لماذا تجاهل مهدي عامل ومحمد عابد الجابري بعضهما لبعض؟

التصنيف


لماذا تجاهل مهدي عامل ومحمد عابد الجابري بعضهما لبعض؟



      من القضايا التي تدعو إلى التساؤل ، في حدود إطلاعي، سكوت إن لم نقل تجاهل  مهدي عامل لكتابات محمد عابد الجابري، سواء مؤلفاته أو مقالاته الفكرية والسياسية. وبالمثل سكت أو تجاهل محمد عابد الجابري لكتابات مهدي عامل. بالمقابل انتقد كل من جورج طرابيشي وطيب تيزيني الجابري بخصوص إشكال القطيعة الإبستمولوجية بين الفلسفة المشرقية والفلسفة الأندلسية المغربية ،بل أمتد النقد إلى التجريح من قبل جورج طرابيشي ..ولم يكن النقد فقط متعلقا بمناقشة الحجة بالحجة ، باستثناء مناقشة الأستاذ حنفي، كان النقد شبيها بالشتم على غرار  اتهام محمد عابد الجابري ب" الشوفينية" من قبل الأستاذ على حرب  في مجلة دراسات عربية سنة 1980، ومن قبل الأستاذ محمود أمين العالم  في مجلة اليسار العربي الصادرة في باريس عدد 30 أبريل 1981.ومعروف الصلة السياسية التي تجمع بين محمود أمين العالم ومهدي عامل، وأكيد أن مهدي عامل كان مُطلعا على مشروع محمد عابد الجابري وخاصة كتابه " نحن والثراث" والذي خلق رجة فلسفية عارمة من قبل مفكري منطقة الشرق العربي.وأتساءل ما أسباب سكوت مهدي عامل عن مختلف القضايا التي أثارتها كتابات محمد عابد الجابري ؟ 

من بين المناسبات التي كان من الممكن أن يناقش فيها مهدي عامل مشروع الجابري ، كتابه " نقد الفكر اليومي "والذي ناقش فيه وذكر  عددا من المفكرين العرب ، ما عدا محمد عابد الجابري، في حين تحدث عن مشروع محمد أركون وصادق جلال العظم  وأثنى عليهما. قال مهدي عامل في حق محمد أركون :"...قد يكون مفيدا لجماعة المتأسلمين عندنا من أتباع هذا الفكر أن يقرأوا ما يقوله عن ظاهرة السيطرة الغربية الاستعمارية واحد من كبار مفكّري الإسلام الحديث محمد أركون، من موقعه بالذات كمفكر إسلامي لا يمكن للقارئ  إلا أن ينظر إليه بعين الاحترام إلى جهوده البحثية  في ميدان الدراسات الإسلامية، وإلى إسهاماته في تجديد القراءات القرآنية، بحسب مناهج النقد النصي الحديث" وأورد مهدي عامل نصا لمحمد أركون  من خلال مقابلة أجراها محمد أركون مع مجلة الفكر العربي عدد 32.نيسان.1983.ويعلق مهدي عامل على مقال محمد أركون " الفارق شاسع بين هذا الفكر، وهو إسلامي، وبين ذاك الفكر الظلامي الذي يظلم الإسلام والفكر معا (نفد الفكر اليومي .ص 220)
·          وبعملية حسابية، عايش مهدي عامل الذي اغتيل سنة 1987، كتب الجابري التالية :
·         العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي (1971)
·         نحن والتراث 1980، قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي (1980)
·         تكوين العقل العربي (نقد العقل العربي 1)(1982)
·         بنية العقل العربي (نقد العقل العربي 2)(1986)
  • "أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب" (1973)
  • "من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية" (1977)
  • "المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي" (1982)
  • "إشكاليات الفكر العربي المعاصر" (1986)
  • "وحدة المغرب العربي" (1987)
  • بالإضافة إلى  عدد من المقالات والمشاركات في عدد من الندوات .
 كما سكت مهدي عامل أو تجاهل التعليق على ندوة فكرية شارك فيها العشرات من المفكرين البارزين في الوطن العربي تحت موضوع "  التراث وتحديات العصر في الوطن العربي ( الأصالة والمعاصر) التي انعقدت في القاهرة في شتنبر 1984 بالقاهرة.

من تنظيم مركز دراسات الوحدة العربية،وهو الذي من عادته لا يفوت مناسبة يحلل وينتقد فيها عددا من الأطاريـــح.أقول هذا لأن ندوة التراث وتحديات العصر في الوطن العربي، لا تقل أهمية عن ندوة "أزمة التطور في الوطن العربي" بالكويت 1979. والتي ألف بصددها كتاب الهام " أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية ؟ربما قد يفسر هذا الموقف بسبب حساسية مهدي عامل تجاه القومية العربية مثقفيها وسياسييها.


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: