متى نتجرأ على إعادة التفكير في عدد من البداهات الفلسفية والعلمية،كي يتم السماح للفلسفة والعلم إستئناف الطريق الفلسفي؟

 


متى نتجرأ على إعادة التفكير في عدد من البداهات الفلسفية والعلمية،كي يتم السماح للفلسفة والعلم إستئناف الطريق الفلسفي؟



- يقول كارل بوبر بأن العلم لا يبدأ بالملاحظات ولا بالحدس.وإنما بالمشاكل."إن نمو المعرفة يتطور انطلاقا من مشاكل قديمة نحو أخرى جديدةعن طريق التخمينات والتفنيدات".( خطابات الحداثة.كاريلو ص 37)
-يعتقد بعض الفلاسفة بأن السؤال أهم من الجواب .لكن ما هي شروط تحقق السؤال الفلسفي؟حاول غادامير تعويض السؤال بمفهوم المشكل،والجواب بمفهوم الحل.أي الانقال من اللامعرفة إلى المعرفة. هنا وجب التفكير في ماهية السؤال بين كارل ياسبرز وغادامير،وعلاقة المعرفة بالحل.لكن هل من الممكن إعادة مساءلة هذا الحل أم البحث عن مشكلة ممكنة تحتاج إلى حل؟
-يُقال يبدأ التفلسف حين تفقد الأشياء والافكار بداهتها. معروف أن الفلسفة تقاوم البداهات واليقينيات المعيقة للإستئناف الفلسفي،لكن هل من الممكن أن تتحول بعض الفلسفات إلى بداهات بالنسبة لمريديها وشارحيها،وتتوقف عندهم رحلة المضي في الطريق؟إنها إشكالية التقدم في الفلسفة.مثلا لازلنا نتحدث عن ثنائية الوجود عند أفلاطون عالم المثل الحقيقي فوق قبة السماء، والعالم الارضي .عالم المثل وعالم الحس.العالم الثاني يستمد وجوده من العالم الاول. لكن أفلاطون نفسه تبيّن له فيما بعد أن المثال / الجوهر لا يمكن أن يتجزأ كي يتحقق في مختلف الاجناس الباحثة عن التشبُه والتطابق مع الجوهر ،لان الجوهر واحد ولا يمكن أن يتجزأ ويتمظهر في التعدد،والمفارقة أن أفلاطون نفسه تحدث عن واقع الايقونات التي استمدت وجودها من مثالها. والسيمولاكر هذه الاخيرة التي لم تحقق حلم التطابق ،وكما بيّن هيدغر، لا يمكن أن تحصل المطابقة بين كلمة درهم والدرهم نفسه، الاول قول/ كلمة، والثاني مادة.ومع ذلك لازال يوظف عالم المثل الافلاطوني.
السؤال،هل هذه الاشكالية تؤثر على مخرجات الدرس الفلسفي بالثانوي التأهيلي، حين لا تسمح الظروف بإخضاع المواقف الفلسفية نفسها ليس لتجربة النقد بل لتجرية "التفنيد والدحض"ليس كما في العلم حيث تتكشف بعض الاخطاء،بل بمنطق إبراز عيوب بعض التأويلات الفلسفية.لكن هل أنا المدرس بالثانوي التأهيلي المكبّل بعدة إكراهات بيداغوجية وديداكتيكيةوإدارية !!!! لدي الفرصة كما لأستاذ جامعي أكاديمي وباحث من مهامه الانتاج الفلسفي وليس استهلاك الفلسفات . ونفس الدور موكول لمؤرخي الفلسفة،ومن ثمة التواصل الفلسفي ببن مدرسي الثانوي والجامعي ومؤرخي الفلسفة .....
ما أروم تحقيقه هو نزع القداسة عن الفيلسوف والتخلص من وهم أن الفيلسوف لا يقع في عيوب معرفية ومنهجية،وخاصة في سياق التمييز بين كتابات الشباب وكتابات النضج.هذه الواقعة تترتب عنها مفارقات،بمعنى أن عددا من الفلاسفة تجاوزوا عددا من المواقف وفندوها في كتابات النضج،لكن نجد البعض يدرسها وكأنها تنتمي للمنظومة الفلسفية للفيلسوف.أضف إلى ذلك إشكالية تجاهل النوايا اللاواعية للفيلسوف من قبيل ما تحدث عنه لوسيان غولدمان بخصوص مواقف بالزاك.
شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: