مفاهيم بيداغوجية برهان التفلسف وبناء الدرس الفلسفي.

التصنيف
التصنيف


مفاهيم بيداغوجية برهان التفلسف وبناء الدرس الفلسفي.


من إنجاز المؤطرين التربويين بديع الزمان اليمني وعبد العالي الحفيظي من مدينة آسفي في بداية التسعينات من القرن الماضي مع تكييفها مع المقرر الفلسفي أنذاك )
الأمثلة الواردة في الترجمة من إنجاز المؤطرين التربويين على قياس البرنامج الفلسفي المغربي.





الإشكال Problème
    السؤال  Question
 الأطروحة   Thèse
     القضية  Thème
قضية استفهامية تتضمن أطروحتين أو أكثر توجد بينهما أو بينها مفارقة أو اختلاف أو تعارض (...)
وتقتضي الإجابة عنها استدعاء
أطروحة أو أطروحات معينة بالذات .
تأسيسا على ذلك فالإشكال يتحدد على النحو التالي :
1- يدعو إلى البحث عن نتيجة معينة انطلاقا من معطيات معروفة في البداية، مثال:
 المعطى الأول: الأطروحة 1:
-إن الثقافة نفي للطبيعة.
 المعطى الثاني: الأطروحة 2:
- إن الثقافة تجسيد لإمكانية من إمكانيات الطبيعة.
 انطلاقا من المعطى الأول والثاني يتحدد الإشكال التالي:
* هل الثقافة نفي للطبيعة أم أنها تجسيد لإمكانية من إمكانيات الطبيعة؟
2- يدعو إلى البحث عن طريقة أو مسلك للاقتناع بحدث أو رأي أو موقف كنتيجة، وبعبارة أخرى أن نعطي حدثا أو رأيا أو موقفا كنتيجة، ويطلب بيان الخطة العقلية التي
تؤدي إليها.
 مثال:
ننطلق من النتيجة المعطاة التالية :
- إن الإنسان يختص وحده باللغة دون غيره من الحيوان.
  ونحدد الإشكال كما يلي:
- بماذا نفسر اختصاص الإنسان وحده باللغة وغيابها عند الحيوان؟
 وتقتضي المعالجة التحليلية للموضوع/الإشكال إلى تحديد مفهوم اللغة بالمقارنة مع أشكال التواصل الأخرى المعتمدة لدى الحيوان، وبعبارة أخرى إلى تحديد شامل للغة.




قضية استفهامية لا تقتضي الإجابة عنها استدعاء أطروحة معينة بالذات.

مثال :

       ما هي الثقافة ؟

    " هذا سؤال "

أما هل الثقافة نفي للطبيعة أم تجسيد لإمكانية من إمكانياتها؟
  " فهو إشكال "

بمعنى قضية استفهامية تقتضي الإجابة عنها استدعاء وفحص
أطروحتين معينتين بالضبط.

الأطروحة الأولى:
- الثقافة نفي للطبيعة.

الأطروحة الثانية:
- الثقافة تجسيد  لإمكانية من إمكانيات الطبيعة.
 
مثال 2:
ما هو الحدث التاريخي؟
  "هذا سؤال "
هل يوجد علم للتاريخ ؟
 " هذا إشكال"




 هي عبارة عن موقف فلسفي محدد، أي قضية فلسفية تتضمن حكما، وهو ما يفترض وجود سؤال محدد جيدا تجيب عنه.

مثال 1:

الإنسان جزء من الطبيعة

هذه أطروحة تتضمن حكما،
تحاول الإجابة عن سؤال محدد جيدا " هو " :

 " ما طبيعة الإنسان ؟"

مثال 2:

بين الحكمة والشريعة اختلاف في مصادر المعرفة ووسائلها، ولا يجوز من تم الحكم بإحداهما على الآخر .

هذه أطروحة تتضمن حكما تحاول الإجابة على سؤال محدد جيدا " هو :

 ما طبيعة الحقيقة الدينية بالمقارنة مع الحقيقة الفلسفية؟









  هي الموضوع المطروح
وتشمل ما يقترح التفكير فيه
وما يراد تحليله .


 مثال :
 

الــــــحـــقــيـــــقــــــة



هذه قضية أي موضوع
مطروح ويشتمل ما يقترح
التفكير فيه وما يراد تحليله
وهو :



 ما مفهوم الحقيقة في علاقتها بالمعرفة ؟ ما الحقيقة وما معاييرها؟ما طبيعة الحقيقة؟ وهل هي مطلقة أم نسبية؟
ما قيمة الحقيقة ؟






                       الدليل  Preuve
                 البرهنة  Démonstration
                الإشكالية Problèmatique









 يتضمن البرهنة ، ولكنه يضيف إليها بعدا موضوعيا وذلك ببيان
مطابقتها مع الواقع لا مجرد تناسقها الداخلي.

 مثال:

 الدليل أو الأدلة  التي يقدمها اللغويون للتأكيد أو للإثبات بأن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة توقيف أو اصطلاح.
 فما يتضمن مدلوله الحسي ( الصفير، الرنين، المواء مثلا )
من تلك الألفاظ يدل على أنها علاقة توقيف، وما لا يحمل مدلوله الحسي من تلك الألفاظ  ( إنسان، طاولة مثلا ) يدل على أنها علقة اصطلاح.
 


  هي إقامة قضية معينة منطقيا ، وذلك باستنباطها من القضايا الأولية المنطلق منها.

   البرهنة بهذا المعنى تكون داخلية ونموذجها هو الاستنباط الرياضي.

وبذلك ينبغي التمييز في الحديث عن البرهنة بين خطوتين :
  أولهما:
 وضع المقدمات، ويشترط :
        * أن تكون مستقلة بغضها عن بعض، أي لا يستنتج بغضها
           من بعض.
 * أن تكون غير متناقضة فيما بينها.

 ثانيهما:
  استنتاج قضايا مترتبة بالضرورة عن تلك المقدمات.

 مثال: برهنة ابن رشد على مشروعية الفلسفة أو وحدة الحقيقة الدينية و الحقيقة الفلسفية حين اقتصاره من أجل إثبات ذلك على مقدمات عقلية، ليصل إلى استنتاج  مشروعية الفلسفة أو الوحدة بين الحقيقة الدينية والحقيقة الفلسفية بالضرورة المنطقية ، ويعتبر القياس الأرسطي شكلا من أشكال البرهنة، كما يجسد المنهج الرياضي الفرضي الاستنباطي نموذجا للبرهنة.



هي جملة الإشكالات التي يمكن طرحها بصدد مجال من محالات التفكير. وبكيفية أدق فهي الطريقة النوعية التي تطرح  بها  تلك الإشكالات وشبكة الأسئلة التي توجه التساؤل.
  وهذه الطريقة في طرح الأسئلة يحددها نسق من الشروط الخاصة بإيديولوجية فترة معينة وبجملة التمثلات الموجودة في سياق ثقافي وتاريخي معين.
  فاختلاف الشروط العامة لإنتاج المعرفة لدى اليونان عن الشروط العامة لإنتاج المعرفة في القرن 18 مع "إيمانويل كانط" مثلا هو الذي يفسر اختلاف التساؤلات التي طرحت بصدد نظرية المعرفة لدى فلاسفة اليونان والفيلسوف كانط.
   - والتعرف على إشكالية معينة وتحديد طبيعتها يتم من خلال ما يلي:
    * إما إبراز المسلمات التي تعتمدها .
    * وإما ببيان حدود الشروط التي تعمل داخلها.وهو ما يمكن أن يظهر في حدود المجال الذي تشتغل فيه: مجال علمي، فلسفي إبستيمولوجي ، ، ديني ... إلخ ) ومدى عمق المعالجة وشموليتها.
 مثال1:
إن التساؤل عن أصل الفلسفة تؤطره إشكالية مختلفة عن الإشكالية التي تؤطر التساؤل عن عوامل نشوء الفلسفة.
 فالإشكالية الأولى فلسفية تأملية،
والإشكالية الثانية علمية تاريخية  .
مثال2:
 الانتقال من الفيزياء النيوتونية إلى الفيزياء المعاصرة أوضح مثال
على الانتقال من إشكالية إلى أخرى ، أي الانتقال من شروط معينة
لإنتاج المعرفة إلى شروط أخرى لإنتاجها. لأن منطلقات الفيزياء النيوتونية وأبرزها المفاهيم المعتمدة: المكان، الزمان، الحركة، وطابعها المطلق، تختلف عن المفاهيم المعتمدة في الفيزياء المعاصرة.











المقارنة والتشبيه Comparaison et Analogie
                        المثال Exemple
                 الحجة  Argument


 تفترض كل مقارنة مقابلة بين حدود ( قضايا، أطروحات،
إشكاليات، نظريات ، مناهج، مفاهيم ....)

 مثال :
*- مقارنة بين المنهج في العلوم الطبيعية والمنهج في العلوم
 الإنسانية.
*- مقارنة بين مفهوم العقل ومفهوم اللاعقل.
    
     وذلك من أجل استخراج أوجه الاتفاق أو الاختلاف أو صورة المفاضلة بين تلك الحدود.

  وفي هذا السياق فإن المقارنة تستهدف ما يلي :
*إما التشبيه : كالمقارنة بين المنهج الماركسي والمنهج الفرويدي لإبراز أو استخراج الشبه بينهما والمتمثل في رفضهما
للمباشر والبحث عن ما هو خفي.

* أو التمييز: كتمييز "دوركايم" بين موضوع السوسيولوجيا وموضوع علم النفس الاجتماعي ، ورفضه لكل شبه بينهما.

* أو المفاضلة: كالمفاضلة بين التصور الكلاسيكي والتصور
 العقلاني المعاصر لمناهج العلم وموضوعاته.

* أو النقد: كالمقارنة بين المعرفة العلمية والمعرفة العامية
   عند " غاستون باشلار" بهدف نقد المعرفة العامية.
 
هو وسيلة لإنتاج فكرة أو مفهوم أو نظرية في المجال الحسي الواقعي بعد أن تم إنتاجها على المستوى النظري المجرد.
   فالمثال يشكل المرجع référence   بالمعنى اللغوي للكلمة.
على أنه ينبغي التمييز بين مثال يشكل حالة خاصة تتوفر فيها كل
خصائص العام.
* مثال لعبة الشطرنج الذي اعتمده " ليفي ستروس" في توضيحه
  لمفهوم البنية structure .

* مثال التحول من البذرة إلى الثمرة الذي استعمله "هيجل" في
   توضيح الجدل.

وبين مثال  يشكل الحالة المتفردة  singulier التي تشذ (تخرج)
عن العام.

* فالألفاظ التي تحمل مدلولها الحسي (الصفير، الرنين، المواء..)
   لا يمكن استعمالها كمثال لإثبات أن العلاقة بين الدال والمدلول
  هي دوما علاقة توقيف.

وظائف المثال : منها:
*- الوظيفة التعليمية، لأنه يسهل الفهم.
*- الوظيفة الأنطولوجية، لأنه يشكل قاعدة تجريبية تكشف عن
    العلاقة بين الخطاب والعالم ( أي الإحالة على الواقع)
*- وظيفة استكشافية، لأنه يشكل الدعامة الوصفية التي بواسطتها
   تبنى المفاهيم.
      مثال: سقوط التفاحة عند" نيوتن" بواسطته تم اكتشاف مفهوم
   الجاذبية .
*- وظيفة الإثبات، فهو يشكل مشتركا للتجربة بين الكاتب والقارئ
أي أنه يشكل معطى أو مرجعا مشتركا بينهما.
     - والمثال لا يرقى إلى مستوى البرهنة والدليل ، إنه يدخل في تقنية الإقناع، ولكنه لا يقوم مقام الاستدلال.





  هي وسيلة للإثبات يستهدف دحض أطروحة أو تأكيد وإثبات مصداقيتها وذلك من أجل حمل المحاور (الآخر) على رفضها
أو قبولها.

 وتقدم غالبا في شكل قضية خارجة عن القضية التي يراد
إثباتها : بعيدا عن الضرورة المنطقية التي تؤسسها.

 من هنا حدود الحجة لأنها تحتاج إلى ما يبررها هي نفسها.
فبالنسبة للفيلسوف " كانط":" لم تقدم الميتافيزيقا التقليدية دلائل،
لقد قدمت بالأحرى مجرد حجج."


مثال:

 الحجج النقلية التي اعتمدها  الفلاسفة المسلمون في العصر الوسيط
لإثبات مشروعية الفلسفة دون الانطلاق من مقدمات معينة ،
والحرص على التناسق المنطقي .           

  






 التفنيد والنقد réfutation et critique  
القيمة الفلسفية l’intérêt philosophique
         التحليل ودور الطابع التاريخي
Le développement à caractère historique
استعمال التقابلات المفاهيميةL’utilisation des oppositions conceptuelles         
- عملية تستهدف غالبا دحض مفهوم أو أطروحة
أو وسائل إثبات معينة أو الكشف عن حدودها.
- ويمارس بنفس وسائل الإثبات المشار إليها
( كالبرهنة والدليل والحجاج والمثال والمقارنة
والتشبيه واستعمال التقابلات المفاهيمية  وحتى عن طريق التحليل التكويني الذي يفسر كيفية
إنتاج التمثلات إذ يمكن أن يوظف في دحض الأحكام وإزالة ما يضفي عليها من صلاحية مطلقة ، وذلك بالكشف عن نشأتها وحدودها
التاريخيين .
- ويتجه النقد إلى الكشف عن حدود مكونات النص بدءا من طرح الإشكال وإلى غاية الخلاصات والنتائج.
- كما أنه يمكن أن يتجه عندما ينصب  إلى المقدمات( هل هي واضحة بذاتها، مستقلة
منسجمة فيما بينها  ) إلى علاقة المقدمات بالنتائج.
   وفي حالة الدليل ينصب على طبيعة الدليل
والأدوات المعتمدة في القول به( هل هي علمية أم تعتمد وسائل المعرفة العلمية.
 و في حالة  الحجاج ينصب على بيان ضعف القيمة الفلسفية للحجاج كوسيلة إثبات تفتقر إلى الصدق المنطقي.
 وفي حالة الحجاج يبحث فيما إذا  التزم النص بالشروط النقدية للمثال.
الانتقادات الموجهة للأطروحة كمكون للنص:
* أنها أحادية الجانب.
* أنها لاتاريخية
* أنها غير شاملة

يقصد بالقيمة الفلسفية ما يقدمه النص من مساهمات على مستوى طرح الإشكال أو معالجته، وهو ما يمكن أن يتجسد على المستوى التاريخي أو بالنظر لأبعاد ورهانات تلك المعالجة
والأدوات المعتمدة فيها. على أنه يمكن الوقوف
عند:
*القيمة الوصفية للأطروحة عندما يتعلق الأمر
بتحديدها الخصائص المميزة للموضوع.
* القيمة التفسيرية للأطروحة عندما تتجاوز
  ( الأطروحة) الوصف لتحدد ما يفسر تلك الخصائص .
* القيمة النقدية للأطروحة  : عندما تستهدف من وراء وصفها وتفسيرها سجال أطروحات أخرى ضمنية أو صريحة.
  مثال:

 النصوص التي تستهدف تحديد المفهوم غالبا ما تكون لها قيمة وصفية وتفسيرية ونقدية كمفهوم الطبيعة والتقافة.

 الرجوع إلى التاريخي ، إلى السياق التاريخي
يمكن أن تكون له قيمة تفسيرية شريطة أن يكون
له طابع ميكانيكي ، بمعنى الربط الآلي بين تطور الفكر وتطور التاريخ ، لأن تطور المجتمع لا يترتب عنه بكيفية آلية تطور الفكر.

  فالفكر عندما يتكون كإيديولوجية يتطور بفعل قوانين داخلية لتطور الفكر نفسه.

على أن السرد التاريخي لا يشكل خطة تفسيرية.

* وهنا لابد من النظر إلى الأحداث في إطار تصور للتاريخ ككل .
   مثال ذلك: التحقيب التاريخي                              périodisation historique
الموجه بقراءة عقلية تصنيفية للمعطيات التاريخية.
  مثال:
* قانون الحالات الثلاث ل"أجست كونت"
* أنماط الإنتاج ل"كارل ماركس"          
   

 إن البحث عن العلاقة بين المفاهيم  في إطار
نظرية معينة من شأنه أنه يحدد مكان تصور معين أو فكرة معينة.
   فالحديث عن الطبيعة والثقافة من خلال التقابل بين :
     * الطبيعي والثقافي
     * بين الفطري والمكتسب
     * بين المباشِر والمنتَج
     * بين المباشِر والمراقَب
     * بين الخام والمحمول
     * بين الدائم والتاريخي
 من شأنه أن يساهم في تحديد المفهومين المركزيين: طبيعة / ثقافة




شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: