في مشروعية الفلسفة من دون تفاضل. الحق في الفلسفة لا عرق له.

التصنيف

 



في مشروعية الفلسفة من دون تفاضل. الحق في الفلسفة لا عرق له.
مساءلة الموضة الفلسفية.



لماذا يعزف الشباب من الباحثين تخصص فلسفة من طلبة الماستر والدكتوراه عن البحث في تاريخ الفكر الفلسفي العربي الاسلامي،وامتداداته في الحقبة المعاصرة وربطها بحاجيات الناس في التحرر بعد التملك لماضيهم لا تجاهله والتنكر له؟ او التفكير الفلسفي الهندي او الصيني او الياباني وتحية لنيتشه مع هكذا تكلم زرادشت....في حين يتسابقون إلى الفلسفة الغربية شرحا وتفسيرا واجترار ما تم استهلاكه من دون التوفق في تركيب فلسفي نوعي وجديد يشكل إبداعا وليس اتباعا واستنساخا ؟ هل يتعلق المشكل بتوجيه من الاساتذة المشرفين ام باختيار الطلبة الباحثين؟ التنوير المطلوب والبحث عن الحقيقة يبدأن من التفكير في الخصوصي قبل أن يعبر إلى الكوني. ذاك هو رهان من كتبوا في التنوير المحلي ضدا على التجهيل ودفعوا حياتهم ثمن مغامرة تعبيد الطريق إلى الانوار،مهدي عامل ، حسين مروة،فرج فودة، ومنهم من تم قتلهم رمزيا ،هادي العلوي، نصر حامد أبو زيد..وقبلهم بقرون ابن عربي والحلاج والسهروردي......في حين يتجاهل العديد من المفكرين الغربيين نظراءهم من المفكرين العرب والافارقة والصينيين واليابانيين(باستثناء المستشرقين) ماذا يعرف هابرماس وألان باديو وسلافوي جيجيك و.ميشال اونفراي ولوك فيري عن الثقافة العربية الإسلامية ،وخاصة ميشال اونفراي الذي أبان عن فقره المعرفي وهو يتجرأ على اتهام الدين الاسلامي بالدعوة إلى العنف من دون الاطلاع على النص القرآني تمحيصا وتحليلا وبلسانه ،لكنه اعتمد على قراءة تربصية وانتقائية ومن ترجمات غير موثقة لجهله باللسان العربي،وهذا مناقض للروح الفلسفية ..السؤال ،هل لا يأخذ التفكير شرعيته الفلسفية إلا بالتحرك ضمن الفلسفة الغربية الاوروبية تحديدا ؟وهل من يطرح هذا السؤال محافظ ورجعي ومغترب عن العصر ؟ألا ينتمي أفلاطون وكانط وهيدجر إلى تاريخ الفلسفة؟ لماذا التفاضل بين التواريخ؟ ماذا عن الفلسفة الصينية واليابانية والهندية؟ لماذا هذا التبخيس للمورث الفكري العربي الاسلامي والهندي والصيني....؟ تجرأ على استعمال عقلك ليس فتحا او اكتشافا كانطيا فريدا،قالها سقراط وقبله السوفسطائيون وقبلهما هيراقليط، ونادى بها الكندي وابن عربي وابن رشد وبأساليب وفي سياقات مختلفة وقبلهم فلاسفة علم الكلام الاعتزالي.لماذا المفاضلة بين الثقافات والتحيز لثقافة واحتقار ثقافات أخرى؟ من بحث في مسلمة شائعة روج لها المستشرقون مفادها ان الفلسفة العربية مجرد نسخة مشوهة للفلسفة اليونانية وأنها مجرد محاولة بئيسة للتوفيق بين الحكمة والشريعة ولم تؤسس لجديد فلسفي كما هو الشأن بالنسبة للفلسفة الغربية بدأ مع ديكارت؟ من بحث في جدية وأصالة الفلسفة العربية وتقصى نصوصها ومساراتها وطبيعة إشكالاتها ورهاناتها وتقاطعها من مختلف الانظمة المعرفية من كلامية وصوفية وفقهية وعلمية؟.وهل توفق الكندي فيما دعا إليه بقوله:"ينبغي لنا اقتناء الحق من أين أتى،وإن أتى من الأجناس القاصية عنا،والامم المباينة لنا ،فإنه لا شيء أولى بطالب الحق من الحق...فحسن بنا أن نلزم إحضار ما قاله القدماء... وتتميم ما لم يقولوا فيه قولا تاما على مجرى عادة اللسان وسنة الزمان..." وأسأل الشباب من الباحثين. ما الذي أتممتموه من اقتناء فكر الاخرين كإضافة نوعية وليس ترديدا لما سبق أن قيل وربما بصورة أقل مما قيل في مصادره ؟إنها إشكالية الاستقلال الفلسفي الذي لا زال يراوح مكانه مع استثناءات تمثلت في إبداعات مفكرين مغاربة والذين أنتجوا مركبا فلسفيا ونقديا لكن مع الاسف لم ينالوا شرف الاعتراف بسبب تبعية فلسفية لمراكز معروفة.

 

 


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: