الدرس الفلسفي وعلاقته بما الفلسفة لدى الفلاسفة؟
هل تدريس الفلسفة هو تدريس وابل من الأطروحات؟
قال الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي :" الفلاسفة
صنفان: صنف " نشتغل به" وآخر " نشتغل عليه". الصنف الأول يضم المفكرين الكبار ...الذين يدفعونك إلى
التفكير معهم والتفكير بهم فلا تكف عن العودة اللامتناهية إلى نصوصهم التي تخرج منها كل مرة
على غير النحو الذي دخلت به.أما الصنف الثاني
فهم الفلاسفة- الأساتذة الذين
يفتحون لك آفاق " المعرفة" الفلسفية، ويحيطونك بمفاهيمها وتياراتها المتشعبة وقضاياها
الشائكة."( منطق الخلل. 13- غياب أساتذة الأجيال .ص 26 )
1- هل تعريف فيلسوف محدد للفلسفة يمكن أن يساعد على تحليل ومناقشة أطاريح
ومواقف الفلاسفة من مختلف القضايا الفلسفية والعلمية التي يطرحها البرنامج الفلسفي
كإشكالات فلسفية؟وخاصة فلاسفة ما بعد الفلسفة النسقية التأملية التجريدية؟
2-
هل
منهاج مادة الفلسفة يحدد خريطة طريق بناء
على تحديد معين لما الفلسفة أم يهمل هذه القضية ويركز على توظيف الفلسفة في تحليل
قضايا من دون فرض تعريف محدد لما الفلسفة؟ وهل يمكن والحالة هذه الاشتغال على
البرنامج الفلسفي من دون تصور واضح لما الفلسفة كإطار مرجعي يحفظ للفلسفة خصوصيتها
وما مدى تعاقد المدرس والمدرسة مع المتعلمين عن ما الفلسفة (وهل تحضر قضايا ما الفلسفة ولماذا التفلسف ومعالم التفكير الفلسفي ونمط اشتغاله ثاوية في المقاربة المدرسية للفلسفة؟) والتي هم بصدد أجرأتها
على قضايا فكرية وعلمية واجتماعية، وهل تتجسد هذه المرجعية في نقاشات المتعلمين
وكتابتهم الفلسفية؟ وهل يكتفي المدرسون بحصر الفلسفة فيما أصبح أشبه بوصفة جاهزة
من قبيل :تفكير نقدي عقلاني تساؤلي نسقي حجاجي مفاهيمي إشكالي.... وهل هذه تعريف
للفلسفة أم هي مميزات التفكير الفلسفي? وهل بالفعل التفكير الفلسفي يتميز عن باقي
أنماط التفكير الأخرى بتلك الخاصيات علما أن المتعلم يتلقى في المدرسة مختلف
المواد الدراسية ومنها ما قد يشمل بعضا من خاصية التفكير الفلسفي؟
إخترت
توريط موقف فيلسوف منسي هو " لوي ألتوسير "الذي له تعريف للفلسفة خاص ,وأتساءل فيما يمكن أن يفيد هذا
التعريف في بناء الدرس الفلسفي من خلال مختلف إشكالاته وقضاياه؟.ونفس الإشكال
سأطرحه مستقبلا على مجموعة من الفلاسفة ،وخاصة الذين قاموا بالفعل بتدرس الفلسفة، وككل
تدريس لا بد من تنظيم بيداغوجي لبناء درس فلسفي.وكما قال ألتوسير في كتابه أدناه
الصفحة 29" أيّ درس لا يفلت من حلقة
التنظيم البيداغوجي."
الموقف الألتوسيري من" ما الفلسفة ؟"
في حديثه عن الفلسفة أمام طلبة المواد العلمية في أكتوبر 1967 في مدرسة الترشيح العالي.( من خلال كتابه:الفلسفة وفلسفة العلماء العفوية.ترجمة رضا الزاوي).
أقترح عليكم شذرات متفرقة من منظور ألتوسير لما هي الفلسفة (شذرات وإن بدا أنها متفرقة فرهاني ربطها بإشكال ممكنات تدريس الفلسفة ضمن تعدد الاطاريح حول ما الفلسفة؟) والتساؤل عن دور هذا المنظور أو ذاك لحظة طرحه في بناء الدرس الفلسفي من خلال جل المجزوءات ،وما مدى تأثير هذا المنظور ضمن منظورات مختلفة على تمثل المتعلم للفلسفة والرهان من دراستها؟وهل يمكن للمتعلم إلتقاط الخيط الناظم للتعدد الفلسفي ضمن جدلية الثابث والمتحول في المسيرة الفلسفية؟بمعنى آخر،هل من الممكن أن يؤثر تعريف مخصوص للفلسفة على تدريسها؟بمعنى هل اختيار مدرس ومدرسة لاتجاه فلسفي او تعريف معين لما هي الفلسفة كرهان قصدي من تعلم التفكير الفلسفي له تأثير على تمثل المتعلم للفلسفة والتفلسف كممارسة فكرية وسلوكية بغض النظر عن إشكال ربط تعليمها بالتقويم بمختلف أشكاله والذي قد يشوش على رهان تحقق التفلسف في نهاية المطاف من خلال مصاحبة أطاريح الفلاسفة والعلماء؟ هل من مستقر فلسفي ثابث ضمن العشرات من التعريفات وربما بعدد الانساق والاتجاهات الفلسفية من أهلها ومن خصومها؟ ما الذي يوحد هذا الشتات الفلسفي ضمن بؤرة تحفظ خصوصية التفكير الفلسفي ولا تشرذمه؟ بالمحصلة، ما الخلفية الفلسفية التي تؤطر تدريس المدرس لمادة الفلسفة حتى لا يظهر هو الاخر فيلسوفا مع الفلاسفة وفقيه مع الفقهاء وعالم مع العلماء وخصم للفلسفة مع الخصوم بقدر معيته الفصلية مع الفلاسفة ؟؟؟؟
في حديثه عن الفلسفة أمام طلبة المواد العلمية في أكتوبر 1967 في مدرسة الترشيح العالي.( من خلال كتابه:الفلسفة وفلسفة العلماء العفوية.ترجمة رضا الزاوي).
أقترح عليكم شذرات متفرقة من منظور ألتوسير لما هي الفلسفة (شذرات وإن بدا أنها متفرقة فرهاني ربطها بإشكال ممكنات تدريس الفلسفة ضمن تعدد الاطاريح حول ما الفلسفة؟) والتساؤل عن دور هذا المنظور أو ذاك لحظة طرحه في بناء الدرس الفلسفي من خلال جل المجزوءات ،وما مدى تأثير هذا المنظور ضمن منظورات مختلفة على تمثل المتعلم للفلسفة والرهان من دراستها؟وهل يمكن للمتعلم إلتقاط الخيط الناظم للتعدد الفلسفي ضمن جدلية الثابث والمتحول في المسيرة الفلسفية؟بمعنى آخر،هل من الممكن أن يؤثر تعريف مخصوص للفلسفة على تدريسها؟بمعنى هل اختيار مدرس ومدرسة لاتجاه فلسفي او تعريف معين لما هي الفلسفة كرهان قصدي من تعلم التفكير الفلسفي له تأثير على تمثل المتعلم للفلسفة والتفلسف كممارسة فكرية وسلوكية بغض النظر عن إشكال ربط تعليمها بالتقويم بمختلف أشكاله والذي قد يشوش على رهان تحقق التفلسف في نهاية المطاف من خلال مصاحبة أطاريح الفلاسفة والعلماء؟ هل من مستقر فلسفي ثابث ضمن العشرات من التعريفات وربما بعدد الانساق والاتجاهات الفلسفية من أهلها ومن خصومها؟ ما الذي يوحد هذا الشتات الفلسفي ضمن بؤرة تحفظ خصوصية التفكير الفلسفي ولا تشرذمه؟ بالمحصلة، ما الخلفية الفلسفية التي تؤطر تدريس المدرس لمادة الفلسفة حتى لا يظهر هو الاخر فيلسوفا مع الفلاسفة وفقيه مع الفقهاء وعالم مع العلماء وخصم للفلسفة مع الخصوم بقدر معيته الفصلية مع الفلاسفة ؟؟؟؟
يقول
ألتوسير:" إن الفلسفة "نظرية الممارسة النظرية" كونها أيضا "صراع طبقي في النظرية"........ الفلسفة لا موضوع لها كما للعلم موضوع.بل الفلسفة رهان. وأن " الفلسة ممارسة."ومن ثمة لا تنتج الفلسفة
معارف بقدر ما تعلن عن أطروحات عبارة عن قضايا لا تؤدي إلى براهين ودلائل علمية
بالمعنى الدقيق،بل إلى تبريرات عقلية من نوع خاص.إن الاطروحات الفلسفية لا يمكن أن
تكون موضوغ خخت ولا إثبات علميين، ولا يُمكن أن يقال عنها صحيحة ( مبرهنة ومثبتة
كما هو الشأن في الرياضيات والفيزياء) بل يمكن فقط أن نقول إنها صائبة.وبالتالي
وجب التمييز بين الاطروحة والقضية العلمية. إذن مالذي يميز أطروحة عن قضية علمية؟ وفيما
يفكر الفلاسفة وكيف؟ للجواب جانب سلبي وآخر إيجابي. بخصوص الجانب الاول يمكن القول إن الفلاسفة نشيطون بلا فائدة، إنهم مثثفون دون
ممارسة.فهم يأخذون بُعدا عن كل شيء،ومقالتهم ليست إلا تفسيرا لهذا البُعد.فهم
يحاولون عن بعد أن يأخذوا الواقع في كلماتهم وأن يقحموه في منظوماتهم. ..يوجد
اقتناع أن الفلسفة ليست ممارسة وليس لها موضوع ، وان مملكتها هي الافكار والكلمات
المنظومة.قد تكون هذه الافكار والكلمات جيدة، ولكنها توجد في الفراغ.
بخصوص الجانب
الايجابي،السؤال:ألا يوجد أمر ننتظره من الفلسفة ؟ ألا يوجد في الفلسفة شيء يمكن
أن يهم أعمالنا ومشاكل ممارستنا العلمية والادبية؟...هل يمكننا أن نعرف الفلسفة
دون أخذ موقف فيها؟
بالفعل تتميز الفلسفة بمساءلة كل قضايا الوجود (موضوع الفلسفة هو الكل كما اعتقد الفلاسفة الاقدمون ،أفلاطون وكانط وهيجل..)ومن ضمن الكل إشكالات العلم...لكن وجب التنبيه أن المسائل الفلسفية ليست هي المسائل العلمية.فالفلسفة التقليدية تستطيع أن تعطي أجوبة على أسئلة تطرحها هي، لكنها لا تعطي حلولا لمسائل علمية أو غيرها بنفس المعنى الذي يعطيه العلماء لحل مسائلهم العلمية وهذا يعني أن الفلسفة لا تحل المسائل العلمية في مكان العلوم.فالتساؤلات الفلسفية ليست المسائل العلمية،والفلسفة لا تنتج مفاهيم علمية بل مقولات فلسفية....قد يخطئ العالم ويكتشف خطأه ويعالجه ثم يواصل عمله.لكن في الفلسفة لا يعترف الفلاسفة بوجد الخطأ في التفكير الفلسفي، فالقضايا الفلسفية صائبة ولا يقال إنها صحيحة.... فهنا لابد أن نأخذ موقفا داخل الفلسفة:الفلسفة ليست علما أو بالاحرى ليست العلم ،كما أنها ليست علم أزمات العلم ولا علم الكل.لهذا يمكن الحديث عن طريقة فلسفية ولكنها تختلف كيفيا عن الطريقة العلمية....
هناك تداخل بين المشكلات العلمية والسياسية وما ينتج عنهما من تحولات اجتماعية تذكي السؤال الفلسفي :من أين جئنا؟ أين نحن؟إلى أين نسير؟...ما هو مكاننا في العالم؟ ما هو المكان الذي نحتله اليوم في العالم باعتبار مصيره غير اليقيني؟ما هو الموقف الذي نتخذه تجاه عملنا وتجاه الافكار العامة التي تهدي بحثنا أو تعيقه والتي تستطيع أن تقود عملنا السياسي؟ووراء السؤال أين نسير تبرز مسألة الممارسة ملحة أساسية:كيف نتوجه، وما هو الاتجاه الذي نتبعه؟ ما العمل؟
بالنسبة للمثقفين،يتخذ السؤال الشكل الدقيق التالي؛ما هو المكان الذي يحتله نشاطنا في العالم، والدور الذي يلعبه؟ من نحن كمثقفين في هذا العالم؟...ما هو دورنا في التغيير؟...ما هو مصيرنا حين يتزعزع عالم اليقين القديم؟ إلى أين نسير؟ ويتقدم السؤال خطوة ليصبح:ما هو مصير الانسان؟ أو ما هي نهايات التاريخ الاخيرة؟... وفي آخر الأمر ما هو المثقف إن لم يكن نتاج تاريخ ومجتمع معين حيث يُخضعنا تقسيم العمل الاجتماعي إلى هذا الدور وهذا القصر في النظر؟لقد أجابت الفلسفة التقليدية بشكل أو بآخر عن هذه الاسئلة الاخلاقية والدينية...لكن يجب أن نفهم أن الفلسفة لا تجيب عن أسئلة الأصل والنهايات الأخيرة لان الفلسفة ليست الدين وليست الاخلاق.إن هذه مسألة إيديولوجية...بينما مهمة الفلسفة الاساسية هي رسم خط التباين بين الطابع الايديولوجي للإيديولوجيات من جهة والطابع العلمي للعلوم من جهة أخرى....إذن وصلنا إلى السؤال ما الذي يميز الفلسفة عن العلوم؟ما هذا الذي يعطي للفلسفة طبيعتها الخاصة؟يجب علينا أن نعرف ماذا يمكن أن تمدنا به الفلسفة وما هي مكوناتها وبماذا ترتبط وكيف تعمل ؟
إذن ها نحن نتقدم خطوة ونكتشف الفلسفة في ممارستها ولا يوجد طريق آخر نتبعه.ألم أقل دائما إن الفلسفة هي قبل كل شيء ممارسة.....بمعنى من الأفضل بيان عمل الأطروحة حتى لا تبقى جافة.ليست عملية تعليم، فالفلسفة لا تعلم ولا تطبّق ، فهي تمارس.لا نتعلمها إلا بالممارسة لأنها لا توجد إلا في ممارستها.
