الفلسفة ومهنة التدريس.ما طرائق مختلف الفلاسفة في تدريس
الفلسفة؟
وهل كانت كتاباتهم الفلسفية خالية من أيّ بعد بيداغوجي يروم الإفهام والتبليغ؟
في أفق التفكير في بعض البديهيات الشائعة.
وهل كانت كتاباتهم الفلسفية خالية من أيّ بعد بيداغوجي يروم الإفهام والتبليغ؟
في أفق التفكير في بعض البديهيات الشائعة.
كيف نوفق بين مواقف الفلاسفة من تدريس الفلسفة؟ مثلا رفض ديكارت تدريس
الفلسفة بسبب وضعه الطبقي الميسور، لكن سبينوزا رفض تدريس الفلسفة مخافة أن لا تتوفر
له الحرية في التعليم، وفضل كسب رزقه اليومي بصقل زجاجات النظارات ..بينما أفلاطون
وكانط وهيجل وشوبنهاور ونيتشه ...وعدد من الفلاسفة المعاصرين الكبار...اختاروا
ممارسة تدريس الفلسفة، وقد اشتهر جاك دريدا بدفاعه عن تدريس الفلسفة
بالثانوي وليس فقط الجامعي، علما أن معظم المفكرين هم خرجي جامعات أي نتاج للمدرسة...
وما يدعو للسؤال هو موقف سبينوزا من تدريس الفلسفة بحجة إمكانية سلبه لحريته
في الكتابة الفلسفية لنقل الإخلاص للفلسفة بل ووجوده برمته .لكن هل هذا الموقف مبدئي أم مرتبط فقط بالسياق
السياسي والديني والثقافي لعصر سبينوزا.
معظم المتحفظين على تدريس الفلسفة يحاججون على كون التدريس قائم على
بيداغوجيا معينة، ومن ثمة يزعمون أن التحويل الديداكتيكي للفلسفة يفقدها الكثير من
مميزاتها.لكن المفارقة أن المرتابين من البيداغوجيا يمارسون تدريس الفلسفة والبيداغوجيا التي يرفضونها في أبحاثهم الشخصية ؟؟!!!!.وهذه
مفارقة تجدها بالخصوص لدى من يقدمون أنفسهم باحثين في الفكر الفلسفي، وبالتالي
يرتدون قبعتين مختلفتين، قبعة التدريس وقبعة البحث الفلسفي،ينتصرون للبحث
الفلسفي ويتخذون من نقد تدريس الفلسفة مشروعا " نقديا" يخدم أبحاثهم
الفلسفية وليس تجويد تدريس الفلسفة كما مارسه معظم الفلاسفة أنفسهم.
متى نفهم أن البيداغوجيا وسيلة تنظيمية وليست عائقا أمام تحبيب الفلسفة
للمتعلمين.وهل يوجد تدريس من دون وسائل بيداغوجية وديداكتيكية؟ السؤال أليست تربية
الأبناء في المنزل من صنف تربية التلاميذ في الفصل الدراسي؟ لماذا يجعلون من
البيداغوجية فزاعة برانية تهدد الفلسفة في رحاب التدريس؟
طيب، ألتمس من الباحثين المرتابين من بيداغوجيا التدريس البحث الفلسفي في
مختلف طرائق تدريس الفلاسفة للفلسفة، كمثال، ما الذي جعل طلبة شونهاور ينفرون من
طريقة تدريسه ويقبلون على طريقة هيجل في التدريس المعاصر لشوبنهاور؟ هل للشهرة والإنبهار بشخص الفيلسوف مثل نيتشه الذي حتى ولو كانت طريقته في التدريس لا تعكس طريقته في الفلسفة بالمطرقة، ربما يكفي أني طالب عند نيتشه المفكر الكبير، بمعنى هالته الفلسفية قد تغطي على بعض العيوب البيداغوجية في التدريس، وهي على العموم إلقائية كما هو شائع في التقليد الجامعي.
0 التعليقات:
more_vert