موسم الإنشاء الفلسفي.

التصنيف

 



موسم الإنشاء الفلسفي




 

أتسال عن أسباب "ظاهرة أو عادة مدرسية" يمارسها أغلبية من يؤلفون في مقتضيات تدريس مادة الفلسفة،ورقيا ورقميا. تتمثل هذه العادة في التنظير للإنشاء الفلسفي عند قرب الامتحان الوطني كل سنة. تنظير لستُ أدري هل هو موجهة للمدرسين أم للمتعلمين مع وجود فارق منهجي في تمثل التنظير لمقتضيات كيفية كتاب إنشاء فلسفي لديهما.

هذه الظاهرة تطرح مجموعة من التساؤلات:

1- ما المانع من تساوق أو مصاحبه تلك التنظيرات لمراحل إنجاز الدروس مع بداية السنة الدراسية كي تكون عونا للمتعلمين في إنجاز فروض المراقبة المستمرة وفي ذات الوقت التمرّن على الكتابة الإنشائية في الامتحان الوطني؟

2- لماذا يكون التأليف/التنظير المساعد لكتابة إنشاء فلسفي موجها فقط لتلامذة الثانية بكالوريا،علما أن التدرب على كتابة موضوع فلسفي يبدأ مع تلامذة الأولى بكالوريا ومع الجذوع المشتركة يمكن الاستئناس ببعض التوجيهات في كتابة إنشاء فلسفي؟

3- متى وكيف وما مقدار الحيز الزمني، بموازاة إنجاز الدروس، الذي يخصصه المدرسون والمدرسات لكتابة موضوع فلسفي؟ والحالة هذه هل يجوز التمييز بين درس فلسفي وإنشاء فلسفي ؟

4- ما مدى استفادة المدرسات والمدرسين من منشورات ورقية خاصة بكيفية إنجاز موضوع فلسفي سواء وفق الأطر المرجعية أو وفق اجتهادات خاصة؟ في حالة الإلتزام بالأطر المرجعية ما القيمة المضافة لهذه الاجتهادات،وإذا تعلق الأمر بالاجتهاد الشخصي ، فما موقف المدرسات والمدرسين من تلك الاجتهادات، وكيف تتم ملاءمتها مع الأطر المرجعية؟

5- ألا يُرسّخ هذا التقليد أو العادة فكرة " موسم الإنشاء الفلسفي " لدى المتعلمين، بالمعنى التقليدي لظاهرة المواسم، ولكل موسم " ولي صالح" قد تكون جاكلين روس أو فرانس رولان أو فيليب ميريو أو الوالي الصالح ميشال طوزي وحوارييه...؟ وما يوافق ذلك من طقوس وشعوذات من قبيل نشاط مكتبات/حوزات الفوطوكوبي المنتجة للحروزة التي في مقام بخور التفوسيخا من العكوسات الفلسفية ، والتيمن ببركات الأستاذ المعجزة، الغاية النهائية "الخلاص" وبلغة المتعلمين " الربحة" وبلغة البيداغوجيا " أعلى نقطة موجبة للنجاح".

6- وأخيرا ألسيت كتابة موضوع فلسفي ممارسة فكرية ويومية وليست فقط تقويما جزائيا ماديا ( ورقة التحرير)؟ بمعنى أن الكتابة طريقة في الوجود اليومي وفق منهجية عقلية ووجدانية تنير الطريق للمتعامين والمدرسين معا؟ إلى متى فصل الكتابة الإنشائية عن الإرتقاء الفكري باعتباره ممارسة فكرية واجتماعية تنطبق عليها ومن خلالاها منهجية كتابة موضوع فلسفي أو بالأحرى موضوعا حياتيا.لأن من يحترم منهجية الكتابة الفلسفية يكون متفاهما مع ذاته ومع الآخرين. لنفتح أفق الكتابة الفلسفية على الحياة بعد أن تربّبت بين أحضان البيداغوجيا والديداكتيكا ومقتضيات التقويم والتصحيح ودليل التصحيح......

وهذا لا ينتقص من كتب جادة ستكون بالتأكيد عونا للمدرسين والمتعلمين على السواء.


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: