آه لو يُخاطب الفلاسفة الناس كما يُخاطبهم الشعراء..واسقراطاه.

التصنيف




مقالات ضد التيّار.

( المقال الثاني): واسقراطاه ...




آه لو يُخاطب الفلاسفة الناس كما يُخاطبهم الشعراء..
واسقراطاه ...




    إل الباحثين في المجال الفلسفي :

ما جدوى الحديث عن الفلسفة و:الفعل والتطبيق والعلاج واليومي والحداثة والدين والديمقراطية والتسامح....إن كانت حبيس الندوات والصالونات وأقبية الجامعة وفصول الدراسة؟ أليس المعني عموم الناس في المدى المتوسط والبعيد؟ ماذا لو استبدلت الفلسفة  لونها الداكن بلون البنفسح ورائحتا العصية على الشمّ برائحة الياسمين والرياحين التي تُنعش النفس من دكاكين العطارين والمشاتل المفتوحة المدى ، وحدائق المدينة وسطوح الفقراء العطرة  برائحة الحبق الزكية.
أطلقوا سراح الفلسفة من معتقلات الندوات وجلسات السمر النخبوية ...حرروا الفلسفة من تُجّار الفكر والتربّح ...اتركوا الفلسفة تُعانق واقعها، أتركوها تسترجع ماضيها "الأكوري" كي تتجول بين دروب المدينة حاملة أسئلتها السقراطية في واضحة النهار. وإياكم الإتكاء على ادعاء التخوف من البساطة والتسطيح...فهذه لغة خشبية أضرت بالفلسفة وسجنتها في سماء المعقولات 

لنتذكّر كيف تكلّمت الفلسفة روائيا في " عالم صوفي" لجوستاين جاردر"

.السؤال : هل من طريق لتجلي الفلسفة للعموم ؟ هناك تجربة " أقدم لك الفلسفة" لديف روبنسون...

ومحاولات ميشال طوزي لتقريب الفلسفة من الأطفال.




والحالة هذه من يغامر بفتح موضوع " الفلسفة وعموم الناس" على غرار الفلسفة والطفل.
   عيب عليكم احتكار الوصاية على الفلسفة بادعاء تميّز خصوصيتها وتعقّدها وتعالي جلالتها على أفهام الناس.جرّبوا فلسفة القرب في الحلْقات والزنقة والمقهى والأسواق العمومية...وإلا كيف يتحقق العلاج بالفلسفة إن هي تُركت لسماسرة وتجار الفلسفة الخصوصيين الخاصّين المتخصصين ...يُرهقون عقول التواقين إلى التحررالفكري والحق في الفلسفة ؟ أمّموا الفلسفة واجعلوها مكسبا شعبيا...عندها سيكون لها ما لم تكن كما هي كائنة اليوم.مطلوب من الفلسفة أن تتصالح مع ذاتها وتتعاقد مع الناس من منطلق ما تُراهن عليه..كفى عنفا نخبويا ضد الفلسفة. ....واسقراطاه، واسقراطاه...
كم من شعر عانق الفلسفة من دون ضجيج  ممارسيها وكأن الفلسفة أشبه بنسيم ريحاني ملكا لكل من يفكر بالشعر وبالرواية بالفن وبالموسيقى...


   وأنا بصدد إعادة قراءة كتاب المفكر عبد العزيز بومسهولي حول الحراك العربي، وحديثه عن فلسفة جديدة تعانق واقعها، قلتُ في نفسي ،الشعر الملتزم يمكن أن يكون مرشدا لفلسفة واقعية تعانق هموم الناس إن هي احترمت شرط تحققها في مجتمع يئنّ تحت وطأة التخلف والتأخر منذ قرون طويلة والمطلوب تغييره لا التنظير له!!!!.فإذا كانت الفلسفة ابنة عصرها فعليها أن تتحمل مسؤوليتها في اختيار الوجهة التي تكون من خلالها تحترم شرطها التاريخي والاجتماعي.وغير ذلك محكوم على الفلسفة أن تضل طريقها وتكرر طريق الأخر بدعوى الكونية، وما جدوى الكونية إن كان المحلي فقيرا معدما مستغلا مُضبّعا تائها.....كما قال عزيز الحبابي بصورة شبيهة ؟
قال نزار قباني:
من أعطاني عود ثقاب
حتى أحرق كل أكاذيب التاريخ
لكنتُ له عبدا.
من علمني أن أنقض على الأشياء
وأرفع رايات العصيان
من علمني كيف أسافر ضد الموجة
من علمني كيف تكون الكلمة سيفا
في وجه السلطان
من أهداني سفر الثورة
كنت له دوما عبدا.
"من علمني كيف أموت على أوراقي
حتى ينتصر الإنسان
من علّمني كيف أكوّر قلبي
مثل رغيف الخبز
لكي أطعمه للإنسان
من علمني كيف أزيل الكلفة       أحن إلى القول: كيف أزيل الكلفة بين الفلسفة وأفواه الفقراء.
بين كتاب الشعر وأفواه الفقراء
من علمني كيف أكون بسيطا
مثل العشب
من علمني أن أستعمل لغة
 فيها نزوات الأطفال
وفيها إحساس البسطاء
من علمني أن الشعر رسالة نكتبها للناس    
وليس هناك شعرا لا يتوجه للإنسان    أرغب في القول : ليست هناك فلسفة لا تتوجه للإنسان.
من علمني هذه الحكمة في تعريف الشعر
لكنتُ له دوما عبدا.

من ديوان "القصائد السياسية "مكتبة الأسرة.ص 13-12..






شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: