الإنشاء الفلسفي ومطلب الإبداع في الميزان
يكثر الحديث عن
مطلب إبداع التلميذ لإنشائه الفلسفي. السؤال ما المقصود بالإبداع في هذا السياق؟
هل الأطر المرجعية تحث فعلا على الإبداع، وما طبيعة هذا الإبداع ومقتضياته؟ وما الفرق بينه وبين الابداع كما في مختلف
الفنون القولية والتشكيلية ؟وهل الامتحان في المقروء يسمح بالإبداع ،كما أن
دليل التصحيح يلزم المصححين باحترام مجموعة قواعد وخطوات شكلية ملزمة وموحدة وطنيا تجنبا للمزاجية كما هو
معروف وضمانا لتكافؤ الفرص؟وقبل هذا ما النموذج الذي يتخذه التلاميذ مثالا
للإبداع؟ هل دروس المدرسين؟ هل نصوص الفلاسفة وأطروحاتهم ؟ وهل بالفعل يمكن اعتبار
دروس المدرسين إبداعات فلسفية وبأية
مقاييس؟ وهل حصل أن تم تدريب المتعلمين على الإبداع في التجربة الفصلية من
خلال التمارين الفلسفية والمراقبة المستمرة والنقاش المفتوح مع المتعلمين أثناء
إنجاز الدروس أو لحظة الموائد المستديرة أو لحظات تعريف المتعلمين بمقتضيات
الإنشاء الفلسفي؟ ولكن هل يسمح طول البرنامج الدراسي والاكتظاظ و...و..... بفسحة
لتدريب المتعلمين على الإبداع ؟وأكرر عن أي إبداع نتحدث؟
والحالة هذه
لماذا ينتقد عدد من المدرسين واقع الإنشاء الفلسفي من دون تقديم نماذج إبداعية من
دروسهم ( بالمناسبة نشرت عددا من التجارب الفصلية الشخصية في منتدى فيلوصوفيا كمال صدقي ومدونة كمال صدقي
ومنتدى فيلو مغرب ومنتدى الحجاج ...من
خلال تفاعلات جدية وماتعة مع الأساتذة سعيد إيماني وشفيق كريكر ومصطفى سكم ومحمد
الشبة ومحمد بوتنبات وأساتذة من الجزائر وتونس والعراق ...وغيرهم.).
لكن هل يتعلق
المطلب بالاجتهاد والاستقلالية وليس بالإبداع ،هذا المطلب الفضفاض الذي يرمى به في
ساحة الجدال من دون إعطاء نماذج فصلية للمدافعين عن الابداع. حتى لو سلمنا بشرعية
هذا المطلب ،فعن أي إبداع نتحدث وضمن أية مراحل من منظومة الإنشاء الفلسفي؟ إضافة
إلى ظاهرة ازدراء المتعلمين وقياس مستواهم بمقياس تردي المنظومة التعليمية ومن تم
تسفيه كتابتهم الإنشائية ؟
وهل صيغ
الامتحان الوطني تسمح وتساعد على إبداع التلميذ لإنشائه الفلسفي؟ وهل يتعارض الإبداع مع الامتحان في
المقروء؟ سبق لي نشر الآلاف من مواضيع الامتحان الوطني لمادة الفلسفة بفرنسا والتي
بالفعل تحث المترشحين على الإبداع في حدود معقولة .
إذن ما الفرق
بيداغوجيا بين الإبداع والاجتهاد والاستقلالية؟
في المقال
المقبل سأناقش هذه القضية .
0 التعليقات:
more_vert