلالها موقع النص في المتن يجنب المدرسة والمدرس كثيرا من الاخطاء في توظيف النص وتجاوز التقطيع المعيب للكتب المدرسية او سوء توظيف بعض النصوص في غير محلها من قبيل موقف باسكال وسارتر من مدى معرفة الغير بحيث كان التقطيع المعيب لنصيهما تشوبه نقائص بل افتراء على موقفهما من معرفة الغير،أو التوظيف المعيب للكتاب المدرسي لنص لديكارت حول التقنية....او الخلط بين إشكال البعد الاخلاقي في أحد محاور مفهوم الشخص مع إشكالات مجزوءة الاخلاق.....أو الغموض في بناء إشكالات مجزوءة المعرفة العلمية بالنسبة للثانية بكالوريا علوم إنسانية ...وآداب مع رهان المجزوءة عند الثانية بكالوريا مسلك العلوم.....وغيرها من عدة مشاكل مسكوت عنها.
أعود إلى قضية ضرورة الاطلاع على النصوص في متونها،وأقول هذه مهمة صعبة على مدرس او مدرسة يشتغل بمفرده، إذ المطلوب تحديد هذه الاشكالات في الندوات التربوية التي يعقدها المؤطرون التربيون وتكليف بعض الاساتذة بالبحث فيها مع الفريق التربوي مع الوقوف عليها في الدروس التجريبة مع توثيقها وتعميمها على جميع الاكاديميات وهذا أيضا من مهام المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة او أية جمعية جهوية مستقلة. أتمنى ان يتم إحياء المسابقات التي كانت تقيمها الوزارة حول البحوث الفلسفية المدرسية او البحوث الفلسفية التي من شأنها تجويد الدرس الفلسفي المدرسي.
وهذا يقتضي حيوية فلسفية دائمة ربما في نظري يتحمل مسؤوليتها المؤطرون التربيون. فبدل الا شتغال الانفرادي على قلته المطلوب تكوين تنسيقية بيداغوجية لهيأة التأطير التربوي رهانها تجويد الدرس الفلسفي وتبادل التجارب بين مدرسي مادة الفلسفة،وما دامت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة متعثرة وتهتم بالندوات المخملية وبموضوعات مناسباتية. وتتجاهل دورها المهني أيضا... مطلبوب من هيأة التأطير التربوي الاجتهاد في تنشيط بحوث فلسفية ترقى بالدرس الفلسفي وتمنحه الحياة التي يستحقها.فليس البحث الفلسفي رهين بمدرسي الجامعة بل عشنا تجارب في الثمانينات والتسعنات أنتجت فيها مختلف الفرق التربوية لمادة الفلسفة بحوثا غاية في الاهمية البيداغوجية والفلسفية.
أقول هناك موضوعات فلسفية تغري بالبحث تدعم البرنامج الفلسفي لمادة الفلسفة في الثانوي التأهيلي.على سبيل المثال هل كانط في حديثه عن التنوير وشجاعة استعمال العقل في برنامج الجذوع المشتركة وفي إشكال قيمة الشخص هو ذاته نفس الموقف من سلطة الدولة في مجزوءة السياسة حين يتحدث عن السلام الدائم وموقفه من انتفاضة الشعب ضد الحاكمين ومفهومه للعدل والقانون.....
تجراوا على البحث الفلسفي داخل الفلسفة المدرسية التي تتعرض للتحقير ويتم حصرها ظلما في إجراءات تقنية والامتحان الوطني فقط .هذه أوهام الكسالى الذين يتهربون من تحمل مسؤولية البحث الفلسفي .



شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: