ما مدى مصداقية التشكيك في تدريس الفلسفة؟

التصنيف


ما مدى مصداقية التشكيك في تدريس الفلسفة؟




إلى المشككين في أهمية تدريس الفلسفة بالثانوي والجامعي،أقول بكل بساطة لولا تدريس الفلسفة لما ظهر للوجود الجابري والسطاتي وبنعبد العالي وسالم يفوت ومحمد المصباحي ومحمد سبيلا ومحمد وقيدي وقبلهم عزيز الحبابي..وغيرهم كثر.فهم لم يكتسبوا صفة الفلسفة إلا من خلال دراستهم وتدريسهم للفلسفة في المؤسسة التعليمية. ولو لم يدرسوا الفلسفة كطلاب أولا ثم امتهانهم للتدريس لما كان لهم ما لهم من صيت فلسفي ولما كان لمفعول ما كتبوه في ظل غياب صعوبة إشاعة الفلسفة خارج أسوار المؤسسات التعليمية؟.
السؤال هل من الممكن ولادة فيلسوف من خارج المؤسسة التعليمية في العالم العربي؟ مفكر على غرار سقراط وديكارت وسبينوزا ...في ممارستهم للفعل الفلسفي من دون وساطة بل ورفضهم لتدريس الفلسفة بخلاف هيجل وشوبنهاور ونيتشه في بداية مشواره؟وهل من الممكن والمحتمل إقبال من لهم رصيد من المعرفة على دراسة المتون الفلسفية بكل حرية مفعة بالرغبة في محبة الحكمة؟
صحيح أن وضعية تدريس الفلسفة يشوبها العديد من الأعطاب بسبب إكراهات التحويل الديداكتيكي للفلسفة كما العديد من الحقول المعرفية كالرياضيات والفيزياء ...
إذن نحن أمام خيارين،إما حذف تعليم الفلسفة للحفاظ على صفائها الذي تعكره البيداغوجيا والتحويل الديداكتيكي الذي  أملته ضرورة انفتاح الفلسفة على غيرها من العلوم،وإما العمل على تجويد تدريس الفلسفة من خلال التفكير كونيا وليس محليا بالمعنى الضيق والانعزالي، في الممكنات البيداغوجية التي تحترم الشروط المؤسسة للتفكير الفلسفي من دون القطع مع ضرورة انفتاح الفلسفة على مختلف العلوم التي يمكنها تتشكل إضافة نوعية للمسار الفلسفي،بل ومن دون خلق قطيعة مع المستجدات التي يتم تغييبها من خلال التفسيرات والشروحات المتكررة والنمطية لتاريخ الفلسفة وإشكالاتها المعرفية والمنهجية .
والحالة ماذا نريد من تدريس الفلسفة في المؤسسة التعليمية؟ كيف الحسم في التشابك السياسي والإيديولوجي بين الحاكمين والمشتغلين في الحقل الفلسفي؟ وهل يجوز الحديث عن فلسفة بالبعد الواحد أم عن فلسفات مختلفة؟ وما الفلسفة التي يمكن تدريسها في الوضعية العربية المتسمة بالتأخر والتفكك وسيادة التفاهة؟ وهل تخليص الفلسفة من بعدها الأكاديمي التجريدي النخبوي ممكن؟ إذا لم يكن ممكنا فما مضار تدريسها على المدى البعيد؟ ولكن هل مدرسوا الفلسفة الجامعيين والمؤلفون للعديد من الكتب الفلسفية يعتبر تدريسهم نموذجا ومعيارا لتجويد تدريس الفلسفة من دون تشويهها؟

شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: