الحاجة إلى الفن والتفكير العلمي بالمدرسة الإبتدائية والتداوي بهما.

التصنيف




الحاجة إلى الفن والتفكير العلمي بالمدرسة الإبتدائية والتداوي بهما.



كثر الحديث عن ممكنات تدعيم العملية التعلّمية - التعليمية من مختلف أشكال الوعي الإنساني، الحاملة لقيم إنسانية وحداثية، تساعد المتعلمين على الارتقاء الفكري والتهذيب السلوكي ،والتخلص من آفة التلقّي السلبي والاجترار والنمطية والتبعية...تحدث البعض عن الحاجة إلى الفلسفة والتداوي بها، والبعض الآخر تحدث عن الحاجة إلى التفكير العلمي، وعن عقلنة التفكير الديني ...لكن من النادر لفت الاهتمام إلى إمكانية دور الصورة بخلفيتها الفنية الإبداعية والمُحترف العلمي التطبيقي في المساهمة في تحرير المتعلمين من التقليد السلبي- التبعي.إنّ تجهيز المؤسسات التعليمية الابتدائية بورشات فنية : التشكيل الصباغي، الموسيقى، المسرح، الرقص، مختبرات علمية أولية، محترفات يدوية... من شأنها تحويل القدرة أو ملكة الإبداع والبحث من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل.، بل وإمكانية التداوي بالفن للتخلص من مختلف الضغوطات النفسية والاجتماعية.
كل البشر لهم قدرة قبلية على الإبداع، لكن توفير شروط تحقق هذه القدرة الطبيعية هو الكفيل بتنمية وتطوير تلك القدرة.لهذا تتناسب تلك القدرة مع ماهية الفن، باعتباره إبداعا لا يقنع بما يوجد في الطبيعة من موضوعات جاهزة، بل يعمل الفنان على إعادة تشكيلها وإعطائها معنى جديدا كما يكشف عن حقائق ما كانت لتظهر بالعين المجردة.


ينطبق هذا الإبداع والخلق على العلم الفيزيائي والبيولوجي.قال جاستون باشلار:" ليس العلم وصفا لما يظهر أمام الإدراك، بل هو إنشاء للظواهر الطبيعية وخلقها علميا. إن العلم يخلق موضوعاته ويركبها وليست تعطاه في الإدراك والخبرة الحسية المباشرة؟"_ يتحدث هنا باشلار عن الفيزياء النظرية)...


بما أن من بين أسباب تأخرنا افتقادنا لشروط الإبداع والإبتكار والخلق والقدرة على الاستقلالية، فبتعليم الفنون يمكن تنشئة الأجيال على تحمل مسؤولية الاعتماد على الذات في الإبداع ومنها الكتابة وفن القول في عدد من المواد الدراسية مستقبلا، والتربية الفنية والعلمية أحد الدعامات الأساسية للخروج من شرنقة التقليد والتبعية واستمراء التأخر واستهلاك ما ينتجه الآخرون....
التربية الفنية والعلمية ممكنة في المرحلة الابتدائية وتتناسب مع تكوين أساتذة التعليم الإبتدائي، بخلاف قضية تدريس الفلسفة والتي في نظري تحتاج إلى نقاش موسع لتيسير تجربتها مع الأطفال.صحيح هناك تضخم في خطابات " تعليم الفلسفة للأطفال" لكن الواقع لازال يعاند هذا الطموح.





شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: