هل من الممكن أن تنقذ السوسيولوجيا متاهات الكتابة الفلسفية العربية؟

التصنيف


هل من الممكن أن تنقذ السوسيولوجيا متاهات الكتابة الفلسفية العربية؟


في الحاجة إلى تحقيق رغبة عبد الكبير الخطيبي


هل من الممكن أن تنقذ السوسيولوجيا متاهات الكتابة الفلسفية العربية؟

في الحاجة إلى تحقيق رغبة عبد الكبير الخطيبي.

ما الذي يمنع مثقفينا العرب من ممارسة " النقد المزدوج" بدل الانبهار ب" النحن" و" الغرب المُغاير"؟ متى يتخلّص البعض من تحقير ثقافة " النحن" (التراثية) والحديثة والمُعاصرة، وفي ذات الوقت إعادة النظر في الانبهار ب" الغرب المُغاير" والكفّ عن استهلاكه بدل توظيفه في ما يحعلنا نرقى أيضا إلى الكونية، ويقرأنا الأخر بمثل ما نحن منبهرين بقراءته والترويج له؟ وهذا هو الإنصاف الثقافي المؤسس للكونية المشتركة وليست الكونية باتجاه أو بعد واحد؟..هي ليست فقط قضية الاستقلال الفلسفي، بالرغم من ان الغرب المُغاير "حالّ فينا" و" يسكُننا" بسبب واقع الاستعمار وما ترتب عنه من تبعية بنيوية، وقد يحلو للبعض التحاجج بالكونية والعولمة والقيم الإنسانية المُشتركة.....نعم الكونية بالنسبة لنا، لكن هل يعترفون بإنتاجاتنا وبوجودنا من نفس منطلق الاعتبار الكوني؟ إلى أيّ حد حاول مثقفونا- كما قال عبد الكبير الخطيبي في كتابه " النقد المزدوج" في التصدير :"..نُحاول أن نحدّد نمطا للقراءة وإطارا لقراءة المجتمعات العربية بواسطة نقد تفكيكي ومحاولة تطبيق المفهومات التي تُلائم نمو الفكر الحديث "..وليست القضية تتعلق بشرعية التعدد والاختلاف، بل القضية أعمق من ذلك، إن الإشكال المطروح هل مسموح لنا الدخول إلى نادي إعمال العقل بالتساوي مع مَنْ نعتبرهم النموذج والقدوة ؟ لنسأل كل الفلاسفة المعاصرين (نستثني المُستشرقين) هل قرأوا لمثقفينا ماضيا وحاضرا كما قرأ مثقفونا كل الحكايات الجميلة للقصة الفلسفية منذ اليونانيين حتى الحقبة المعاصرة؟ لماذا نزدري أنفسنا بازدراء ثقافتنا ومثقفينا؟

ألم يحن الانتقال من الاستهلاك الفلسفي والاجترار إلى مرحلة الإبداع الفلسفي؟ ألم يحن الانتقال إلى " فلسفة الفعل" بشرط استرشاد الفلسفة بكل مغامرات العلوم الإنسانية وعلى رأسها السوسيولوجيا في سعيها تنزيل النظري إلى عالم الواقعي، وهذا ما يحتاج إليه الواقع العربي المُتردّي...

شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: