الفلسفة والإزعاج.

التصنيف



الفلسفة والإزعاج.

 

يقول أستاذ جامعي مغربي عاشق لسبينوزا ، إن فلسفة لا تزعج ولا تحدث قلقا ليست فلسفة. السؤال من من الباحثين المغاربة في مجال الفلسفة أزعج وأحدث قلقا لدى قارئ هاته الفلسفة التي تزعم الإزعاج وإحداث القلق؟ ستزعج وتقلق من؟ وهل هذا الازعاج يبقى داخل الفضاءالفلسفي التأملي الذي يسكن سماء المعقولات وشروحات وتفسيرات لتاريخ الفلسفة أم يتعداه إلى الفضاء الاجتماعي والسياسي؟ لكن ما الفرق بين الفاعل الفلسفي والفاعل السياسي في المجتمع المغربي؟علما أن السؤال الفلسفي كأحد أدوات الإزعاج يبدأ بتفكيك البداهات الشائعة،طبقا لقاعدة فلسفية معروفة:"يبدأ التفلسف حين تفقد الأشياء بداهتها."وضحايا البداهات الزائفة يوجدون في الواقع من مختلف الفئات الاجتماعية وليس فقط في التمثل العقلي الاكاديمي.لكن ما البداهات التي يتوجه إليها السؤال الفلسفي؟ وهل هناك إنتقائية فلسفية للبداهات والسكوت عن أخرى؟وما البداهات التي يتحاشاه الباحث الفلسفي المغربي كمواطن معني بكل ما يمر به المغرب من تحولات وتجاذبات وصراعات. لا أعتقد أن الباحث الفلسفي غير معني بها، وربما يمكن تبرير السكوت عنها بحجة ما يقع في فضاء القضاء" الدفع بعدم الاختصاص" ليحمل الفاعل الفلسفي الفاعل السياسي والنقابي والجمعوي ...مسؤولية مخرجات الإزعاج والقلق الذي ينظر له الفاعل الفلسفي بالقلم ،"ومريضنا ما عندو باس!!!!!!،" وهذا يذكرني برد محمود درويش الذين اتهموه بكونه مناضلا خمس نجوم ( أي مناضل مخملي لم يجرب المقاومة في معترك الواقع) فكتب قصيدة "ضباب على المرآة"قال فيها "

لست جنديا

كما يطلب مني،

فسلاحي كلمة

والتي تطلبها نفسي

أعارت نفسها للملحمة...



هل سيقول لسان حال الفاعل الفلسفي المقيم في سماء المعقولات ما قاله محمود درويش،كون الباحث الفلسفي ليست مهمته الانخراط في الواقع على غرار انخراط سارتر وفوكو وريجيس دوبري وسلافوي جيجيك....بل هو مجرد مفكر فلسفي يؤلف... ويحاضر في ندوات ويعطي دروسا لطلبة. وهو ليس تشي غيفارا او باتريس لومامبا او سالفادور أليندي أو المهدي بنبركة......،فمعركته في الكتابة وبالكتابة والتنوير.وأخاف أن يقع للتنوير ما وقع ل" جودو" المسرحية المشهورة لصامويل بيكيت .



قال أحدهم:واهم ذاك الذي يعتقد في استعادة تجربة سقراط في الاغورا في العصر الرقمي الراهن، الذي فرض عزلة يتواصل ضحاياها عن بعد بواسطة صناديق عحيبة وذكية ههههههه دون زيارة ولو رمزية لغليان الشارع الذي لا يهدأ .



لكن أليست ظاهرة التفاهة وأحد تجلياتها روتيني يومي...ستكون حافزا على مغادرة الفلسفة سماء المعقولات وأسوار الدروس الاكاديمية في رحاب جامعة فقدت كل ما له علاقة بالجامعة بمعناها العلمي والسلوكي....لتواجه التفاهة في معاقلها من خلال إعطاء حياة حقيقية للسؤال الفلسفي كمطرقة لا تتربص ولا تنتقي ولا تبرر...بل إعطاء المطرقة الفلسفية حق الهدم والبناء...




 


شاركها على حسابك في :

مدرس مادة الفلسفة مُتقاعد .

مواضيع ذات الصلة: