هل يمكن اعتبار التدريس بالكبسولة في مقام تقديم أكلات سريعة

التصنيف

 

هل يمكن اعتبار التدريس بالكبسولة في مقام تقديم أكلات سريعة



هل يمكن اعتبار التدريس بالكبسولة في مقام تقديم أكلات سريعة لا تغني ولا تسمن من جوع؟ التدريس بالكوكوت مينوت وخاصة في مجال الفلسفة ،يقابله مجموعة من الاقوال منها "كور وعطي لعور" و"عدي باللي كاين"و"سلك""شيء أحسن من لاشيء" ومن نتائج هذه الممارسة تعويد المتعلمين على التعاطي مع الملخصات والاطروحات من دون سياقها ومفاهيمها وحجاجها ....لكن قد يكون للقضية بعد إيجابي يتمثل في اقتسام مسؤولية التدريس مع المتعلمين،بحيث سيصبح العمل المنزلي ملحقة مدرسية وورشة لتوثيق الدروس وإعادة بنائها والبحث الشخصي التكميلي لما لم يستطع المدرس التوسع فيه بسبب نقص في الحيز الزمني ومشكلة التفويج الذي يباعد بين الحصص وقد يستمر التباعد أسبوعين....لكن هل يوفر المنزل شروط المواكبة عن بعد؟

ما أدهشني ندرة الاجتهاد في تدبير سليم للتدريس في ظل هذه الوضعية الاستثنائية، لمواجهة مشكلتين،الاولى معرفية إذ تأبى الفلسفة الاختزال وتقديم جرعات جاهزة،الثانية إدارية تتمثل في إمكانية عدم إتمام البرنامج الفلسفي وطنيا وليس كما كان في السابق فرديا.وهذا يسائل مديرية المناهج حول مقتضيات الامتحان الوطني في ظل هذا الوضع الاستثنائي.

ومما يزيد الطين بلة،استحالة عقد لقاءات تربوية والقيام بدروس تطبيقية تقترح حلولا للتدريس في ظل الجائحة،مما يعني أن الارتجال هو سيد الموقف لنتصور أن جائحة كوفيد 19 استمرة طيلة السنة،السؤال ما مصير العملية التعليمية برمتها؟

من النتائج الممكنة ترسيخ ثقافة الاختزال والاختصار والتلخيص،مما يعني أنه لن يعود المتعلمون قادرون على قراءة الكتب وأيضا المقالات المطولة،وربما تنتقل العدوى للمدرسين والمدرسات بحكم عادة التلخيص والاختزال .بحيث تصبح من طقوس المدرسين حتى في الفضاء العمومي،ربما حين يطلع على جريدة يومية أو أسبوعية يكتفي بقراءة العناوين فقط او قصاصات أخبار جد قصيرة.أما الكتب والمقالات الفكرية وخاصة التي تمتح من قاموس لساني معقد ومركب فربما سيكون مصيرها التجاهل بسبب شيوع ثقافة وطقوس التلخيص والجاهز كما تقدمه بيداغوجيا الكبسولة.الاخطر من ذلك وبالنتيجة ستتقوى نزعة براغماتية تبحث عنما ينفع لحظيا.. وباي باي فعل التثقيف والارتقاء بالفكر. وقد انتقلت هذه العدوى التلخيصية الاختزالية إلى أساتذة الجامعات ،بحيث يطلب عدد من المدرسين من طلبتهم تلخيص أطروحات الدكتوراه أو الاجازة أو الماستر...تصوروا أستاذ جامعي لا يقوى على قراءة كل الرسالة او بحث الماستر ويطلب من الطالب الباحث تقديم تلخيص لرسالته قبيل مناقشتها !!!!!!!!!

 

شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: