من القول إلى الفعل" التداوي بالفلسفة وقضية الجندر.





من القول إلى الفعل" التداوي بالفلسفة وقضية الجندر.


الداعين إلى الفلسفة التطبيقية كما التداوي والعلاج بالفلسفة ...يجدون ذواتهم أمام محك ترجمة الدعوة واقعيا بدء من ذواتهم وفي علاقاتهم بغيرهم وخاصة بمنتقديهم إيجابا لا سلبا وسبّا. نفس الاشكال ينطبق على حركة الجندر النسوية(الجنوسة او النوع الاجتماعي) التي تجد نفسها أمام التطبيق العملي الذاتي في مواجهة النزعة الذكورية واقعيا ومن خلال إعادة صياغة مفهوم الانوثة الذي كان عائقا بخلفيته الجسدية الجنسية ، من خلال تمثل الذكور ( وعامة المجتمع ) له كمجال للاستمتاع الجنسي..، أمام تحقق إنسانية النسوية في ثقافة الجندر التي تواجه تحد شائك لم تحسم منهجية مواجتهه بعد،هل بدءَ من تغيير علاقات الانتاج المنتجة اجتماعيا للفوارق بين الجنسين  أم من خلال رهان تغيير العقليات فكريا  كمدخل لتغيير علاقات الانتاج؟والجندر معني به الرجل أيضا من خلال بعده الحقوقي والاخلاقي.مع العلم أن المشكل ليس في الرجل أو في المرأة بل في عوامل متشعبة ومتداخلة تقتضي فتح نقاش عمومي لتمكين رهان التداوي بالفلسفة ورهان الجندرية التحقق على أرض الواقع بدل سلوك الفردانية في الطرح.. تعبنا من الاقوال بينما واقع الحال غير ما يروج في الكتب والندوات على كثرتها وسيولتها التي لا يقابلها تطور في عقلية "اكشوان/إكنوان كعنوان لسيادة التفهاهة بكل انواعها الفكرية والسلوكية والفنية... التداوي بالفلسفة من البلاهة والتفاهة وادعاء المعجزات .. و التداوي بالجندرية من النزعة الذكورية والاستعباد والدونية وكل أنماط تسليع المرأة في الاشهار والسنيما والامثال الشعبية والمراقص الليلية وبيوت الدعارة والتأويلات الدينية المحافظة وإجحاف عدد من القوانين والعادات..... وكل أنماط الحياة اليومية التي تبرز المرأة كموضوع  objet وليس كذات  sujet..هذه ليست شعارات بل ثقافة وممارسة تقتضي بالضرورة تخلق دعاتها بروحها.وهنا أسأل من مدخل آخر : لماذا لا تتجلى روح الفلسفة في المشتغلين بالمجال الفلسفي ،مدرسين وتلاميذ وطلبة في الثانوي والجامعي....كما لا تتجلى روح الجندرية لدى العديد من أطر الحركة النسائية ليس على مستوى الخطاب بل على مستوى الفعل والممارسة أيضا؟ وهل النسبية العددية  مبرر لامكانية تحقق رهان التداوي والجندرية بعيدا عن تحقق مثالي تطابقي بشكل مطلق؟..... في فيلم " قيس وليلى".... قابل قيس الشاب "ورد"الذي تزوج من "ليلى"وقال له:"والله ما فيك من الورد إلا الاسم.".أخاف أن يقال هذا على دعاة التداوي بالفلسفة والجندر .لهذا من الافيد أيضا التصدي لمختلف العوائع الذاتية والموضوعية التي تحول دون تحقق التداوي بالفلسفة وتحقق رهانات مطلب الجنوسة.لان واقع الحال يبدو بعيدا عن حلم التداوي بالفلسفة، وهل من استراتيجية واضحة المعالم حتى لا يتحول العلاج بالفلسفة إلى شبيه بالرقية الشرعية على غرار نمط الاستاذ المعجزة الذي يعالج بالحفظ  الببغاوي "أمرض" الامتحان الوطني ...وبالنسبة للجندر تحقق مبدأ المساواة بين الجنسين كواقع وليس كامتهان قولي.كما أتمنى أن لا تكون الدعوة إلى التداوي بالفلسفة مجرد تأمل فكري للاستهلاك التجاري، في غياب ربط الصلة مع الفاعلين السياسيين الموكول لهم التشريع والتنفيذ ، ولما لا كما تمنى المفكر  محمد المصباحي البحث عن "لوبي فلسفي  " متنور يستثمر في المقاولة الفكرية الفلسفية....حتى لا تظل دعاوي المثقف صرخات مخنوقة بين دفتي كتاب او مجرد ندوة يتيمة عادة لا تتجاوز سقف أخذ الصور  مرفقة بتعليقات المجاملة والمحاباة،



شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: