المسكوت عنه في الغاية من تدريس الفلسفة
.عودة إلى مشكلات الدرس الفلسفي، بالرغم من علمي بعزوف الكثير من المهتمين بتدريس الفلسفة عن التفاعل.
لماذا تم إقرار تدريس الفلسفة في الثانوي التأهيلي لتلاميذ وتلميذات في طور المراهقة؟ وما خلفية مصطلح "مادة الفلسفة"؟ أي ما الغاية من تحويل الفلسفة إلى مادة دراسية؟وهل بالفعل الفلسفة قابلة للتدريس ؟ وإذا كان فعل التدريس ينبني على مرجعيات بيداغوجية وطرائق ديداكتيكية، فكيف يتم اللقاء بين الفلسفة والبيداغوجية وما وظيفة كليهما مع الاشارة إلى الاهتمام بالتكوين البيداغوحي في مراكز خاصة بتكوين مدرسي لمادة الفلسفة،لكن من المسؤول عن التكوين الفلسفي ؟ وهل بالفعل هو موكول لشعبة الفلسفة بمختلف الكليات؟ لكن كيف يتم تدريس الفلسفة في مختلف الكليات ؟،وهل أدت واجبها في التكوين الفلسفي ليتسلم المشعل المدارس العليا ومراكز مهن التربية والتكوين؟
حين تتطلع على دروس الفلسفة في كراسات الطلبة الجامعيين ودروس الفلسفة بالثانوي التأهيلي ,تجدها دروس إخبارية لفلسفة الفلاسفة وما قالوه في متونهم.وهذا يُعيدنا إلى سؤال مسكوت عنه،هل تدريس الفلسفة بالجامعات يهدف إلى تخريج فلاسفة أو باحثين في الفلسفة ،أم مجرد مدرسين لفلسفة الفلاسفة؟وهذا الاشكال يُحيلنا إلى قضية شعبة علم الاجتماع وعلم النفس،هل يجوز تكوين طالب في علم الاجتماع ليكون عالم إجتماع أو عالم نفس من أجل أن يُدرّس مادة الفلسفة؟عدد من المدرسين والمدرسات كما عدد من المفكرين في مجال البحث الفلسفي وليسوا بمدرسين فصليين،يُبخسون منهاج الفلسفة ويُضخّمون من فوبيا "النزعة البيداغوحية" (والغريب أنهم يُدرسون بمراكز تكون الاساتذة!!!!)
نقرأ في منهاج الفلسفة لسنة 1991 ص 5."يهدف درس الفكر الاسلامي والفلسفة عموما إلى إكساب التلميذ تكوينا فكريا ومنهجيا منظما يساعده على التمييز معرفيا وسلوكيا وقيميا ،ويتيح له التعرف على الثقافات الانسانية المتنوعة والإنفتاح عليها بما له قدرة على التحليل والنقد"...ويهدف على المستوى الاجتماعي إلى تدعيم روح المسؤولية واحترام الآخر والانخراط في هموم المجتمع وإدراك قيمة الجماعة مع اكتساب التفكير المستقل والمواقف الواعية"سنجد نفس الاهداف في منهاج الفلسفة لسنة 1996،والتوجيهات التربوية لسنة 2007 وتوحيهات الكتاب الابيض الشق الخاص بالغاية من تدريس الفلسفة.
نقرأ في توجيهات 2007.ص 3 "يشكل المنهاح الجديد لمادة الفلسفة مراجعة شاملة ،وتطويرا عميقا للمنهاج السابق واستثمارا لخلاصات التجربة والممارسة الميدانية...وذلك بمساعدة المتعلمين على النظرة التركيبية للمعارف والأراء التي يتلقونها ،وعلى ممارسة التفكير النقدي الحر والمستقل والمسؤول،والتشبع بروح التسامح والمساواة والنزاهة والسلم والمواطنة والكونية....يسعى المنهاج إلى ...تعلم ممارسة اتخاذ القرار بحرية واختيار والتحرر من الأحكام والأراء المسبقة والتعصب والانعتاق من سلبية التلقي...وتعلم شجاعة العقل...والانعتاق من الذاتية المنغلقة الإقصائية إلى التبادل والمشاركة والانفتاح القائم على الاحترام والتسامح والحوار والتواصل على أساس قيم الخير والحق والجمال."
وأتساءل كيف تحضر هذه الاهداف في تحضير المدرس لدروسه الفصلية؟ ولماذا لا تظهر في إنشاءات التلاميذ تولفقا مع تضمنها في الصيغ الثلاث للإنشاء الفلسفي وفي دليل التصحيح،وأيضا في سلوكات المتعلمين خارج المؤسسة؟ كثيرا ما نتغنى بالحاجة إلى الفلسفة وأهمية الفلسفة وضرورة الفلسفة...لكن الواقع شيء آخر ...وكتب تتحدث عن الفلسفة فنا للعيش والعيش بالفلسفة..لكن ربما في الكتب فقط وقليل من يقرأها...
ويترتب عن هذا السؤال،سؤال منسي،هل الهدف من تدريس الفلسفة كمادة دراسية هو إخبار التلاميذ بأطروحات الفلاسفة عبر سرديات تلقينية يتم إملاؤها في غالب الأحيان،أم توظيف التوجيهات التربوية في أجرأة قيم الفلسفة في واقع التلاميذ ؟وهل تحضر تلك الغايات في جذاذات المدرسين...وكيف يتم تقييمها...ومامدى ترسيخها في سلوك المتعلمين لترافقهم في حياتهم اليومية؟وهذا المطلب يتوافق فلسفيا مع دعوة كون الفلسفة فنا للعيش...والفلسفة التطبيقية..والفلسفة والحاضر....الفلسفة واليومي..
0 التعليقات:
more_vert