( بالمحصلة ) ...إن الفلسفة ثمثل جزء من الظرف الذي تتدخل فيه، فهي داخل ذلك الظرف...وهي داخل ذلك الكل.ينتج عن ذلك أنها لا يمكن أن تبني مع الوضع علاقات خارجية تأملية بحثة،أي علاقة معرفة محضة بما أنها جزء من هذا المجموع، وهذا يؤدي إلى الفكرة القائلة بأن كل أطروحة لا تملك " موضوعا" بل رهانا وأن علاقة الأطروحة برهانها لا يمكن أن تكون علاقة " صحة" ( علاقة معرفة بموضوعها) وبالتالي معرفة محضة بل علاقة عملية وعلاقة توافق عملي."
بالفعل تتميز الفلسفة بمساءلة كل قضايا الوجود (موضوع الفلسفة هو الكل كما اعتقد الفلاسفة الاقدمون ،أفلاطون وكانط وهيجل..)ومن ضمن الكل إشكالات العلم...لكن وجب التنبيه أن المسائل الفلسفية ليست هي المسائل العلمية.فالفلسفة التقليدية تستطيع أن تعطي أجوبة على أسئلة تطرحها هي، لكنها لا تعطي حلولا لمسائل علمية أو غيرها بنفس المعنى الذي يعطيه العلماء لحل مسائلهم العلمية وهذا يعني أن الفلسفة لا تحل المسائل العلمية في مكان العلوم.فالتساؤلات الفلسفية ليست المسائل العلمية،والفلسفة لا تنتج مفاهيم علمية بل مقولات فلسفية....قد يخطئ العالم ويكتشف خطأه ويعالجه ثم يواصل عمله.لكن في الفلسفة لا يعترف الفلاسفة بوجد الخطأ في التفكير الفلسفي، فالقضايا الفلسفية صائبة ولا يقال إنها صحيحة.... فهنا لابد أن نأخذ موقفا داخل الفلسفة:الفلسفة ليست علما أو بالاحرى ليست العلم ،كما أنها ليست علم أزمات العلم ولا علم الكل.لهذا يمكن الحديث عن طريقة فلسفية ولكنها تختلف كيفيا عن الطريقة العلمية....
هناك تداخل بين المشكلات العلمية والسياسية وما ينتج عنهما من تحولات اجتماعية تذكي السؤال الفلسفي :من أين جئنا؟ أين نحن؟إلى أين نسير؟...ما هو مكاننا في العالم؟ ما هو المكان الذي نحتله اليوم في العالم باعتبار مصيره غير اليقيني؟ما هو الموقف الذي نتخذه تجاه عملنا وتجاه الافكار العامة التي تهدي بحثنا أو تعيقه والتي تستطيع أن تقود عملنا السياسي؟ووراء السؤال أين نسير تبرز مسألة الممارسة ملحة أساسية:كيف نتوجه، وما هو الاتجاه الذي نتبعه؟ ما العمل؟
بالنسبة للمثقفين،يتخذ السؤال الشكل الدقيق التالي؛ما هو المكان الذي يحتله نشاطنا في العالم، والدور الذي يلعبه؟ من نحن كمثقفين في هذا العالم؟...ما هو دورنا في التغيير؟...ما هو مصيرنا حين يتزعزع عالم اليقين القديم؟ إلى أين نسير؟ ويتقدم السؤال خطوة ليصبح:ما هو مصير الانسان؟ أو ما هي نهايات التاريخ الاخيرة؟... وفي آخر الأمر ما هو المثقف إن لم يكن نتاج تاريخ ومجتمع معين حيث يُخضعنا تقسيم العمل الاجتماعي إلى هذا الدور وهذا القصر في النظر؟لقد أجابت الفلسفة التقليدية بشكل أو بآخر عن هذه الاسئلة الاخلاقية والدينية...لكن يجب أن نفهم أن الفلسفة لا تجيب عن أسئلة الأصل والنهايات الأخيرة لان الفلسفة ليست الدين وليست الاخلاق.إن هذه مسألة إيديولوجية...بينما مهمة الفلسفة الاساسية هي رسم خط التباين بين الطابع الايديولوجي للإيديولوجيات من جهة والطابع العلمي للعلوم من جهة أخرى....إذن وصلنا إلى السؤال ما الذي يميز الفلسفة عن العلوم؟ما هذا الذي يعطي للفلسفة طبيعتها الخاصة؟يجب علينا أن نعرف ماذا يمكن أن تمدنا به الفلسفة وما هي مكوناتها وبماذا ترتبط وكيف تعمل ؟
إذن ها نحن نتقدم خطوة ونكتشف الفلسفة في ممارستها ولا يوجد طريق آخر نتبعه.ألم أقل دائما إن الفلسفة هي قبل كل شيء ممارسة.....بمعنى من الأفضل بيان عمل الأطروحة حتى لا تبقى جافة.ليست عملية تعليم، فالفلسفة لا تعلم ولا تطبّق ، فهي تمارس.لا نتعلمها إلا بالممارسة لأنها لا توجد إلا في ممارستها.
( بالمحصلة ) ...إن الفلسفة ثمثل جزء من الظرف الذي تتدخل فيه، فهي داخل ذلك الظرف...وهي داخل ذلك الكل.ينتج عن ذلك أنها لا يمكن أن تبني مع الوضع علاقات خارجية تأملية بحثة،أي علاقة معرفة محضة بما أنها جزء من هذا المجموع، وهذا يؤدي إلى الفكرة القائلة بأن كل أطروحة لا تملك " موضوعا" بل رهانا وأن علاقة الأطروحة برهانها لا يمكن أن تكون علاقة " صحة" ( علاقة معرفة بموضوعها) وبالتالي معرفة محضة بل علاقة عملية وعلاقة توافق عملي."
انتهى النص الألتوسيري.
أقول من المقبول أن يعترض البعض على موقف ألتوسير من ما الفلسفة، مرتكزاتها وطبيعتها وعلاقتها بمختلف الحقول البحثية، ووظيفتها، ومرجعيتها الماركسية.....لكن إلى أيّ حدّ يمكن للموقف الألتوسيري من ما الفلسفة أن يساعد مدرس ومدرسة مادة الفلسفة في تجلية بعض الغموض فيما يتعلق بطبيعة حضور روح الفلسفة في الدرس الفلسفي وتجاوز سرد وابل من الأطروحات الفلسفية على غرار طريقة شوميشة في عرضها لوصفات الطبخ ....بل كيف نوظف الأطروحات الفلسفية التي هي في النهاية تبريرات عقلية لا يجوز البرهنة عليها بنفس البرهنة على قضية رياضية أو فيزيائية،في تدريب المتعلم على التفكير باستعمال مفاهيم وحجاج والقدرة على الاشكلة والجدل والمناظرة والقدؤة على التفكير بطريقة ليست بالضرورة بنفس ما فكر فيه الآخرون.... لكن الاطروحات الفلسفية بالرغم من ابتعادها عن الصحة والحقيقية باعتبار كونها صائبة، لا يمنع من انتقادها، ولكن السؤال المسكوت عنه، ما الغاية من مختلف التأويلات والاطروحات وتعدد المنظورات التي يعرضها تاريخ الفلسفة، وما قيمتها في نظر متعلم الفلسفة الذي يقف على عالم من تعدد الأطروحات والمواقف من نفس القضايا والإشكالات؟وهل نحرجه بالافصاح عن موقفه الشخصي المدعوم فلسفيا ؟وبالنسبة لمدرس ومدرسة مادة الفلسفة كيف يحافظ على الخيط النظم لما الفلسفة في تحليله ومناقشته لمختلف القضايا والإشكالات الفلسفية حتى لا تتحول تدريس الفلسفة بالنصوص إلى تحويلها مثل مادة التلاوة المفسرة التي لا يربط نصوصها أي رابط وتدرس لذاتها ومفصولة عن سياقها بخلاف سياق القضايا والاطروحات داخل المجزوءات .
0 التعليقات:
more_vert