مَنْ يبتزّ مَنْ؟ المثقف المغربي والتوجّس من تظاهرات الشارع.

التصنيف


مَنْ يبتزّ مَنْ؟المثقف المغربي والتوجّس من تظاهرات الشارع

سلافوي جيجيك وسط تظاهرة

    من حقهم التعبير عن موقفهم بكل حرية، لكن يتركوا للآخرين حق الرد والتقييم.والنقاش أخذ وعطاء. 

لم   اذا يشعر عدد من المثقفين والإعلاميين المغاربة بالإحراج حين يتم نشر صور ومواقف سياسية لعدد من المفكرين الغربيين وهم يتظاهرون في الشارع أو يوزعون منشورات....أو يُعلنون صراحة عن موقفهم السياسي لحظة تضامنهم مع ضحايا مختلف أنواع الظلم؟ هل مشاركة المثقفين الرمزية بالتواجد في الشارع أو الإفصاح عن تضامنهم تنقص من قيمتهم الفكرية؟ لماذا ينتفض عدد من المثقفين المغاربة حين يُسألون عن غيابهم المتكرر عن عدد من الحراكات الاجتماعية في مختلف ربوع الوطن؟ إذن هل هو خوف من غضب الحاكم... أم نتيجة موقف ليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الأصل للمفكرين في الغرب المُغاير، الذين يخرجون إلى الشارع في إطار ترجمة قناعاتهم السياسية من دون خوف على سلامتهم الجسدية أو المعنوية وهم أعلام من الفكر ويُعتبرون مراجع لكثير من المثقفين ومنهم الذين نحن بصدد مناقشتهم؟ ومتى كان التضامن مع ضحايا الظلم والحيف والإقصاء الاجتماعي جريمة أو مثار استهجان اللهم إذا كان المُستهْجِن من خدام مصدر الظلم ويتستّر وراء وهم الاستقلالية والحياد!!!وهل هناك هوّة بين صفة المثقف والإنسان المواطن؟ ومتى كانت " صفة المثقف" عائقا موضوعيا أمام التضامن مع الآخرين، وللتضامن عدة تجليات؟ وهذا هو الفرق بين " الساكن" في الثقافة ، والمثقف المواطن.
    هل بالفعل المُحرجون مفكرون مستقلون وهمّهم الوحيد وهم مختبئون في "حوزتهم العلمية" البيتوتية"أو من رحاب حدائق " فيلاتهم "( اللهم لاحسد) هو كما قال أحد منشطي برنامج ثقافي بالقناة الآولى تحت عنوان "ابتزازالمثقف" منشور بإحدى صحف البيترودولار، التي تُكرم الناشرين أيّما إكرام .كتب من بين ما كتبه :" المثقف بالنهاية مجرّد مواطن مِهنتُه بلورة الأفكار وصياغة الوجدان. ...تأثير المثقف في المجتمع بطيءٌ في العادة، لأنه يكتب وينتظر أن يقرأ الناس ما يكتب ويستوعبوه ليصير لفكرته بعض الأثر. أمّا المثقف المارد الذي يخرج من قمقمه في لحظات الضيق ليعانق أحلام الجماهير ويغازل شعاراتها ويفوز بهتافها وتصفيقها، فهو وجهٌ آخر لأزمة المثقف وإعلانٌ صريحٌ عن إفلاس دوره النقدي." انتهى ما كتبه.
   قد يتم قبول الاعتذار عن المشاركة " البين-جسدية"، ولكن ليس من المقبول استهجان التضامن " البين-جسدي " مع حراك الشعوب بدعوى التعالي على السياسي والحزبي وهما حق من حقوق المواطنة في دولة الحق والقانون. وليس من اللائق استعمال قاموس التشهير بالذين يطلبون تواجد المثقف الرمزي في الشارع سواء كانت الدعوة مشروعة أو غير ذلك ولكل حججه وتبريراته، لكن لغة التعالي والتشهير وشبه السبّ غير مقبولة من الذين يعتبرون أنفهم مثقفين ويراهنون على قراءة الآخرين لما يكتبون ليتححق "أثر" المثقف في المتلقين من الناس.وليس بالضرورة كل مثقف يخرج متضامنا يتم نعته بالمثقف " المارد" مع تحقير مفهوم" المثقف العضوي" ونبعث بالاعتذار ل" أنطونيو غرامشي" ....ويغازل شعارات المحتجين ويفوز بتصفيقاتها....!!!!!!!
يحزّ في نفسي مثل هذا الحكم التعميمي الذي صدر من مثقف وإعلامي نكن له كل التقدير والاحترام.














شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: