مُعينات ديداكتيكية رقم 11
تمنيت لو أن المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة ومختلف فروعها العمل على تحيين ومراجعة مختلف الأطر المرجعية لتدريس الفلسفة وتقديم اقتراحات في أفق التحيين المقبل للبرنامج الفلسفي بالتعليم الثانوي التأهيلي.
ملحوظة : الإشكال المطروح، هل تحضر هذه الاختيارات أسفله في الكتاب الأبيض في عملية التدريس الفصلية، بمعنى آخر كيف ومتى يُترجمها المدرس في ممارسته الفصلية؟ وجزء منها مطروح في ديباجة البرامج والتوجيهات التربوية.
الأرضية النظرية والتوجيهية للأطر المرجعية المُنظمة لعملية التدريس ورهاناته. مع إمكانية تسجيل العديد من التحفظات حول اختيارات الميثاق الوطني للتربية والتكوين المعتمدة في بعض بنود الكتاب الأبيض.
الجزء الأول : الاختيارات والتوجهات التربوية العامة المعتمدة في مراجعة المناهج التربوية.
لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي ربيع الأول 1423 يونيو 2002.
عناصر من فلسفة التربية المعتمدة
الوثيقة الإطار للاختيارات
أعضاء لجنة الاختيارات والتوجهات التربوية: 48 عضوا
احمد الريسوني.. احمد السطاتي.. احمد بوكوس.. امحمد ساكو.. امينة لمريني الوهابي.. حسن أمزيل.. الحسين سحبان.. حماني أقفلي.. حورية بنيس.. خلا السعيدي.. رضا احمد الشامي.. سعاد الكرافس.. سليم رضوان.. الطيب الشكيلي.. الطيب بناني.. عبد الرحيم السجلماسي.. عبد الرحيم الهاروشي.. عبد السلام الشدادي .. عبد القادر سرسي.. عبد الكبير الخطيبي.. عبد اللطيف بنشريفة.. عبد اللطيف حرتوت.. عبد اللطيف كمال.. عبد الوهاب بنعجيبة.. عثمان بنجلون.. العربي المساري.. عمر بن بادا.. كريم الزاز.. لحسن مادي.. مبارك ربيع.. محمد أمين النزاري.. محمد ابريك.. محمد الرزكي.. محمد الطوزي.. محمد القاسمي.. محمد الناصري.. محمد برحيل.. محمد بنيس..
محمد جسوس.. محمد شبعة.. محمد عباد.. محمد علال سيناصر.. محمد يسف.. محمود بالحسين.. المختار عنقا الادريسي.. منير عبد الحق.. نور الدين الصايل.. نور الدين العوفي ( ملحوظة، هذه لجنة استشارية وليست تقريرية)
تقديم :
استحضرت اللجنة المكلفة بإعداد الوثيقة المحددة للاختيارات والتوجهات التربوية في مجال مراجعة المناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر جملة من المقدمات الكبرى التي وجهت عملها، وعينت الخلفية المرجعية الناظمة لكيفيات إنشائها وبنائها للمعطيات المتضمنة في هذه الوثيقة. ومن أبرز هذه المقدمات نشير بإيجاز إلى ما يلي: (1) تثمين أعضاء اللجنة للجهود الإصلاحية السابقة في هذا المجال، حيث يشكل مشروع الإصلاحات المرتقبة في البرامج والمناهج التربوية لبنة جديدة تضاف إلى مسلسل إصلاح وتطوير المجال التربوي في بلادنا؛ (2) الانطلاق من كون عمليات الإصلاح المنتظرة في مجال المناهج التربوية تكون أكثر فاعلية وأكثر نجاعة، عندما تعبر عن مقومات الذات التاريخية والحضارية، بمختلف ثوابتها ومتغيراتها، وتستوعب في الآن نفسه وبصورة تركيبية مبدعة مكاسب الحضارة المعاصرة؛ (3) الإيمان بمبدإ التغيير البيداغوجي المتدرج باعتباره الوسيلة الأنسب للتغلب على مختلف القضايا التربوية السائدة في نظامنا التربوي؛ (4) الاستجابة لمتطلبات المجتمع المعبر عنها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، حيث شكلت النواظم الفكرية البيداغوجية والاختيارات التربوية دور الموجه المساعد على رسم الخطوط العريضة لمحاور ومعطيات هذه الوثيقة؛ (5) بناء تصورات وتوجهات عامة محددة لاختيار بيداغوجي، يرى ضرورة إصلاح مختلف أشكال الخلل الحاصلة في مستوى المناهج التربوية بوسائل وأساليب قريبة من ممكنات الفعل البيداغوجي المجدد والمتجدد، وذلك انطلاقا من رصيد التجربة التربوية المغربية منذ الاستقلال إلى اليوم.
وقد ترتب عن المبادئ والمقدمات آنفة الذكر الاختيارات والتوجهات الكبرى الواردة في هذه الوثيقة.
الاختيـارات والتوجهات التربويـة العامة
اعتبارا للفلسفة التربوية المتضمنة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فإن الاختيارات التربوية الموجهة لمراجعة مناهج التربية والتكوين المغربية، تنطلق من:
§ العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمـع، باعتبار المدرسة محركا أساسيا للتقدم الاجتماعي وعاملا من عوامل الإنماء البشري المندمج؛
§ وضـوح الأهداف والمرامي البعيدة من مراجعة مناهج التربية والتكوين، والتي تتجلى أساسا في:
- المساهمة في تكوين شخصية مستقلة ومتوازنة ومتفتحة للمتعلم المغربي، تقوم على معرفة دينه وذاته، ولغته وتاريخ وطنه وتطورات مجتمعه؛
- إعداد المتعلم المغربي لتمثل واستيعاب إنتاجات الفكر الإنساني في مختلف تمظهراته ومستوياته، ولفهـم تحولات الحضارات الإنسانية وتطورهـا؛
- إعداد المتعلم المغربي للمساهمة في تحقيق نهضة وطنية اقتصادية وعلمية وتقنية تستجيب لحاجات المجتمع المغربي وتطلعاته.
§ استحضار أهم خلاصات البحث التربوي الحديث في مراجعة مناهج التربية والتكوين باعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين البعد الاجتماعي الوجداني، والبعد المهاراتي، والبعد المعرفي، وبين البعد التجريبي والتجريدي كما تراعي العلاقة البيداغوجية التفاعلية وتيسير التنشيط الجماعي؛
§ اعتماد مبدإ التوازن في التربية والتكوين بين مختلف أنواع المعارف، ومختلف أساليب التعبير (فكري، فني، جسدي)، وبين مختلف جوانب التكوين (نظري، تطبيقي عملي)؛
§ اعتماد مبدإ التنسيق والتكامل في اختيار مضامين المناهج التربوية، لتجاوز سلبيات التراكم الكمي للمعارف ومواد التدريس؛
§ اعتماد مبدإ التجديد المستمر والملاءمة الدائمة لمناهج التربية والتكوين وفقا لمتطلبات التطور المعرفي والمجتمعي؛
§ ضرورة مواكبة التكوين الأساسي والمستمر لكافة أطر التربية والتكوين لمتطلبات المراجعة المستمرة للمناهج التربوية؛
§ اعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنـة وحقوق الإنسان وممارسة الحياة الديموقراطية.
ولتفعيل هذه الاختيارات، فقد تم اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية والتربية على الاختيار كمدخل بيداغوجي لمراجعة مناهج التربية والتكوين.
اختيارات وتوجهات في مجال القيـم
إنطلاقا من القيم التي تم إعلانهـا كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمتمثلة فـي:
- قيـم العقيدة الإسلامية؛
- قيـم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية؛
- قيـم المواطنـة؛
- قيـم حقوق الإنسان ومبادئها الكونيـة.
وانسجاما مع هذه القيم، يخضع نظام التربية والتكوين للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة، وللحاجات الشخصية الدينية و الروحية للمتعلمين من جهة أخرى.
ويتوخى من أجل ذلك الغايات التالية:
- ترسيخ الهوية المغربية الحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛
- التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة؛
- تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛
- تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف؛
- المساهمة في تطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛
- تنمية الوعي بالواجبـات والحقوق؛
- التربية على المواطنة وممارسة الديموقراطية؛
- التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف؛
- ترسيخ قيم المعاصرة والحداثة؛
- التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه؛
- التفتح على التكوين المهني المستمر؛
- تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات؛
- تنميـة القدرة على المشاركة الإيجابية في الشأن المحلي والوطني.
يعمل نظام التربية والتكوين بمختلف الآليات والوسائل للاستجابة للحاجات الشخصية للمتعلمين المتمثلة فيما يلي:
- الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛
- الاستقلالية في التفكير والممارسة؛
- التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي على اختلاف مستوياته؛
- التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛
- ممارسة المواطنة والديموقراطية؛
- إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛
- الإنتاجية والمردودية؛
- تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة؛
- المبادرة والابتكار والإبداع؛
- التنافسية الإيجابية؛
- الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛
- احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري المغربي.
اختيارات وتوجهات في مجال تنمية وتطوير الكفايات
لتيسير اكتساب الكفايات وتنميتها وتطويرها على الوجه اللائق عند المتعلم، يتعين مقاربتها من منظور شمولي لمكوناتها، ومراعاة التدرج البيداغوجي في برمجتها، ووضع استراتيجيات اكتسابها. ومن الكفايات الممكن بناؤها في إطار تنفيذ مناهج التربية والتكوين:
- المرتبطة بتنمية الذات، والتي تستهدف تنمية شخصية المتعلم كغاية في ذاته، وكفاعل إيجابي تنتظر منه المساهمة الفاعلة في الارتقاء بمجتمعه في كل المجالات؛
- القابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات التنمية المجتمعية بكل أبعادها الروحية والفكرية والمادية؛
- القابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات الاندماج في القطاعات المنتجة ولمتطلبات التنمية الاقتصادية والإجتماعية.
ويمكن أن تتخذ الكفايات التربوية طابعا استراتيجيا أو تواصليا أو منهجيا أو ثقافيا أو تكنولوجيا.
خاتمــة
تظل المناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر التربوية المتدخلة في تنفيذها مفتوحة وقابلة للمراجعة المستمرة حتى تستوعب كل ما يستجد على صعيد المعرفة، وتستجيب لمتطلبات الواقع بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتساهم في تطويره.
والحالة هذه هل من سبيل جماعي/جمعوي / وطني لتجويد تدريس مادة الفلسفة، بدل انفرادية الاجتهادات والتأطيرات الشخصية ؟
..............
ما الإطار المناسب لتفعيل هذا المطلب؟ وما الجهة القادرة على لمّ شمل مختلف الاجتهادات الجادة البعيدة عن المُتاجرة والتطفّل على الاختصاص ؟
يُراهن البعض على إنشاء مرصد وطني لتجويد تدريس مادة الفلسفة .لكن ما شروط ومتطلبات إنشاء هذا المرصد؟ ما حدود نجاحه وفشله؟ وهل بالفعل مدرسي ومدرسات مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي في حاجة إلى مرصد وطني يهتم بتاريخ وتدريس وتوثيق وتطوير وتحيين دعامات....الدرس الفلسفي؟ لكن ما الذي يمنع مدرسي الفلسفة بالجامعات المساهمة في تجويد تدريس الفلسفة أيضا في مختلف الجامعات، بيداغوجيا وديداكتيكيا ،بدل تمرير "المعرفة الفلسفية"في قالب ماجيسترالي/مُحاضراتي/ إلقائي.
نفس السؤال موجه إلى مراكز مهن الترببة والتكوين وكليات التربية والمدارس العليا.. لماذا لا تفتح هذه المراكز حدائقها الخلفية وتُعمّم ما يُدرّس في رحابها حتى تعُمّ الفائدة بدل التقوقع الانعزالي ولا يصل إلى سمعنا سوى تبجيل هذا المدرس أوذاك ،ولا أحد نشر أو عرّف بالبرنامح الفلسفي والبيداغوجي والديداكتيكي لتلك المراكز؟
ثم ما مدى مساهمة المؤطرين التربويين في تجويد تدريس مادة الفلسفة وما الهوامش المتاحة لهم إلى حانب المهام الادارية !!!!.
وأخيرا،وهذا هو الاهم، ما الدور المنوط بالجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة،وجمعيات أصدقاء الفلسفة..في تجويد تدريس الفلسفة؟ وإذا كان هناك قصور فما السبيل إلى تجاوزه؟
كل هذه الاجراءات تتواجه مع الأطر المرجعية لتدريس مادة الفلسفة والتي من اختصاص المُشرّع...وهذا موضوع ٱخر سأعمل لاحقا على النبش فيه لانه مرتبط بجهات هي التي تحدد مرجعيات ومخرجات الغاية من تدريس مادة الفلسفة، وقد نشرت في الرقم 12 جزء منها في مرجعية الكتاب الابيض.
0 التعليقات:
more_vert