هل تدريس الفلسفة في الجامعة معاد لروح الفلسفة ؟
في سنة 1995، نظمت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة ،ندوة حول تعليم الفلسفة
بالجامعة المغربية.ونشرت أطوار الندوة في مجلة الجمعية " فلسفة " العدد
3. ص 87.....101
تقديم " مجلة
فلسفة " للندوة من إنجاز عزيز لزرق والمذنب عبد القادر :" سننطلق في هذا
المحور من ملاحظة أوردها " Gérard durozoi و Jean Salem في كتابهما " philosophie
au lysee مفادها نموذج الفيلسوف في العصور الحديثة هو المفكر
الحر، حيث كانت علاقته بتدريس
الفلسفة إما ثانوية أو غير موجودة ( مهنة
حرة : ليبنتز، ديكارت، لوك، سبينوزا الذي رفض كرسي الفلسفة الذي أقترح عليه)
.ومع
القرن 18 أصبح الفيلسوف بالضرورة أستاذا جامعيا: كانط، هيجل، هوسيرل
،....فهل يمكن اعتبار تحويل الفيلسوف إلى
مدرس/ أستاذ خسارة للفلسفة أو حد منها ومن
الحرية.؟ فهل يمكن القول مع Pierre Thulliler مادامت
الدولة تعطي راتبا لسقراط فإن كلامه
لا يمكن أن يلعب سوى دور مسكّن ؟
وعوض المسؤوليات التي كان يطمح نحوها الآخرون أصبحنا أمام الرفاهية
والبيروقراطية ( سقراط الموظف، وهي جملة واحدة : نتساءل هل تدريس الفلسفة معاد
لروح الفلسفة؟
مُقتطف من موقف الأستاذ محمد سبيلا.
" لدي نقطتان فيما يخص مسألة الفلسفة والحرية،أولاهما
حول وضعية الفلسفة في التعليم العالي ومدى حرية الأستاذ..نعم مبدئيا حرية الأستاذ
أكبر في التعليم الجامعي منها في الثانوي نظرا لعدم وجود ما أستسمح في تسميته
" بيروقراطية تربوية" في الجامعة، عكس ما هو عليه الحال في الثانوي،
الشيء الذي يعطي لأستاذ الجامعة حرية أكبر ومسؤولية أكثر في التدريس، في اختيار
المواد وطريقة التناول والمعالجة،وأحيانا حتى في الموضوعات،لآن برامج التعليم
الجامعي عامة فضفاضة ويستطيع الأستاذ أن
يملأها بما يشاء.ومعظم الأستاذة يتحايلون على ذلك بالمزاوجة بين مشاغلهم وأبحاثهم الشخصية وبين ما يدرس.وهذه ظاهرة
عالمية، بحيث نلاحظ أن أساتذة التعليم العالي يتحايلون بالتوفيق بين أبحاثهم
الشخصية التي يشتغلون بها إما في إطار
مشروعهم الفكري أو في إطار ارتباطهم بمؤسسات معينة أو أبحاث لصالح جهات معينة،
وبين هذه الخانات العامة الفارغة التي تقررها المؤسسة الجامعية، وليس هناك حسيب
ولا رقيب فيما يخص مدى الحرية الفكرية
للأستاذ ....
مُقتطف من موقف الأستاذ محمد وقيدي.
" أريد أن أتحدث عن مسألة حرية أستاذ الجامعة في
دروسه،أي عن الحرية في مستواها التربوي،إذ نلاحظ أنه إذا كان التعليم الثانوي أكثر ضبطا فيما يخص حرية الأستاذ لأن هناك
مقررات وزمن محدد لتنفيذها، ومراقبة
تربوية تتتبّع هذا التنفيذ وكيفيته، ففي
التعليم العالي هناك نوع من الحرية تتعلق بتدريس عناوين عامة...لكن هذه الحرية
التربوية هي سيف ذو حدين، وبكل أسف فعوض أن تلعب دورا إيجابيا في تطوير الفلسفة،فإنها لعبت في كثير من المجالات دورا سلبيا، بحيث إن
كثيرين من الأساتذة ذهبوا مذهبا
بعيدا في استغلال هذه الحرية،إذ صاروا
يعملون ما يشاؤون، ذلك أنه مهما غيرنا من عنوان درس الأستاذ فإنه يقدم دائما نفس الدرس، بل في كثير من الأحيان تكون العديد من الشهادات الجامعية لا تدرس الدروس الملائمة لها. ذلك أن الشيء الوحيد
الملائم لها هو عنوانها.ومن هنا أصبحت الحرية تستغل استغلالا في غير موضعه الشيء الذي أدى إلى اضطراب في التكوين لأنه ليس هناك نظام تربوي.
لاينبغي أخذ العناوين بصفة شكلية. ثم يدرس كل واحد منا ما يشاء...بحيث أصبحنا نقدم
للطالب مواد غير المواد اللازمة. يمكن أن
أبرز هنا تناقضا واقعيا، عندما نتسائل نحن الأساتذة عن مالذي يجب أن نكونه لدى الطالب ، نجيب عليه
أن يدرس الفلسفة القديمة، الفلسفة في
العصور الوسطى، المذاهب الفلسفية في العصور الحديثة، الفلسفة في الأزمنة المعاصرة..إلخ.
أي نتفق على أشياء لكن في تنفيدها تظهر
مقررات أخرى غير تلك الموجودة.وهنا السؤال، هل هؤلاء الأساتذة الذين يخرجون عن ما هو مقرر هل
يتفلسفون؟
****************************************************************************************
بعد مضي 25 سنة على هذا التشخيص ،ما هو واقع تدريس الفلسفة بالتعليم الجامعي راهنا ؟
****************************************************************************************
بعد مضي 25 سنة على هذا التشخيص ،ما هو واقع تدريس الفلسفة بالتعليم الجامعي راهنا ؟
0 التعليقات:
more_vert