الفلسفة المنسية ( احتمال بصياغة عقلية).
من الفضاء الأرضي إلى الفضاء الكوني.
من الأسئلة التي ليس لدينا القدرة، نحن العرب
،على طرحها أو التفكير فيها: ماذا لو كان في هذا الكون
الشاسع مخلوقات ذكية غيرنا؟ لو حصل أنها موجودة، هل من المحتمل أن تُغيّر
كل طرق تفكيرنا الأرضي بمختلف تجلياته الدينية والاجتماعية والسياسية....؟ هل تؤمن
بخالق كما هو الشأن بالنسبة لساكني الأرض؟ ماذا لو كان الأمر على غير ما نتصوره،
وكيف سيكون تأثيره على مختلف المعتقدات البشرية الأرضية سواء بالنسبة للمتدينين
السماويين أو الملحدين الدهريين؟
هل يتعلق الأمر بسبب تخلفنا العلمي( الفزياء
اللنظرية الكونية ) وافتقارنا للخيال العلمي
بسبب تخلف مناهج ومقررات جامعاتنا يجعلنا أسيري الحاجة إلى التحرر من الاستبداد
ومنتجاته المُعيقة للإرتقاء والحاجة إلى قضاء الأغراض اليومية الروتينية......الأمر الذي يُفسّر أن إثارة إشكالات إمكان وجود
مخلوقات غيرنا غير ذي جدوى، وقد يعتبره الكثيرون ضربا من العبث قياسا على المأثور
الشعبي المغربي "آش خاصك العريان؟ خاصني خاتم"
ومع ذلك إشكال إمكانية وجود حياة أخرى بمجرتنا
أو مجرات أخرى، بالرغم من استحالة اللقاء البيجسداني بسبب شساعة المسافات الضوئية
حاليا وربما يتم التغلب عليها مستقبلا، مطروح علميا ونظريا، ووجودنا في هاوية
التأخر الحضاري لا يُلغي اهتمام أمم متقدمة ومُكتفية ديمقراطيا وحقوقيا وإنسانيا..بإشكال
كوني لفت انتباه مؤسسي الفلسفة الطبيعية
الأوائل منذ طاليس، وبالرغم من
إنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض مع سقراط كي تهتم بشؤون الناس كأولوية....، فهذا لم يمنع من التفكير في غرابة
الكون وما قد يخبّئه من أسرار ومفاجآت قد تغير طريقة وجودنا وتفكيرنا وكل النظم
الدينية والسياسية والاجتماعية.
اهتم الفلاسفة العرب بالفلسفة
السياسية والأخلاقية والحقوقية....لكن ألم يحن الوقت لإحياء " فلسفة الكون" باعتبارها جزء من إشكال ليس فقط علميا
( كما هو الشأن لدى نيوتن وإنشتاين..) بل وأيضا فلسفيا وسياسيا، حتى في عز الحراك
الريفي يتم استعمال مفاهيم علم الفضاء، كأن يُقال،
الريفيون مغاربة ولم يأتوا من كوكب آخر.أو الريفيون وطنيون وليسوا غزاة أو انفصاليين من الفضاء الخارجي.حتى
عامة الناس وخاصة في البوادي، يتفاعلون ليلا مع مختلف الظاهر الكونية ويسترشدون
بتحركات النجوم والقمر، ويشاهدون الشّهب ومختلف الظواهر الكونية..ويُحتمل أنهم
يتساءلون عن إمكانية وجود مخلوقات غيرنا في هذا الكون الشاسع.
قد يبدو
هذا الموضوع لدى البعض ضربا من العبث بحجة أنه لا يأتي في سلم الأولويات مقارنة مع
إشكال الفقر والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي....كيف يجوز هجر الأرض نحو عوالم
الكون، وأغلب سكان الأرض يعانون الفقر والحيف والمجاعة؟ لكن هل هذا مبرر كاف لفرض
قيود على العقل بموجبها يجوز له وما لا يجوز وفق حاجيات وسياقات تُعطي الأسبقة
لمواضيع وتؤجل التفكير في أخرى لانتفاء الحاجة؟
ماذا لو كانت الأنظمة السياسية والحقوقية لتلك الكائنات نموذجا للخلاص من عبثية وغطرسة الفاسدين والمستبدين الأرضيين؟ هل حان الوقت لافتراض " الغير " الكوني كآخر إلى جانب الغير الأرضي؟ ويكسب بذك معذبوا الأرض حليفا كونيا استراتيجيا؟ ألم يحلم بعض الكُتّاب الغربيين من خلال الخيال العلمي الذي تجسّد في عدة أفلام وروايات بإمكانية تغيير نمط حياتنا في حالة تحقق اللقاء مع كائنات فضائية من عوالم أخرى؟ فماذ عنّا نحن؟
ماذا لو كانت الأنظمة السياسية والحقوقية لتلك الكائنات نموذجا للخلاص من عبثية وغطرسة الفاسدين والمستبدين الأرضيين؟ هل حان الوقت لافتراض " الغير " الكوني كآخر إلى جانب الغير الأرضي؟ ويكسب بذك معذبوا الأرض حليفا كونيا استراتيجيا؟ ألم يحلم بعض الكُتّاب الغربيين من خلال الخيال العلمي الذي تجسّد في عدة أفلام وروايات بإمكانية تغيير نمط حياتنا في حالة تحقق اللقاء مع كائنات فضائية من عوالم أخرى؟ فماذ عنّا نحن؟
لهذا
يبدو مفهوم " الحقوق الكونية" أنسب في
علاقتها بكائنات الكون، إذ مفهوم الحقوق الأرضية
أنسب من مفهوم الحقوق الكونية، كالفرق بين الأرض
والكون.
0 التعليقات:
more_vert