هل الفلسفة المدرسية هي الأخت الرضيعة للفلسفة الاحترافية؟

التصنيف


هل الفلسفة المدرسية هي الأخت الرضيعة للفلسفة الاحترافية؟

( فصل المقال فيما بين الفلسفة المدرسية والفلسفة الاحترافية من اتصال)





من الإشكالات المسكوت عنها، ما الفرق بين الفلسفة المدرسية والفلسفة " الاحترافية"؟ الفلسفة كمادة دراسية والفلسفة كشكل من أشكال التفكير الإنساني والتي مارسها مفكرون متخصصون في إنتاج الفكر الفلسفي وإبداعه خارج رهانات المؤسسة التعليمية؟ هل المطلوب تدريس مادة الفلسفة بمنطق ورهان الفلسفة الاحترافية كما تجلت في تاريخ الفلسفة والمتون الفلسفية أم وفق غايات إضافية يقررها " حراس المؤسسة التعليمية"؟ بمعنى هل مدرس مادة الفلسفة بالثانوي التأهيلي شبيه في تمثله للفلسفة  بالفلاسفة وهم يبدعون أنساقهم أو أبحاثهم الفلسفية أم يمتثل لمرجعيات برانية للفلسفة وهي تتحول ديداكتيكيا؟ لنُحْرج إفتراضيا ( من الإحراج) مثلا ديكارت وكانط وهيجل، ونقرأ بعيونهم الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض والمنهاج والأطر المرجعية لمادة الفلسفة، ترى ما موقفهم من فلسفاتهم وهي تتحول إلى مادة تعليمية ومن خلال وسائط بيداغوجية وديداكتيكية بل برهانات سياسة للجهة المخول لها سلطة وضع المقررات الفلسفية والبرامج والمناهج؟ لو تخيلنا مطالبتنا لديكارت أو كانط أو هيجل بتقديم درس تطبيقي في مادة الفلسفة وبشروط المؤسسة وأطرها المرجعية، ياترى كيف سيكون تعامله مع تدريس الفلسفة لمراهقين هم في طور التشكيل العقلي والنفسي لبلوغ الرشد؟ مثلا، "قام الفيلسوف( Alain كما أرود أليفيي ربول في كتابه " فلسفة التربية.ص 7) بالرجوع إلى لأفلاطون وديكارت وهيغل وبالأخص كونت وسبينوزا لكي يتعرض لمشاكل التربية والتعليم في الأوقات الحالية..بأفق أن نتعلم كيف نفكر.....)..كما أن محمد عابد الجابري عمد إلى قراءة الواقع العربي الراهن بعيون أفلاطون وابن رشد وابن خلدون...لنسائل الفلاسفة، هل الفلسفة قابلة للتدريس، وهل يوجد تدريس من دون أطر مرجعية بيداغوجية وديداكتيكية وبرهانات " حراس المؤسسة"،أم الفلسفة تفكير تأملي لا يمكن تدريسه أو تعلمه وأن ممارسته قضية شخصية واختيارية لا تمر بالضرورة عبر مأسسته؟ كيف نفسر ازدواجية، لدى بعض المدرسين،بين ممارسة تدريس مادة الفلسفة وفي نفس الوقت انتقادها من خلال أبحاث فلسفية لنفس المدرس والباحث؟ 
   يقول أليفيي ربول في نفس المرجع أعلاه.ص 32 " في المدرسة،يتعلق الأمر بمعارف منظمةـ تتسلسل بطريقة منهجية....لا تعليم بغير برنامج يضبط ما يجب أن نعرفه كي نتبعه... يتعلق الأمر بمعارف مُكيفة، وضعناها في متناول التلاميذ بواسطة التبديل التعليمي la transposition  didactique . إن المعرفة التي تعطيها المدرسة ليست هي المعرفة التي تنجز في مراكز البحث الجامعية : إنها معرفة مصفاة، مبسطة تتماشى مع مستوى التلاميذ."
    لنفترض أن كانط فشل في درس تطبيقي لمادة الفلسفة، فما مبرر توظيف بعض من فلسفته والتي عجز عن تبليغ رهاناتها لتلامذة مراهقين؟ولكن هل اتفق الفلاسفة على ضرورة تعليم الفلسفة للأطفال والمراهقين؟وكيف نفسر اللجوء إلى علوم التربية والديداكتيك وليس إلى البيداغوجيا الذاتية للفلسفة إن كانت بالفعل لها بيداغوجيتها ؟
والتتمة تعرفونها، وخير الكلام ما قل ودلّ.

شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: