الدرس الفلسفي بين آفة الحفظ والاستثمار الفلسفي في الحياة
اليومية.
ما الذي يمكن أن يقوله الفيلسوف للسياسي؟
ما حدود تعلّم السياسي من مُصاحبة الفيلسوف ؟
هل يمكن من خلال مجزوءة السياسية وقضايا الدولة
والعنف والحق والعدالة أن تكون فرصة للمتعلمين في الارتقاء السياسي عبر
الفلسفي دون السقوط في تحويل الدرس إلى تنظير سياسوي؟ ما المنهجية الديداكتيكية
الممكنة لجعل المتعلمين يتفاعلون جديا مع مختلف إشكالات الفلسفة السياسة
والاخلاقية وقدرتهم على استثمار هذه الفلسفة في حياتهم اليومية؟ كيف السبيل
البيداغوجي إلى جعلهم يدركون أن رهان مجزوءة السياسة لا يتعلق فقط بأنماط التقويم
الجزائي بل أيضا بفهم امتدادات الشخص في الحياة الاجتماعية عبر منظومة الدولة
المحددة للوجود بالمعية في الزمن والمكان واختبار ممكنات الغيرية الايجابية في ظل
فضاء الحق والعدالة كنقيضين لفعل العنف بكل تجلياته، الفساد والارهاب والكذب
السياسي ....؟ كيف السبيل البيداغوجي الذي من شأنه أن يفصل بين رهان تفكير الفلسفة
في السياسية وبين تفكير السياسي في الفعل السياسي الحزبي المؤسسي اليومي؟
أية كفاية يريد منهاج الفلسفة ،ضمن رهان ربط الفلسفة بواقعها،أن يحققها وكيف يمكن
التحقق من تحققها في الفكر والممارسة؟ هل من الممكن أن يستثمر المتعلم كل الترسانة
المفاهيمية والحجاجية في علاقته مع مؤسسة الدولة واقعيا بعد أن إطلع عليها نظريا؟
وما المفارقات الممكنة التي تجعل فاصلا بين السياسية في المنظور الفلسفي والسياسية
كما تمارس في الواقع بكل مفاراقتها وألاعيبها عكس خطاب العقل الفلسفي وهو يفكر في
السياسية كعلاقة اجتماعية وفق قوانين ورهانات متعاقد عليها؟؟ما الفرق بين أسئلة
الفيلسوف وأسئلة المحلل السياسي والسياسي الحزبي الممارس للفعل السياسي؟كيف نجعل
من الفصل فضاء للتفكير العقلاني في إشكال السياسة من خلال مواقف الفلاسفة وهل من
الممكن أن يستفيد السياسي الممارس من تأملات الفيلسوف المفكر في قضية
السياسية؟ نقرأ في التوجيهات ص 32"يعتبر حقل السياسة حقل ممارسة
جماعية تستند في آن واحد على مبادئ موجهة وعلى علاقات فعلية، ومن ثمة تطرح الواقعة
السياسية مشكلة المعايير التي قد تتحكم في توجيه العلاقات داخل المجتمع من جهة
ومشكلة المواقع التي تحدد فعليا تلك العلاقات..."
ما طبيعة علاقة مجزوءة السياسة بمجزوءة الوضع
البشري وأين تتجلى مختلف التقاطعات بينهما إضافة إلى طبيعة علاقتهما بمجزوءة
الاخلاق؟ وكيف نبرر هذا الانتقال والتقاطع بيداغوجيا وفلسفيا وما الرابط الجوهري
بين المجزوذات الاربع وكيف تتكامل في الكشف عن الاشكال الاساسي :ما الانسان وما
مختلف شروط تجليه في الوجود (كشخص في مجزوءة الوضع البشري وكذات عارفة في مجزوءة
المعرفة وكمواطن في مجزوءة السياسة وكفاعل أخلاقي في مجزوءة الاخلاق)؟ وأخيرا ما
المطلوب من مدرس مادة الفلسفة بيداغوجيا وديداكتيكيا ومعرفيا كي يجعل المتعلمين
قادرين على التحويل الحياتي والواقعي للإشكالات الفلسفية للبرنامج الفلسفي وخاصة
مجزوءة السياسية والاخلاق؟
لكن لماذا لا تظهر هذه الإنتظارات على فكر
وسلوك المتعلمين راهنا في كتاباتهم وسلوكهم ؟ أين الخلل ومن المسؤول عن الهدر
الفلسفي وكأن الامر يتعلق بصب الماء في الرمل؟ ما مدى ترسيخ عدد
من أدوات التفكير الفلسفي وروحها لدى المتعلمين ما بعد البكالوريا ؟
ما الذي سيبقى راسخا لديهم من مادة الفلسفة ؟وما دور مدرس مادة الفلسفة في هذا
الترسيخ المفترض للبرنامج الفلسفي؟
هل بالفعل الحفظ قتل للوعي برهان الفلسفة كشكل
من أشكال الوعي الانساني المرافق للإنسان طيلة حياته وليست الفلسفة مجرد مادة
مآلها الاخير الامتحان الوطني؟ وهل تحتاج تربية الوعي النقدي وترسيخ خطاب العقل
وإبداع المفاهيم والمناظرة بالحجج إلى دروس خصوصية مؤدى عنها؟ ألا يخجل بعض مدرسي
مادة الفلسفة من إجبار تلامذتهم على حضور الدروس الخصوصية حيث التلقين الجاهز
والتهيؤ للامتحان الوطني فقط متغافلين عن الامتحان الحقيقي وهو امتحان الفلسفة
للحياة وهذه لا تحتاج إلى سوفسطائيين جدد مشوهين لان السوفسطائين في الزمن
الاغريقي كان تعليمهم مبرر حينها لمواجهة متطلبات الحياة في تملك قوة الخطاب
والحجاج .....
هل بالفعل يمكن لﻵفة الحفظ أن تتمثل رهانات
التوجيهات التالية وهل في الدروس الخصوصية يتم فتح النقاش حول الرهانات التالية
:" ص 3 ..إن المنهاج يضع أمام التلميذ والتلميذة إمكانية تعلم وممارسة
التفكير المستقل عبر السؤال والمساءلة والتحليل والنقد قبل القبول والاقرار،وتعلم
اتخاذ القرار بحرية واختيار، وتعلم التحرر من السذاجة الفكرية والعاطفية ومن
الاحكام والاراء المسبقة والتعصب، والانعتاق من حجة السلطة،ومن سلبية التلقي التي
تضعه فيها وسائل الاعلام ....."
0 التعليقات:
more_vert