العقل الفلسفي والعقل البيداغوجي

التصنيف

 

العقل الفلسفي والعقل البيداغوجي


هناك فرق بين العقل الفلسفي والعقل البيداغوجي.على اعتبار أن الاول منتح للفلسفة ومفاهيمها الخاصة التي تتسم بالإبداع والاستقلالية.بينما الثاني عقل يعمل على التحويل الديداكتيكي لمنتحات العقل الفلسفي بغاية التدريس وبمرجعيات بيداغوحية تحددها الجهات المعنية بالتربية والتعليم والتكوين.
لكن يكمن الإشكال في مدى التكامل بين العقلين من دون أن يبتلع أحدها الآخر من قبيل تحول تدريس الفلسفة إلى متعة فكرية تأملية خالصة أوتحويلها في الجهة المقابلة إلى مجرد تقنيات تحددها أطر مرجعية لا تهتم بالتحديد بفلسفية العقل الفلسفي بل بتوظيف الإنتاج الفلسفي في تحقيق أهداف برانية عن قصدية العقل الفلسفي في إبداعه للفلسفة.
عفوا.هذا موقف لم يعد يثير حس الاشكلة والنقد والاجتهاد في الدفاع عن الفلسفة والحد من طغيان النزعة البيداغوجية التي حولت تدريس الفلسفة إلى مجرد تقنيات لكتابة إنشاء فلسفي.كيف يكتب التلميذ إنشاء فلسفيا أصبح يختزل تدريس الفلسفة في اجتياز الامتحان الوطني.لهذا ظهر تجار الانشاء الفلسفي يوهمون التلاميذ بضمان نقطة مافوق السبعة عشر ويسمون مواقعهم بالنجاح.
السؤال من يوقف هذا العبث الذي يختزل تدريس الفلسفة في الانشاء الفلسفي وقبله يتم قد تدريس الفلسفة في الفصل على قوام الانشاء الفلسفي.والغريب يعتبرون الاطر المرجعية ودليل التصحيح مرجعيات مقدسة وكافر من لم يلتزم بها حرفيا.
والحالة هذه ، هل همشت النزعة البيداغوجية إبداعات العقل الفلسفي وضاعت "الفلسفية "في متاهات التحويل الديداكتيكي الدغمائي التنميطي ؟ وأتأسف على عدد من مدرسي الفلسفة يمعنون في تجويع الدرس الفلسفي وتحنيطه أكثر من تجويع وتحنيط القائمين على وزارة التربية والتكوين.كما أعاتب عددا من الأطر من مدرسين ومؤطرين تربويين وباحثين ... من جيل الثمانيات والتسعينات ،والذين أثروا وأغنوا وطوروا تدريس الفلسفة، وغالبيتهم تقاعدوا وقطعوا صلتهم بهموم تدريس الفلسفة.....وهم من الاطر الكفأة والتي يحتاجها اليوم تدريس الفلسفة الذي يذبح ويسلخ في مذابح النزعة البيداغوجية التقنوية. كما أن عددا منهم يبدعون في مجالات معرفية أخرى وهذا حقهم.لكن أصبحت مقتنعا أن الدرس الفلسفي أصبح يتيما، وقريبا سنتبادل التعازي ونتأسف على ضياع مكسب ناضل من أجل وجوده إجيال رحم الله من توفاهم ومتع الاحياء منهم بالصحة والعافية.
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: