مُساءلة دروس الدعم عن بعد في زمن الكورونا

التصنيف


مُساءلة  دروس الدعم عن بعد في زمن الكورونا


1-مشكلة هيكلة دروس الدعم في الظرفية الطارئة الحالية.
2- مشكلة الكتب الفلسفية المدرسية التجارية
.


1- أتخوف في ظل هذه الجائحة أن يتحول الدرس الفلسفي عند بعض المدرسين إلى مجرد تقديم معلومات فلسفية جاهزة في سباق مع الزمن،الغاية منها الاستعداد للإمتحان الوطني. لا أشك في النوايا الصادقة لكل من تطوع في تقديم المساعدة، ولكن من منطلق فلسفي وجب تقييم هذه التجربة وتطويرها في أفق الحفاظ على روحها الفلسفية، وحتى لا يتم السقوط في طريقة تدريس تجار الساعات الإضافية الذين خربوا العلاقة الطبيعية بين المتعلمين والفلسفة من خلال تقديم دروس فلسفية تركز على تقديم ملخص لمختلف الأطروحات قابلة للحفظ وإهمال تحليل النصوص الفلسفية باعتبارها ورشة للتفلسف من خلال مختلف الإجراءات المعروفة ، من قبيل تجاهل طريقة تشكل المفاهيم والطرائق الحجاجية والمنحى النقدي الذي يمارسه مختلف الفلاسفة وعلماء الإنسان في نصوصهم وبعض العلماء في مجال العلوم الدقيقية وخاصة في مجزوءة المعرفة.والأهم الغائب هو تقييم ومناقشة الأطروحات ، بتبيان ما لها وما عليها وإشراك المتعلمين في المناقشة والتقييم .نعم الظرف استثنائي وتغيرت الوضعيات التعلّمية، والمطلوب آنيا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن ليس على حساب مقتضيات الدرس الفلسفي، وهنا المشكلة والوضعية الحرجة تتطلب تقديم بدائل وطرحها للنقاش. بعض المدرسين المتطوعين أدركوا هذه المشكلة وحاولوا التواصل المباشر مع تلامذتهم عبر الواتساب أو وسائل رقمية  أخرى محترمين مختلف تمرحلات بناء الدرس الفلسفي .وهناك بعض المدرسين الذين بدأوا في نشر دروسهم بدء من مجزوءة الوضع البشري، وكأن المتعلمين لم يدرسوا الفلسفة ما قبل الجائحة الكورونية. كان من الأفضل التركيز على ما تبقى من الدروس مع التركيز عل المناحي المنهجية الفلسفية : طريقة استخراج البنية المفاهية والحجاجية، وكيفية إبداع إشكال من خلال صيغة استفهامية، ما المسكوت عنه في النصوص الفلسفية ، ما مبررات اختلاف الفلاسفة والعلماء حول نفس القضية وما مصداقية الحجاج المختلف لتفس القضية. لنفس القضية، ما مكان المتعلم في إبداء والتعبير عن موقف مدعم فلسفيا، وماذا استفاذ شخصيا من بنية الدرس الفلسفي، وكيف يستثمر ما تعلمه من وضعيات إشكالية داخل حياته اليومية وفي الفضاء العمومي، وفي الكتابة الإنشائية....
ولكن بعض الدروس بغلب عليها الإلقاء وبعضها يغلب عليها الطابع الأكاديمي الذي يتجاهل حاجيات المتعلمين من الدرس الفلسفي كما يمارسه المدرس في التجربة الفصلية.
أتمنى أن يناقش المدرسون المدرسات في الخاص استراتيجية تدبير الدرس الفلسفي في هذه المرحلة الحرجة موازاة مع الدعم ،حتى لا يتم التأسيس لعادات لافلسفية من داخل الدرس الفلسفي في ظل هذه الظروف العصيبة، وحتى لا تغلب عليهم عاطفة التضامن وواجب تقديم المساعدة والتسرع في تقديم الخدمة عن حسن نية وهي غير كافية والمطلوب عقلنتها حتى لا يتم التشويش على ما تعلمه المتعلمون مع مدرسيهم في الفصل.إذن المطلوب عقلنة هذا الواجب الإضافي وتكييفه مع المرحلة ولكن ليس على حساب المقتضيات الفلسفية مهما كانت المبررات.
2- ولا ننسى أن المتعلمين في الزمن العادي السابق كانوا يتهافتون على عدد من الكتب الفلسفية التجارية التي تقدم الدرس الفلسفي على شكل وصفات جاهزة سهلة الحفظ وجد تبسيطية، ومع الأسف عدد من المدرسات والمدرسين يطلبون من تلامذتهم حفظ ما تم تلقينه لهم وليس بالضرورة فهمه متدرعين بقصر العامل الزمني وطول المقرر الفلسفي!!!! الأمر الذي يدفع المتعلمين إلى البحث عن معارف أخرى جاهزة للحفظ وينسخونها تهيئا الامتحان الوطني وخاصة الأحرار، وهناك كتاب تجاري يروج كثيرا بين المتعلمين في زمن ما قبل الكورونا ، وربما قد يعطيه التلاميذ أهمية قصوى في الظرف الحالي وهو يمثل كارثة لم ينتبه إليها المدرسون ولم يتم إخضاع تجربة الكتب المدرسية التجارية  للتحليل والنقد، لكن هناك  كتب جادة  وتحترم الرهان الفلسفي، غير أن  عددا منها يحتاج إلى نقاش هادئ..
أسفله أقدم لكم نماذج تروج كثيرا بين المتعلمين ويقومون بإعادة نسخها وتداولها فيما بينهم.لكن أيضا هناك عدد من المتعلمين يرفضون التعامل مع هذه النماذج التجارية ويثقون في مدرستهم ومدرسهم بدليل مراجعتهم في الفضاء العمومي قبيل الإمتحان من دفاترهم الفصلية.


لاحظوا الوثيقتين الأولى والثانية والخطورة التي تمثلها بالنسبة للمتعلمين وخاصة الأحرار منهم.تمثل الوثيقة الأولى " قمارا" مفضوحة أستغرب كبف لمدرس الفلسفة أن تصدر عنه هذه التفاهة. وحتى النصائح المقدمة بخصوص شكلية كتابة الإنشاء الفلسفي تتثير الضحك.
فمن يحذر المتعلمين من هذه المزالق وهي تعرف إقبالا من قبل التلاميذ بمثل إقبال عموم الناس على قنوات التفاهة.وأستثني كنا الكتب المدرسية الجادة وهي معروفة سواء الورقية أو الألكترونية.
السؤال المسوت عنه، ما هيكلة الملخصات الفلسفية ولماذا تقتصر على المعلومة الفلسفية وليس على مختلف الإجراءات الفلسفية المنهجية والمفاهيمية والحجاجية ومستويات النقش والنقد ....


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: