ضرورة حضور الفعلين النقدي والحجاجي في التعليم عن بعد.
من الصعوبات التي يواجهها المتعلمون في درس الفلسفة الثانية
بكالوريا، وخاصة في الإنشاء الفلسفي، صعوبتان:
1- صعوبة ممارسة الفعل النقدي لأطروحة معينة من
خلال أطروحة تعارضها في مرحلة المناقشة.
2- صعوبة هي نتيجة للصعوبة الأولى ، وتتمثل في الحجاج
على مستويين، مستوى إقناع الأخر( أستاذ الفصل والتلاميذ ...والمصحح للامتحان
الوطني ) بنقد أطروحة معينة وتبيان عيوبها، وبالمقابل إقناع الآخر بالأطروحة التي
أقنعته واختار الدفاع عنها.وهذا متعلق بموقف التلميذ من القضية الأساسية المطروحة
في المطلوب ( السؤال المفتوح، والقولة المرفقة بنص والنص موضوع التحليل والمناقشة) بناء على قناعاته الشخصية
والمدعمة فلسفيا من خلال طريقته في الحجاج اعتمادا وتوظيفا لما تعرّف عليه بخصوص
آليات التفكير الفلسفي في الجذع المشترك، ومن تجربة مدرسه في مناقشة وتقييم
الأطروحات ( مواقفها من خلال بنيتها المفاهيمية والحجاجية مع احتمال دور السياق
والظرف التاريخي في إبراز نقصها أو عيوبها بسبب مستجدات إشكالية )
من بين الأسئلة ، هل الدروس عن بعد تولي أهمية
أولوية لهاتين الصعوبتين البيداغوجيتين في الكتابة الإنشائية؟ خلفية السؤال نابعة
من التساؤل عن الجدوى من تقديم معارف هي في النهاية أطروحات لفلاسفة من دون
إخضاعها للفعل الفلسفي النقدي وآلياته
المعروفة؟ قد يبرر البعض بأن هاتين الصعوبتين مجالهما الفصل حيث التفاعل وليس
التعليم الرقمي عن بعد ، مع العلم أن نماذج قليلة من التعليم عن بعد حاولت بنوع من
الاقتصاد الفلسفي مقاربتهما بسبب الحيز الزمني الضيق المسموح به،وهنا أتحدث عن
التعليم عن بعد المهيكل من قبل مختلف المديريات الإقليمية وبإشراف السادة المراقبين
التربويين وطاقم من المدرسين والمدرسات، وهو يقابل التعليم عن بعد الحر والمفتوح
وغير الخاضع للتوجيه، وهذا مع الأسف يعج بكثير من النواقص ومن الصعب متابعته
وتقييمه بالرغم من وجود مدرسين أكفاء قدموا دروسا متكاملة كما في التعليم الفصلي
الحضوري بحكم أنهم غير معنيين بإشراف المديريات الإقليمية ويتحفظون من التعليم عن
بعد بطريقة " الكبسولات".
والحالة هذه، من أصعب لحظات
الفعل الفلسفي التلاميذي هي مرحلة المناقشة بعد تحليل أطروحة المطلوب وتفكيكها،وفق
المطلوب كما في القولة المرفقة بسؤال والنص للتحليل والمناقشة.أما السؤال المفتوح
فله وضع خاص، سأتحدث عنه لاحقا.

وكخلاصة، من المطلوب أن يصل التلميذ إلى حل للإشكال المطروح، بل ونشجعه على الوصول إلى حل والدفاع عنه،وهو ما ترمز له الأطر المرجعية بالموقف الشخصي للمترشح.وهذا يقتضي إعادة النظر في كثير من البديهيات الفلسفية والبيداغوجية حول طبيعة الفلسفة وقضية لا جواب في الفلسفة وأن كل جواب يتحول إلى سؤال.... وقس على ذلك عددا من البديهيات، مع العلم أن كل الفلاسفة حاولوا تقديم أجوبة للإشكالات التي طرحوها بل طرحوا مناهج للوصول إلى تلك الأجوبة، والجواب الفلسفي في النهاية هو الأطروحة، وهذا الجواب الفلسفي هو الذي جعل الفلاسفة يختلفون بل يتصارعون فيما بينهم، بل وصل الأمر ببعض النقاد من التهكّم على على بعض أجوبة الفلاسفة، لنعطي مثالا عن ما تعرض إليه كانط، قال بيكوي " للكانطية يدان نقيتان ولكن ليس لها يدان."وذلك في معرض انتقاد كانط لموقفه من القيمة الأخلاقية للشخص، بحيث لم يهتم كانط بأفعال الشخص في التجربة الحياتية ، من منطلق أن الأخلاق لا تظهر في طبيعة الأفعال التي ينجزها الشخص، بل تتجسد في مطابقة الإرادة الطيبة للقانون الأخلاقي.إذن يفصل كانط حسب القولة الناقدة أعلاه، بين إرادة الفعل الأخلاقي ومادة العمل الأخلاقي لتتجلى الأخلاق الكانطية شكلية نظرا لطابعها العقلي.لكن عند بعض المؤيدين لكانط يزعمون أن كانط رسم مثلا عليا قد تعين سلوك الإنسان لما يجب أن يكون....كما قال ناقد " رسم كانط ابتسامة القط بدون قط" ويغمز إلى أن كانط يتحدث عن الفن وليس له علاقة بالفن ولم يسبق له أن زار معرضا فنيا أو شاهد معمارا فنيا..بل يقول مؤرخوا الفلسفة أنه تعرّف عن الفن من خلال ما يحكيه أصدقاؤه له عن الفن!!!!!وهذا ذكره ريجيس دوبري في كتابه " حياة الصورة وموتها"....السؤال ما القيمة الفلسفية المضافة من تقريب المتعلمين من صراعات الفلاسفة فيما بينهم وانتقادهم لبعضهم البعض بالحجة والدليل؟والسؤال أيضا متى يتجاوز الدرس الفلسفي سيرورته الباردة والنمطية بالتركيز فقط على عرض الأطروحات تباعا كما مقادير " شوميشة" للطبخ وهي التي تقوم بالطبخ، في حين مطلوب من المتعلم التفلسف / الطبخ بعد أن نضع بين أيديه مختلف القضايا الفلسفية وما تثيره من إشكالات ويحدد موقفه الشخصي بقدر الاستطاعة إن كنا نراهن على تعليم التفكير ( ببعديه النقدي والحجاجي) وليس ترديد ما قاله الفلاسفة .
من بين الأسئلة أيضا،عدم تكافؤ الفرص بين المتعلمين عن بعد، وأستثني إشكال الإمكانات....وهذا موضوع إداري وتدبيري، وأركز على كيفية انسجام المتعلمين مع مدرسين جدد ربما طريقة إفهامهم تختلف، وهذا حاصل بالفعل، عن مدرسيهم في الثانوية التي يدرسون بها، ولتكن لدينا الجرأة في القول إن عددا من المدرسين والمدرسات، يقدمون دروسهم جاهزة ويتم إملاؤها ويطالبون تلامذتهم بحفظها فقط، ويحاججون بنقص التفاعل بسبب طول البرنامج الفلسفي ،وضرورة إتمامه تُبرر الإملاء دون التفاعل.وهذا مشكل سيواجه عددا من المتعلمين الذين ألفوا طرقا معينة مع مدرسيهم ويواجهون دروسا تختلف عن ما تعلموه بطرائق مختلفة.
من بين الأسئلة أيضا،عدم تكافؤ الفرص بين المتعلمين عن بعد، وأستثني إشكال الإمكانات....وهذا موضوع إداري وتدبيري، وأركز على كيفية انسجام المتعلمين مع مدرسين جدد ربما طريقة إفهامهم تختلف، وهذا حاصل بالفعل، عن مدرسيهم في الثانوية التي يدرسون بها، ولتكن لدينا الجرأة في القول إن عددا من المدرسين والمدرسات، يقدمون دروسهم جاهزة ويتم إملاؤها ويطالبون تلامذتهم بحفظها فقط، ويحاججون بنقص التفاعل بسبب طول البرنامج الفلسفي ،وضرورة إتمامه تُبرر الإملاء دون التفاعل.وهذا مشكل سيواجه عددا من المتعلمين الذين ألفوا طرقا معينة مع مدرسيهم ويواجهون دروسا تختلف عن ما تعلموه بطرائق مختلفة.
0 التعليقات:
more_vert