هل بالفعل تدريس الفلسفة يشوهها ويمسخها ؟ ما الحل ؟؟

التصنيف



هل بالفعل تدريس الفلسفة يشوهها  ويمسخها.
ما الحل؟

ينقسم مدرسو الفلسفة إلى قسمين، قسم يُنظّر لتدريس الفلسفة ويتحاشى طرح تجربته الفصلية للنقاش ويطرح نفسه ككاتب أو باحث يهتم بالخطاب، وقسم يطبّق التنظير وعلى وعي تام بالتكامل بين التعليم ( المعرفة) والتكوين ( يجمع بين طرق  التدريس : البيداغوجيا والديداكتيك والمعرفة والمادة الفلسفية كما هي في البرنامج الدراسي)، لهذا يهتم بمعيش الدرس الفلسفي في التجربة ،ويقترح دروسا ولا يتحرّج من فتح  حدائقه الخلفية.

من الإشكالات التي لا يتم التفكير فيها جدّيا:
كيف نفسر أن المتعلمين يصاحبون نصوص عشرات الفلاسفة وعددا من الاشكالات والمفاهيم....ولا يتمكنون من القدرة,بحسب منتقدي تدريس الفلسفة,على التساؤل والاشكلة والحجاج والمفهمة والنقد ومواجهة الدوكسا والاحكام المسبقة... وتبني كل قيم الحداثة والعقلانية التي يزعم المنهاج تبنيها والدفاع عنها. كي تظهر في تفكير وسلوك المتعلمين وهم عشرات الآلاف مقارنة مع قُرّاء الأبحاث والمؤلفات الفلسفية ؟
أين يكمن الخلل في مصاحبة مختلف الفلاسفة وعلماء الإنسان والعلوم الدقيقة من خلال كامل المجزوءات ، وهل مقولة " شيء أحسن من لا شيء" لم تنفع في تدريس الفلسفة, وهناك طموح لتدريسها للأطفال ( نحل مشكلة تدريس الفلسفة للمُراهَقين أولا إذا صدق انتقاد تدريس الفلسفة ) أضف إلى ذلك أن الشبكة العنكبوتية تزعم توفير كل ما يحتاجه تدريس الفلسفة من دروس ونصوص ومراجع وبحوث .....؟


تنتابني في بعض الاحيان خواطر متشائمة. إذا كان تدريس الفلسفة في الثانوي التأهيلي يشوه الفلسفة ولا يحقق رهانها الحقيقي الذي فقدته مع التحويل الديداكتيكي لها كما يزعم المنتقدون الذين يرفضون تدريسها ببيداغوجيات برانية.... إضافة إلى أن عددا من مدرسي ومدرسات الفلسفة لا يخفون تذمرهم من تدريسها بزعم وصول متعلمين لا يرون في الفلسفة سوى تحصيل نقطة جيدة على طريقة المعلم المعحزة, وغير مهتمين برهان الفلسفة، تصوروا معي كيف سيحب المتعلمون درس الفلسفة لحظة اكتشاف أن مدرّس الفلسفة نفسه متذمر منها. لكن بالرغم من إكراهات المؤسسة هناك هوامش مُتاحة للمدرسين في التصرف والإبداع والاجتهاد بالرغم من خلفية الحاكمين لوجود الفلسفة كمادة دراسية ( الثقافة السائدة للطبقة السائدة).( بالمناسبة عدد من مدرسي ومدرسات الفلسفة يقدمون دعما فلسفيا للمتعلمين بأثمان خيالية !!! وفي غالب الأحيان يُجبرون تلامذتهم على الدعم ، وهذا موضوع مسكوت عنه،)... .من خلال هذا "الواقع المتردي "حسب منتقدي تدريس الفلسفة, فحذفها من التدريس أفضل من وجودها المشوه ,وبالتالي لن يفقد المتعلمون شيئا من شيء لا يستفيدون منه شيئا إن افترضنا زعم محترفي النقد. وتعود الفلسفة راضية مرضية إلى موطنها الاصلي :"التأليف", ومن أحب محبة الحكمة فليبحث عنها في موطنها الاصلي وليس في المدرسة ( السكولائية) أي في المتون ومختلف البحوث في إطار الحرية الفلسفية المتحررة من الإيديولوجيا والديداكتيك والتقويم والدعم..... ما دام تكالب عليها أهل محبة الحكمة والرافضين لها من خصومها الظلاميين الذين ربما يستغلون هذه التدوينة للهجوم على تدريس الفلسفة . لكن كانط قال بأن قول الحقيقية واجب أخلاقي."من أوجب واجبات الشخص أن يتحلى بالحقيقة... التي لا مناص له من الإدلاء بها حتى وإن أضر صدقه به او بغيره..." ومن الضرر سيقول أعداء الفلسفة"وشهد شاهد من أهلها .. كان مدرسا للفلسفة. والان يدعو إلى حذف تدريس الفلسفة.
وللتصدي لهذا الاحتمال. دافعوا عن تدريس الفلسفة بتجويده والإرتقاء به بدل التباكي على أزمته.



شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: