هل يناقش مدرس الفلسفة مع تلامذته مقدمة كتاب التلميذ ومقتضيات منهاج الفلسفة؟

التصنيف




هل يناقش مدرس الفلسفة مع تلامذته مقدمة كتاب التلميذ ؟
 وهل من الضروري إخباره بمقتضيات منهاج الفلسفة كنوع من التعاقد بينهما وما يترتب عنه من محاسبة ممكنة إن أخل أحد الطرفين بالتعاقد؟ بمعنى هل سيقبل التلميذ بإملاء درس الفلسفة وهو يعلم أنه يتناقض مع المنهاج؟ كيف نفسر هذا الشذوذ في تدريس الفلسفة والذي تزايد بشكل مهول في السنين الأخيرة؟

   هل تشكل وثيقة تقديم كتاب التلميذ  بداية التعاقد بين المدرس والتلميذ حول الرهان من تدريس الفلسفة؟إلى أي حد يعكس التقديم روح منهاج الفلسفة؟ كيف نفسر اختلاف الرهان من تدريس الفلسفة بين مقدمات كتاب التلميذ الثلاث ( الرحاب والمنار والمباهج)؟
    ما النتائج المترتبة عن تجاهل مناقشة التقديمات للكتب المدرسية؟ وما الفائدة من التقديمات أصلا إذا كانت لا تناقش؟ قبل هذا ،هل بالفعل مدرس الفلسفة على دراية بتفاصيل ومطلوبات منهاج الفلسفة  ؟ مبرر هذا طرح هذا السؤال لجوء عدد من المدرسين والمدرسات إلى طريقة إملاء الدروس الفلسفية جاهزة ومطالبة التلاميذ بحفظها كما هي معطاة من خلال التركيز على ما يُفترض أنه أطروحات مختلف الفلاسفة يضاف إلى هذا المشكل ما تطرحه كتب الفلسفة الموجهة للنلاميذ بحيث تركز على ملخصات جاهزة لاطروحات المفكرين في خانات...!!!!! ويلجأ إليه معظم التلاميذ لسهولة حفظها ومساعدتها على ممارسة الغش في الامتحان بحيث يتم تقلها ولصقها وهذه الحيلة تنطلي على عدد من المدرسين المصححين ؟؟؟؟؟؟؟ وهي ذاتها الممارسة المنيارية في الحفظ وإخراد الدرس الفلسفي. أقدم لكم  بعض النماذج وغيرها كثير.وغالبا ما تشوه هذه الملخصات أطروحات الفلاسفة وبقية مفكري العلوم الإنسانية والعلمية.ومع ذلك لم تتجرأ ندوة من قبل الذين يزعمون التنوير الفلسفي تحليل هذه الظاهرة التي تنخر تدريس الفلسفة.



وهذا يتناقض مع مقتضيات وروح المنهاج  وكل تقديمات الكتب المدرسية أو كتب التلميذ؟
ك  كيف نفسر أن مدرس الفلسفة يلتزم بمقتضيات تدريس الفلسفة كما هي منصوص عليها في المنهاج فقط حين زيارة المؤطر التربوي أو من خلال درس تطبيقي، وغير هاتين الحالتين الإملاءوالعفوية وارتجال هو السائد؟
   كيف نفسر أن جل مدرسي الفلسفة الذين يعتبرون أنفسهم باحثين في الفلسفة ونشروا كتبا حول مختلف المواضيع الفكرية، يعزفون عن نشر دروسهم الفصلية أو الخوض في تجربة تدريس الفلسفة؟ بينما تراهم يحاضرون في مختلف الندوات في مواضيع أصبحت نمطية ويتم اجترارها كل سنة؟ نفس المشكل يتعلق بمدرسين بالمدرسة العليا للأستاذة وعلوم التربية، يكثرون من التنظير البيداغوجي ويتحاشون الخوض في تجويد التجربة الفصلية من خلال تقديم دروس تطبيقية برهان الاجتهاد وتنويع المقاربات،علما أن إمكانيات إبداع وتجديد الدرس الفلسفي غير محدودة ( وقد كتبتُ سابقا مقال تحت عنوان : أمزّق دفاتري القديمة(الجذاذات ) وأضرم فيها نار التجديد باسم محبة الحكمة"....علما أيضا أن مدرس الفلسفة يقضي قرابة 15 ساعة من التدريس في الأسبوع وقرابة 60 ساعة في الشهر وقرابة 540 ساعة في السنة الدراسية،ألا تستحق هذه المهنة/المدة بعضا من التقويم والتفكير والبحث؟  في المقابل تعرف العموميات البيداغوجية  فيضانا من التنظير ذي المرجعية البلجيكية والكندية والفرنسية وهي مطروحة في الطريق والشبكة العنكبوتية تعج بالالاف من هذه المرجعيات البيداغوجية، بينما الدرس الفلسفي يعيش مأزقا حقيقيا  قليل هم الذين يتجرأون على التفكير فيه، علما أن تسونامي من " الكتب التجارية " تغرق السوق ولم تخضع للتقييم من طرف محترفي الندوات ورهبان البيداغوجيا الجدد  بكل تلاوينها؟
    في هذه الحلقة سأحاولة الكشف عن موضوع مسكوت عنه، يتعلق الأمر بمقدمات الكتب المدرسية وحاليا كتاب التلميذ. مامدى أهمية هذه التقديمات بالنسبة للمدرس والتلميذ؟ لماذا ، حاليا، مع تجربة تعدد كتاب التلميذ، تختلف من كتاب مدرسي إلى آخر؟ كيف نفسر هذا الاختلاف على ضوء وحدة المنهاج والأطر المرجعية؟
   سأبدأ من تجربة كتاب دروس الفلسفة لمؤلفيه الأساتذة محمد عابد الجابري  وأحمد السطاتي ومصطفي العمري. ما مرجعيات وخلفيات ورهانات تقديم الكتاب المدرسي لسنة 1971، وسأحاول مقارنتها مع مقدمات كتب التلاميذ الحالية ( الرحاب والمنار والمنهاج)  وتفصل بينهما مدة زمنية تناهز 48 سنة، وخلالها جرت تحت عمارة الفلسفة مستجدات كثيرة ونوعية ارتبطت بالموجات البيداغوجية و والظروف السياسية والاجتماعية.
  كما سأقارنها بتقديمات كتب مدرسية من بلدان عربية مثل الجزائر وتونس وليبيا وسوريا والكويت...





في الحلقة المقبلة سأناقش وأحلل رهانات هذا التقديم ومبرراته في ظرفيته السبعينية في أفق مقارنته مع تقديمات كتب التلميذ الحالية.وهذا في نظري قصور لم يتم الانتباه إليه مع الأسف.







شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: