ما هي رهانات حضور الفكر الفلسفي والكلامي الإسلاميين في المقرر الدراسي المقبل لمادة الفلسفة؟

التصنيف






أتساءل ما هي رهانات حضور الفكر الفلسفي والكلامي الإسلامين في المقرر الدراسي المقبل لمادة الفلسفة؟ 



هل سيكون حضورهما ضمن ما يسمى التاريخ الفلسفي الإنساني المشترك وهل بالفعل تم إنصاف الفكر الإسلامي في المقرر الدراسي الحالي؟ وهل بالفعل أخذ الفكر الفلسفي الإسلامي حظه من الاهتمام ضمن " هذا المسار الإنساني" مقارنة مع الفكر الفلسفي ذي الأصول الغربية بكل إشكالاتها ورموزها الفلسفية التراثية والحديثة والمعاصرة ،مع أن كل نصوصها مترجمة وفي كثير من الأحيان يتم الافتراء على كثير من المواقف مع سوء تقطيع النصوص، بل يجد المدرس صعوبة مثلا في تحديد الحجاج بسبب اختلاف البنية اللغوية العربية عن البنية اللغوية للسان الفرنسي والألماني و الإنجليزي، وهذا ينطبق أيضا هلى ترجمة المفاهيم( كمثال هل "جون لوك" يتحدث عن الشعور أم الوعي أم الإدراك وهو بصدد الحديث عن الهوية الشخصية...)؟ ماذا يعرف المتعلم المغربي عن الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي عموما منذ نشأتها حتى الراهن؟ ما مدى شرعية شائعة رائجة بين عدد من مدرسي الفلسفة ( أنا لا أقرأ الفلسفة إلا باللغة الفرنسية وعند البعض باللسانين الألماني والإنجليزي !!!!) وما أسباب وخلفيات الحضور الخافت والباهث وفي بعض الأحيان منعدم للفلسفة الإسلامية  في الفضاء العمومي المغربي مقارنة مع تضخم في الخطابات الفقهية وكثير من التأويلات الشعبية في مكبرات الصوت بالأسواق ومختلف القنوات الفضائية ومنها المتخصصهة في الوعظ والإرشاد...بينما الحضور الفلسفي يكون شبه منعدم؟ هل الإشكالات التي فكّر فيها فلاسفة الحضارة العربية بكل مكوناتها العرقية والدينية لم ترق إلى مستوى الكونية التي للفلسفة الغربية كما يشاع، بحيث من النادر أن تجد استشهادا بفيلسوف من الحضارة العربية مقارنة مع صبيب هائل من كل الفلاسفة الغربيين؟ وحتى على افتراض أنها فلسفة لاهوتية بالأساس، هل يجوز طمسها والتنكر لها بزعم أنها لا تستطيع أن تساعدنا على فهم إشكالات العصر الراهن وخاصة فيما يتعلق بضرورة عقلنة الوجود الروحي ، أو على الأقل لا نحرم المتعلمين من معرفتها كتراث تاريخي إنساني له الحق  في الوجود كما لبقية الحضارات الأخرى ... قال المفكر إدريس كثير في حوار له ضمن كتاب " الفلسفة والحراك العربي" لمؤلفه عبد العزيز بومسهولي :" نحن أمام تحد جديد، هو الخوض في الموضوعات اليوميانية، وعلينا أن نفكر  في هذه الموضوعات مباشر ( الحريك مثلا) وألاّ نعود إلى ابن رشد أو الفارابي"!!! هل يرد الأستاذ إدريس كثير على محمد عابد الجابري الذي حاول قراءة الوضع العربي الراهن من خلال عيون ابن خلدون وابن رشد وقبلهما بعيون أفلاطون؟


 بينما يتم الاعتقد بأن الفلسفات الغربية وأصولها اليونانية لاتزال تلهمنا بمدد من العون في فهم بعض ما أشكل علينا وهذا ما لا يستطيعه الفكر الاسلامي ماضيا وحاضرا؟ هل المدرسون والباحثون على اطلاع مُنصف على الفلسفة الإسلامية بقدر إطلاعهم على التراث الفلسفي اليوناني والحديث والمعاصر من الضفة الأخرى ، وهل" الآخر" يقرأنا بقدر قراءتنا له وعادة ما يتم تبجيله والانبهار به،أم القراءة في اتجاه بُعْد واحد؟ هل تحولت الفلسفة الإسلامية إلى أطلال بل إلى خراب حضاري لا فائدة تُرجى منه؟ماذا عن المفكرين الذين ارتأوا أن الاهتمام بالجانب التنويري للفكر الإسلامي ومنه الفلسفة وكذلك من الفلسفة الإشراقية مع السُّهْرَوَرْدي ( المقتول)....والحلاّج....، أنه ضرورة اجتماعية تراهن على ترسيخ العقلنة والتنوير....  من داخل المورث الفلسفي الإسلامي وضمن الصراع الفكري والطبقي مع المحافظين والمتشددين الذين تحولوا إلى حراس المعبد يكفرون ويحرمون ويقتلون من يقترب من هذا المشترك الإسلامي الذي احتكروه معرفة وتأويلا وتطبيقا؟ وهل لتصفية الشهيدين حسين مروة ومهدي عامل علاقة بهذا الغلو والتطرف في احتكار الحقيقية؟ أم يتعلق الأمر بهمّ إقتصادي ومعنوي، بمعنى أن التأليف أو التداول في قضايا الفكر الإسلامي غير مربحة ولا تجلب لصاحبها الشهرة والجاه التي يجلبها له اهتمامه بقضايا فلسفية غربية يزعم ويدعي أنها كونية وما فكر فيه مختلف الفلاسفة والمفكرون من الحضارة الإسلامية لم يعد " موضة فلسفية" أو ليس هناك ما يجب استهلاكه مقارنة مع ما كتبه محمد عابد الجابري ومحمد أركون وحسن حنفي وعبد الله العروي وجورج طرابشي والطيب تيزيني وحسين مروة وجدالات مهدي عامل....لهذا ظهرت فلسفة بالمغرب تدعي لنفسها أنها"فلسفة جديدة "،فلسفة ما بعد الجابري ومحمد أركون .... وتقطع أو تتجاهل كل الموروث الفلسفي الإسلامي وتنهل وتتغذى من كل الموروث الفلسفي الغربي ماعدا الفكر الفلسفي الإسلامي.علما أن الفلسفة الهندية والصينية واليابانية( وموقفها من البوذية والكونفوشيوسية..) غير مفكر فيها من قبل هؤلاء، وبالتالي تم الاهتمام بالمنطقة الأوروبية ( الفرنسية والألمانية تحديدا )وبعضا من فتات الفلسفة الأمريكية...؟؟؟؟
مناسبة هذا الحديث، إعادة قراءة أرشيفي المتعلق بالدروس الفلسفية وبعض الأبحاث ،والتي جمعتها طيلة تدريسي لمادة الفلسفة ،أرشيف يقارب 250 صفحة.
أقترح عليكم للإسنئناس، جذاذة من موضوعة الفاعل لسنوات خلت، ولا حظوا الإشكالات التي كانت تناقش مع تلاميذ مبتدئين (الأولى بكالوريا ،ولم يكن حينها مستوى الجذوع المشتركة) وألتمس من مدرسي أواسط التسعينات من القرن الماضي نشر جذاذاتهم حول موضوعات الفكر الإسلامي ونتداول في ،هل هي تستحق التدريس والنقاش كما هي الموضوعات المطروحة في محاورة " طيماوس " الأفلاطونية ( وموضوعها كيف تكون العالم ودور الصانع ، يقول أفلاطون :" إن كل الرجال الذين يملكون درجة من الإحساس الصادق يا سقراط، يناشدون الإله على الدوام عند بداية كل عمل، سواء إذا كان هذا العمل كبيرًا أو صغيرًا، ونحن أيضًا الذاهبين للحديث عن طبيعة الكون، كيف أبدع وكيف يوجد بدون إبداع، وإذا لم نكن مجردين من حصافتنا بشكل تام، فيجب علينا أن نتضرع لمساعدة الآلهة والإلهات، وأن نصلي كي يمكن لكلماتنا أن تلقي القبول لديهم قبل كل شيء ولدينا كنتيجة لذلك. دع هذا يكون ابتهالنا للآلهة، وأضيف لذلك الابتهال نصحًا وعظة لنفسي كي أتكلم بأسلوب كالذي سيكون الأكثر وضوحًا لك، والذي سيكون الأكثر انسجامًا مع نيتي الخاصة ...".... و" خواطر " بليز باسكال ... يقول في كتابه
خواطر " :.441- أما أنا، فأعترف أن الديانة المسيحية حالما تكتشف هذا المبدأ ألا وهو أن طبيعة البشر فاسدة وساقطة من لدن الله، تنفتح الأعين على سمة هذه الحقيقة في كل مكان،لأن الطبيعة هي الجلاء بحيث تدل في كل مكان على إله مفقود.433- الفلاسفة يدهشون عامة الناس والمسيحيون يُدهشون الفلاسفة...493- الدين الحقيقي يُعلّمنا واجباتنا، ويدلنا على وجود ضعفنا ( الكبرياء والشهوة) وعلى الأدواء ( التواضع والتقشف). وتأملات ميتافيزية في الفلسفة الأولى لديكارت" ورغبته في الحوارل مع عمداء الكلية اللاهوتية المقدسة وتمييزه بين المؤمنين والكافرين، يقول " دائما ما اعتقدتُ أن معضلتي الله والنفسهما من أخطر المعاضل التي ينبغي أن تبرهن بالفلسفة خيرا مما تبرهن بأدلة اللاهوت..إذ ، وإن كان يكفينا التسليم نحن معشر المؤمنين ،بأن ثمة إلها وبأن النفس البشرية لا تموت بموت الجسم، فمن غير الممكن أن نجعل الكافرين يسلمون بحقيقة دين ولا حتى بفضيلة أخلاقية إذا كنا لا نثبت لهم أولا هاتين المعضلتين بالعقل الطبيعي ،فلولا الخوف من الله ولولا توقع حياة ثانية لكثر الذين يؤثرون المنفعة  على العدالة ،كما هو شائع في الحياة أن الرذيلة تثاب  أكثر مما تثاب الفضيلة" ....وعدد من الفلاسفة الذين جمعوا بين الفلسفة واللاهوت إما تبنيا أو انتقادا....






شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: